سقوط الثلوج والأمطار الغزيرة يحمل البشرى للمزارعين في شمال شرقي سوريا 

 سقوط الثلوج والأمطار الغزيرة يحمل البشرى للمزارعين في شمال شرقي سوريا 

بعد شح في الأمطار ترافق مع بداية السنة الزراعية الجديدة، ساهمت الثلوج والهطولات المطرية خلال الأسبوعين الأخيرين، في تفاؤل مزارعي شمال وشرقي سوريا بموسم زراعي أفضل، كما أن مربي الثروة الحيوانية استبشروا بتعويض جزء من خسائرهم التي تعرضوا لها خلال الفترة الماضية.

ويرى مزارعون من ريف القامشلي إن العاصفة الثلجية وما اعقبها من هطولات مطرية غزيرة خلال الأسبوعين الماضيين، انقذت الموسم الزراعي في المنطقة بعد أن كان على وشك الإتلاف.

“إنقاذ الموسم”

وقال سليمان أحمد وهو مهندس زراعي من القامشلي، إن الثلوج والأمطار الأخيرة لم يقتصر تأثيرها الإيجابي في إنقاذ الموسم الزراعي بل يتوقع أن يتعداها إلى رفع مناسيب المياه الجوفية فضلا عن امتلاء السدود في المنطقة.

وأضاف أحمد أن مياه السدود تعتبر بديلا لري المحاصيل، فيما لو جرى استثمارها في وقت لاحق في حال توقفت الأمطار في الفترة ما قبل الأخيرة من نضج المحاصيل الزراعية.

وكانت مساحات تقدر بنحو 12 بالمئة من حقول القمح البعلية في محافظة الحسكة والتي زرعت مبكرا خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، قد اتلفت جراء تأخر الهطولات المطرية، بحسب تقديرات مؤسسات حكومية.

وشهدت سوريا موجة جفاف العام الفائت، ما أثر في تراجع جميع المحاصيل وخاصة القمح والشعير، وتراجع أعداد الثروة الحيوانية.

 وفي مناطق شمال وشرقي سوريا انخفض انتاج القمح الذي يعتبر من المحاصيل الاستراتيجية، حيث لم تتجاوز الكميات التي استلمتها “الإدارة الذاتية” 183 ألف طن مقارنة بـنحو 650 ألف طن في العام الذي سبقه.

وتعاني مناطق شمال وشرق سوريا من تراجع في المخزون الاستراتيجي للقمح، حيث أعلنت “الإدارة الذاتية” في وقت سابق أن المخزون لديها لا يتجاوز 200 ألف طن بينما تفوق حاجة المنطقة من البذار والطحين 600 ألف طن.

وزادت الخشية من أن يتسبب شح الأمطار في تهديد الأمن الغذائي في المنطقة، وهو ما دفع “الإدارة الذاتية” إلى الإعلان عن توجهها لاستيراد القمح من خارج البلاد في حادثة تجري للمرة الأولى في تاريخ المنطقة المكتفية بإنتاجها من القمح سابقا.

للقراءة أو الاستماع: “الزراعة تحتضر”.. بوادر أزمة نقص محصول السكر في سوريا العام المقبل

تعويض خسائر

في سياق متصل تفاءل مربو الماشية في شمال وشرقي سوريا بالأمطار الأخيرة بعد احتباس دام أشهر، حيث يتوقع العديد منهم ممن احتفظوا بقطعانهم وتكبدوا تكاليف كبيرة، بتعويض جزء من خسارتهم، خلال الفترة القادمة بعد توقعات بتحسن أسعار المواشي وانخفاض أسعار المواد العلفية.

وقال حسين خليل وهو مربي أغنام من ريف القامشلي الشرقي، إن “الكثير من المربين خسروا قطعانهم خلال الفترة الماضية بعد ارتفاع أسعار المواد العلفية للعام الثاني على التوالي جراء شح الأمطار، وإغلاق معبر سيمالكا مع إقليم كردستان خاصة وأنه كان منفذا للتصدير”.

وأضاف المربي أن الأمطار والثلوج الأخيرة “ساهمت في ارتفاع أسعار لحم الخراف أكثر من غيرها، فبعد أن كان كليو القائم يباع بنحو  9 آلاف ليرة ارتفع الآن لنحو 10آلاف ومئتي ليرة”.

 وأشار المربي أن ظهور المراعي قد يستغرق نحو شهر إضافي إلا أنها تشكل مع إعادة فتح معبر سيمالكا مؤخرا، أملا  للمربين للوقوف على أقدامهم مجددا بعد تفادي خسائر أكبر خلال الفترة القادمة وتعويض بعضها.

وبحسب الأخصائي البيطري دجوار أحمد من لجنة الزراعة والثروة الحيوانية بريف القامشلي، فإن الثلوج والأمطار ساهمت كثيرا في انقاذ الثروة الحيوانية من التراجع وساهمت برفع أسعار المواشي.

وأضاف أحمد لـ “الحل نت” أن الأمطار ساهمت أيضا بنمو الأعشاب وتوفير المراعي للأغنام وهو ما ستؤثر لاحقا بشكل إيجابي على انخفاض  سعر الأعلاف وخاصة الشعير إذا ما استمرت في الهطول.

ويشكو مربوا ماشية في المنطقة من عدم توزيع لجان الثروة الحيوانية التي تديرها “الإدارة الذاتية” للمواد العلفية عليهم سوى لمرة واحدة.

لكن الأخصائي البيطري والعضو المشارك في” لجنة الإحصاء” دجوار أحمد أرجع التأخر في توزيع العلف إلى فترة الحظر التي فرضت بسبب وباء كورونا ما أوقف التوزيع لنحو شهر ونصف، و إلى قيامهم بمشروع لإحصاء الثروة الحيوانية في المنطقة حيث بات في مراحله الأخيرة.

 وأضاف أن “توزيع العلف من مادة النخالة مستمر على كافة النواحي بما فيها النواحي التي لم يتم الانتهاء من إحصاءها كما يجري توزيعها بشكل مباشر للقرى المحصية حتى وإن كانت تتبع لنواحي لم تنته بها عملية الإحصاء”.

وتعاني المنطقة من قلة كمية مادة النخالة ذلك أن لا بديل مستورد لها كما أن الانتاج المحلي منها والذي تنتجه المطاحن لا يغطي الحاجة في المنطقة، وفق “لجان الثروة الحيوانية”.

وكان باحثون اقتصاديون من المنطقة قد حذروا في وقت سابق من أن الثروة الحيوانية في المنطقة باتت مهددة بسبب قلة الأعلاف وأسعارها المرتفعة وخسارة الآلاف من رؤوس الماشية جراء التصدير العشوائي وعمليات إخراجها بطرق غير شرعية.

للقراءة أو الاستماع: جائحة تهدد الزراعة في سوريا.. تراجع غير مسبوق في هذه المحاصيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.