في معركة دامية استمرت حوالي 10 أيام من الاشتباكات المحتدمة والكر والفر، والتي تعد من أخطر هجمات تنظيم “داعش” الإرهابي على مناطق شمال شرقي سوريا منذ 3 سنوات، حيث بات سجن الصناعة/ غويران في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، أمام تهديدات أمنية وميدانية جمة.

ووفق التقارير الصادرة مؤخرا، فإن قوات “قسد” سيطرت على المبنى الأخير في السجن الكبير الذي يضم مئات العناصر من “داعش”، إثر استسلام أمير إحدى المجموعات الإرهابية، كان تحصن مع 20 من عناصره في أحد مباني السجن.

أعداد القتلى في هجوم سجن الصناعة/غويران

في بيان رسمي أصدرته القيادة العامة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، خلال مؤتمر صحفي، الاثنين الفائت، وصف الهجوم بأنه “مخطط مسبق وقد أُعد له منذ فترة طويلة” من قبل التنظيم، وأن إدارة الهجوم أي “غرفة العمليات”، تم الإعداد لها خارج الحدود السورية، وذلك لتغيير معادلة السيطرة في منطقة شرقي نهر الفرات لصالح “داعش”.

ووفق ما جاء في البيان الرسمي لـ “قسد”، الهجوم الذي كان بدأه التنظيم في 20 يناير/كانون الثاني الفائت، بـ”غير العادي والمحلي، وفق المعلومات المتوفرة”، وأشار إلى أنه لم يستهدف تحرير عدد من المعتقلين الإرهابيين فقط، بل أرادوا شن هجوم واسع على المنطقة.

الهجوم أدى إلى وقوع ضحايا؛ بينهم مدنيون، فمجمل الحصيلة قدرت بـ/495/، ارتقى /121/ من مقاتلي قسد والعاملين في السجن. أما عدد قتلى عناصر التنظيم الإرهابي مع المهاجمين كان /374/، بحسب بيان قيادة “قسد”.

وعقب سيطرة “قسد” على كامل السجن، فإن نحو 3500 من عناصر “داعش” تحصنوا داخل مباني، لكن عدد قليل من مقاتلي التنظيم كانوا لا يزالون مستمرين في التمرد وقاوموا الاستسلام، داخل أقبية “يصعب استهدافها جواً أو اقتحامها براً”.

نقل جثث “داعش” أمام الأعين!

قبل يومين، قام عناصر من “قسد” بعمليات نقل جثث لعناصر التنظيم من داخل مبنى السجن الذي تكومت فيها عشرات الجثث، وتم ذلك عبر شاحنات كبيرة حيث عملت جرافة على نقل جثث إضافية إليها، ثم أكملت سيرها في شوارع مدينة الحسكة.

وبحسب صورة منشورة لوكالة “فرانس برس”، فإن الجثث كانت مكشوفة، في مشهد رهيب لاقت أعين سكان المدينة، مما ولّد استياء شعبي من طريقة النقل هذه، سواء عبر تبادل الحديث في الشارع أم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وانتقد عدة نشطاء عاملين في مواقع الشأن العام وعدة مواقع إعلامية هذا الأسلوب، الذين اعتبروا نقل جثث قتلى “داعش”، وسط المدينة، من بين الأعمال غير الإنسانية أو القانونية، فمشاهدة المدنيين والأطفال هذا الشيء في الشوارع، لا يمكن إلا أن يوصف على أقل تقدير أنه عمل بشع وقذر ولا يهدف إلا إلى ترهيب الناس.

وأضافوا، أنه يجب محاسبة القائمين على هذا الفعل عاجلا، “فليس من أخلاق قوات سوريا الديمقراطية أن تقوم بهكذا تصرفات، والتي من شأنها أن تخلق حالة رعب بين السكان، بخاصة فئة الأطفال العرضين بشكل أكبر لصدمات نفسية ثانوية وطويلة الأمد”.

وبحسب ردود فعل أخرى، فإنهم دافعوا عن طريقة نقل الجثث، وقالوا “لو لم تتصدى قسد لتلك الهجمة الشرسة من قبل التنظيم، لكانوا سيطروا على أحياء عدة من مدينة الحسكة، فخلايا “داعش” منتشرون في كل مكان ولا نستطيع تحديدهم ضمن كثرة التعداد السكاني الحاصل في المنطقة، ولا يعرف متى يحملون السلاح وينضمون إلى التنظيم، لذا هذه رسالة واضحة من “قسد” لتحذير الخلايا النائمة للتنظيم، بأنه مصيرهم سوف يكون مثل تلك الجثث في حال تمردوا وأرادوا حمل نهج التنظيم الإرهابي”.

كذلك كانت هناك ردود أخرى، قالوا بأنه يجب “التضامن والتكاتف مع أهالي ضحايا مقاتلي قسد والمدنيين، وهذا ليس الوقت المناسب للتطرق إلى أمور كهذه وخاصة ضد قسد، التي ضحت مقاتليها في سبيل تخليص المنطقة من رجس عناصر التنظيم الإرهابي”.

وبحسب وكالة “فرانس برس”، وعلى لسان المسؤول الإعلامي لـ”قسد”، فإن تلك الجثث “ستنقل إلى مدافن مخصصة لها”، ضمن مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” في شمال شرقي سوريا.

يذكر بأن المعارك التي حصلت في محيط وداخل سجن الصناعة/ غويران، قد دفعت نحو 45 ألف شخص إلى الفرار من منازلهم، وفق “الأمم المتحدة”، حيث لجأ عدد كبير منهم إلى منازل أقربائهم، بينما وجد المئات ملجأ لهم في مساجد وصالات أفراح في مدينة الحسكة، والقليل منهم قد عادوا إلى منازلهم للكشف عنه إلى حين انتهاء “قسد” و”قوى الأمن الداخلي” التابعة لـ”الإدارة الذاتية” من حملات التمشيط في الأحياء المتضررة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.