في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف التي أصبح تأمينها يرهق مربي المواشي في سوريا، ارتفعت أسعار التبن التي لجأ إليها أصحاب المواشي كبديل عن الأعلاف لتغذية مواشيهم.

ارتفاع الأسعار وقلة الأراضي القابلة للحصاد

ووصل سعر كيلو التبن في سوريا إلى 800 ليرة سورية، بعد أن كان لا يتجاوز 85 ليرة الموسم الماضي، ما يدفع كثير من مربي المواشي إلى بيع أغنامهم وأبقارهم والبحث عن مهنة أخرى.

وتؤكد مصادر محلية أن أحد أبرز أسباب ارتفاع أسعار التبن، هو تهريبه إلى دول الجوار بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف المركبة، فضلا عن تراجع المساحات القابلة للحصاد، بعد خروج المناطق البعلية التي تعتمد السقاية  على الأمطار، وعدم قدرة المزارعين على سقاية المحصول المروي، لعدم هطول الأمطار الكافية.

للقراءة أو الاستماع: الأعلاف الروسية هي المفضلة لدى الحكومة السورية!

وقال موسى صباغ وهو صاحب قطيع أغنام في إدلب إنه حاول تخزين التبن، عبر اللحاق ببعض الحصادات في المنطقة خلال موسم الحصاد، مشيرا إلى أن الأسعار كانت مرتفعة عن الفترة السابقة.

ويقول صباغ في اتصال هاتفي مع “الحل نت“: “تأمين الغذاء للمواشي صار أمر صعب ومكلف جدا، حتى التبن سمعنا أنه عم يتهرب لبرا رغم قلته، الأعلاف الأخرى الصناعية لا يمكن الاقتراب منها، كيلو النخالة اليوم وصل حوالي مليون ليرة، التبن اللي كان سابقا ينحرق صار اليوم ينباع بالطن وبالملايين، أفكر جديا ببيع الغنم“.

ويؤكد مربوا المواشي في مختلف المناطق السورية، أن المعاناة كبيرة في ظل غياب أي دعم حكومي لمزارعهم هو الارتفاع الجنوني بسعر علف الحليب. حيث بلغ كيس العلف 40 كيلو سعر 63500 ليرة سورية، وبلغ كيس العلف 50 كيلو سعر 89000 ليرة.

كما بلغ سعر علبة دواء الفيتامين 55 ألف ليرة سوري. بينما لا يأخذ التجار كيلو الحليب من مزارعهم إلا بمبلغ 1200 ليرة. وكيلو العلف يُحسب عليهم وسطيا بمبلغ 1700 ل.س. مع العلم بأن كيلو العلف لا ينتج كيلو حليب، إضافة لارتفاع أجور الطبابة البيطرية وأدويتها.

نضوب الثروة الحيوانية في سوريا

ولم يعد أصحاب ومربي الماشية السوريين قادرين على رعاية مواشيهم، في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والأعلاف وغيرها من الوسائل الضرورية لتربية المواشي، فضلا عن الأعداد الكبيرة من الحيوانات التي نفقت بسبب الأعمال الحربية.

وبحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية “فاو“، فإن أن أعداد الثروة الحيوانية قد انخفضت بشكل حاد منذ بداية الحرب. ومع ذلك، من المرجح أن يؤدي ارتفاع أسعار العلف الحالية. وعدم الوصول إلى المراعي إلى نفاد المخزون المحلي على نطاق واسع.

وأشارت المنظمة، في تقريرها الصادر بشهر كانون الأول/ديسمبر الفائت، إلى انخفاض أسعار الحيوانات الحية مقارنة بالعام الماضي. حيث باع المزارعون جزءا من قطعانهم للحصول على السيولة لشراء الأعلاف والمدخلات الأخرى للحيوانات المتبقية.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار الأعلاف وندرتها يهدد تربية المواشي في ديرالزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.