أعلنت وزارة الكهرباءالعراقية، ليلة الثلاثاء، عن البدء بخطوات مشروع الربط الكهربائي الثنائي بين العراق والسعودية، وفق مذكرة تفاهم مشتركة.

وذكر إعلام وزارة الكهرباء في بيان اطلع عليه “الحل نت” ونشرته الوكالة الرسمية العراقية “واع” أن، الوزارة شهدت في قاعة المؤتمرات بمقر وزارة الكهرباء بالاتصال المرئي، توقيع مذكرة تفاهم مع وزارة الطاقة السعودية لتنفيذ مشروع اتفاقية ربط الشبكة الكهربائية بين البلدي.

ومثل العراق في توقيع المذكرة، المكلف بمهام وزير الكهرباء عادل كريم، والأمير عبد العزيز بن سلمان ممثلا عن السعودية، بمشاركة الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، حميد الغزي، وفق البيان.

وقال وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، إن “هذه المذكرة تمثل رهانا رابحا لمدى التزام الحكومتين بالمضي بمشروع الربط الثنائي. وجاءت نتيجة لدراسة شاملة ومفصلة عن كل الفرص الرائدة لاستثماره في دعم وثوقية الشبكات بين البلدين ، وتحقيق المردودات الاقتصادية الكبيرة”.

كما جاءت المذكرة من أجل تحقيق الاستثمارات المثلى من خلال استيعاب الشركات العربية للدخول في مجال الطاقة المتجددة وإنشاء سوق إقليمية للطاقة، بحسب بن سلمان.

مرحلة أولى لسد نقص الطاقة

من جهته قال حميد الغزي، إن الحكومة العراقية مهتمة بإنشاء الربط الكهربائي، ووضعت ستراتيجية أساسية حددت أهدافها في توفير الطاقة الكهربائية للشعب العراقي وجعل العراق ممراً لتصريف الطاقة إلى الدول الأخرى.

فيما وصف عادل كريم، مشروع الربط الكهربائي بأنه “المرحلة الأولى لبناء منظومة كهربائية متكاملة تسد نقص الطاقة، وتجعل العراق ممرا لعبور الطاقة نحو الاتجاهات الأخرى”.

ولفت كريم إلى أن، الربط الثنائي الكهربائي، سيتم إنشاؤه خلال سنة ونصف إلى سنتين، وفق بيان وزارة الكهرباء

للقراءة أو الاستماع: الكاظمي يحدد دور إيران في أزمة الكهرباء بالعراق

ومن المؤمل أن يدخل الربط السعودي إلى العراق 500 ميغا واط عبر البصرة أقصى الجنوب العراقي، و300 ميغا واط عبر المثنى المحاذية للبصرة، وذلك يعني أن 800 ميغا واط ستسد نحو 70 بالمئة من الكهرباء المستوردة من إيران والبالغة 1100 ميغا واط.

ويأتي توقيع مذكرة التفاهم بين بغداد والرياض، بالتزامن مع قطع إيران مؤخرا، الغاز الذي يستورده العراق منها لتجهيز الكهرباء في البلاد، الأمر الذي أدى إلى شبه انقطاع التيار الكهربائي عن المحافظات العراقية.

مقاطعة للمنتجات الإيرانية

وردا على ذلك، أطلق العراقيون، أمس، عبر صفحاتهم وحساباتهم على موقعي “فيسبوك” و”تويتر”، حملة تحت هاشتاغ “خليها تخيس”، في مبادرة شعبية لمقاطعة المنتجات الإيرانية التي يستوردها العراق.

ويتم حاليا تجهيز الكهرباء في العراق، ساعة واحدة مقابل 6 ساعات إطفاء، في ظل درجات حرارة منخفضة جدا تصل إلى الصفر مئوية، وبرودة غير معهودة في البلاد منذ عدة سنوات.

للقراءة أو الاستماع: “خليها تخيس”: مقاطعة عراقية لمنتجات إيران بسبب الكهرباء

وكانت وزارة الكهرباء العراقية، ألقت باللوم على إيران، نتيجة تراجع ساعات تجهيز التيار الكهربائي للمواطنين، بسبب قطع طهران للغاز الذي يستورده العراق منها.

إذ قالت الوزارة حينها في تصريح لصحيفة “الصباح” الرسمية، إن “هناك سببين وراء تراجع تجهيز الكهرباء للمواطنين. الأول يتعلق بقطع إيران للغاز المورد للكهرباء، والثاني قلة التخصيصات المالية للوزارة”.

وبينت وزارة الكهرباء، أن “الغاز المجهز من إيران، انحسر وبات يصل منه 8.5 مليون متر مكعب قياسي يوميا فقط، من أصل الكمية المتفق عليها البالغة 50 مليون قدم مكعب قياسي يوميا”.

تبرير إيراني ومعاناة عراقية منذ عقود

وبررت إيران سبب توقف خطوط إمدادها للعراق بالغاز، بسبب تأخر سداد بغداد لمستحقات مالية واجبة الدفع إلى طهران، فضلا عن أنها تمر بفصل ذروة وتحتاج لمزيد من الطاقة.

للقراءة أو الاستماع: لا كهرباء في شتاء العراق: إيران السبب؟

ويعاني العراق من تردي المنظومة الكهربائية منذ التسعينيات، بعد اجتياح رئيس النظام السابق، صدام حسين للكويت. ما أدى لقصف البلاد، ليتضرر القطاع الكهربائي بعد أن ناله القصف آنذاك.

ولم بنجح صدّام منذ 1991 وحتى سقوطه في 2003، بإصلاح المنظومة الكهربائية. ولم تنجح الحكومات العراقية المتعاقبة بعده في إصلاحها أيضا، رغم مرور 19 سنة على التغيير.

وتشهد المحافظات العراقية منذ سنوات عديدة، احتجاجات واسعة تخرج في كل صيف ضد أزمة انقطاع الكهرباء في العراق، في ظل درجات حرارة عالية يشهدها العراق في الصيف تصل لنصف درجة الغليان، وتتعداها قليلا في أحايين كثيرة.

ومنذ عراق ما بعد 2003، أنفقت الحكومات العراقية المتعاقبة ما مقداره 62 مليار دولار. تعادل ميزانيات الأردن لـ 4 سنوات، وتكفي لبناء أحدث الشبكات الكهربائية. والنتيجة كهرباء رديئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة