في استمرار لمسلسل تسجيل المهور المرتفعة في سوريا، كشف رئيس المحكمة الشرعية الأولى في محافظة حلب القاضي مروان حاج حمود، عن تسجيل المحكمة لأعلى مهر في تاريخ المحافظة.

وقال حاج حمود في تصريحات لإذاعة “شام إف إم” إن المحكمة سجلت مهر صداق مقدار معجله 1000 ليرة ذهبية غير مقبوضة، ومؤجل صداق مقداره 1000 ليرة ذهبية تُستحق بأقرب الأجلين.

وأضاف: «ما عدا هذا المهر فإن أغلب المهور التي سُجلت لم تحمل مغالاة، وكانت أغلب المهور منطقية وتَرفق بحال الخاطب».

ويبلغ سعر الليرة الذهبية في سوريا نحو مليون ونصف ليرة، وذلك بحسب موقع الليرة اليوم.

مهر عقد زواج في اللاذقية.. 200 مليار!

ونهاية شهر كانون الأول /ديسمبر الفائت، كشف القاضي السوري أحمد قيراطة عن تسجيل محافظة اللاذقية أعلى مهر لعقد زواج بلغ مجموعه مئتي مليار ليرة سوريّة.

وقال قيراطة في منشور عبر صفحته الشخصية بفيسبوك: «تم تسجيل أعلى مهر في محافظة اللاذقية لصداق مقدار معجله قدره مائة مليار معجل غير مقبوض ومؤجل صداق مقداره مائة مليار ايضا تستحق بأقرب الأجلين والتوسع بالسؤال قبل توقيع المعاملة من قبلنا مع الخاطب اجاب بأن هذا المبلغ زهيد تجاه حبه لمخطوبته (هوى بين) ونتمنى ان لايخذله فؤاده او شريكة عمره».

قد يهمك: “غالية.. رخيصة” وزن المرأة مَهرها!

وحول تسجيله لأعلى مهر في محافظة اللاذقية، وانشغال السوريين بهذا الخبر خلال الأسابيع الماضية، أوضح قيراطة أن الشاب الذي سجل على نفسه مهر قدره مهر غير مقبوض قدره 100 مليار ليرة ومعجل غير مقبوض قدره 100 مليار ليرة سورية، هو شخص عادي وليس من المشهورين أو الأغنياء.

وأردف قائلا لصحيفة “الوطن“: «هو شاب عمره 26، وخطيبته لم تطلب منه هذا المبلغ، إنما سجله تعبيرا عن حبه ووفائه لها. ويرى الخاطب أن هذا المبلغ زهيد تجاه حبه لمخطوبته. ناقشته وحاولت ثنيه عن تسجيل هذا الرقم المهول إلا أنه أصر وبكل قناعة وهذا أمر لا دخل للمحكمة به ونحن لا نؤيد مثل هذه المهور».

المهر وحقوق المرأة!

وأصبحت قضية المهور من القضايا الشائكة مؤخرا، مع بروز قضايا حقوق المرأة، من جهة ومطالبة بعض الأهالي بمهور عالية جدا لقاء قبولهم بـ“العريس” الذي يتقدم بطلب زواج ابنتهم.

“المرأة التي مهرها دجاجة.. طلاقها كش“، هذا مثل متداول في المجتمع السوري ودول أخرى من بلاد الشام. ويقصد به المرأة التي لا تطلب مهرا أو مهرها قليل، لا يتمسك بها الزوج ويطلقها دون أن يرمش له جفن. كما يطلق عليها العديد من الصفات والأحكام، مثل “رخيصة، معيوبة، ربما مصابة بمرض ما، ليس لها أهل، أصلها غير معروف، مطلقة وأرملة“.

وذكر أحد تقارير قسم المرأة في “الحل نت“: «هل يعني هذا أن المرأة في نظر المجتمع سلعة؟ يرتفع وينخفض سعرها بحسب مميزاتها! هل هذا الأمر يدفع بعض الرجال أو العائلات بالتباهي بالمهر الذي دفعوه مقابل الزواج من امرأة ما؟ أو يجعل امرأة تتفاخر بين النساء بقيمة مهرها؟».

المهر شرعا.. هدية أم فرض

المهر لغة: هو ما يلتزم الزوج بأدائه إلى زوجته حين يتم زواجه بها، بحسب ما جاء في معجم الوجيز.

ويسمى بحسب الرأي الشرعي في الدين الإسلامي “صداقا” وهو مبلغ من المال يدفعه الرجل للمرأة التي يرغب بالزواج منها. وفسره رجال الدين أنه يحفظ حق المرأة ويكسبها مكانة عالية لدى الرجل.

الباحث الإسلامي التنويري أحمد الرمح، عرفه في لقاء سابق مع “الحل نت”، بأنه «المسمى القانوني والشرعي للمال الذي تستحقه المرأة بعقد الزوج، ولكنه أكد أنه ليس شرطا من شروط الزواج ولا ركنا من أركانه، ويجوز العقد من دون تسمية مهر أو استلامه».

وفلسفة الإسلام في مسألة المهر كما تحدث عنها الرمح، باعتباره رمزا أو هدية يقدمها الرجل في الزواج وليس واجبا. وبيّن، أن هذا الزواج هو مشروع إنساني قائم على المودة والرحمة والمشاركة في كل مسائل الحياة. مؤكدا أن هذه الأمور لا تقدر بمقابل مادي.

ويتأثر مفهوم المهر والزواج والعلاقات بثقافة الشركاء ومستوى وعيهم وتطورهم الفكري. بالتوازي مع التغيير والحداثة في زمن حقوق الإنسان والمطالبة بالمساواة والعدالة بين الجنسين. مما يتطلب من المجتمعات أن تكون أكثر انفتاحا.

لاسيما، أن المرأة في العصور السابقة كانت تعتمد على إعالة الرجل لها. بينما الآن تعمل وتكسب قوتها بنفسها وتعيل أسرتها وتشارك الرجل في أعباء الحياة المادية.

اقرأ أيضاً: بقيت لساعات دون إسعاف.. اعترافات صادمة للمتورطين بقتل آيات الرفاعي

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.