“انتهاكات فظيعة”.. منظمة حقوقية تحذر من سجون سرية في العراق

“انتهاكات فظيعة”.. منظمة حقوقية تحذر من سجون سرية في العراق

تاريخ التغييب القسري والتعذيب، في العراق طويل، ولعل سنوات 2006-2010 سيصعب تجاوزها في ذاكرة العراقيين، لما جسدته من فترة مظلمة في مسلسل السجون السرية والانتهاكات بحق المعتقلين والمغيبين.

سلوك بوليسي ازدهر في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، ومثل أحد أسباب انفجار الشارع السني عام 2013، وتصاعد حدة الاحتقاف الطائفي في البلاد، وتفكك النسيج المجتمعي، وعامل أساسي في تغذية الجماعات الإرهابية من حيث استقطاب الشباب الناقم.

استمرار الانتهاكات

وما إن خفت بريق السجون السرية بدفع دولي ومنظمات حقوقية، عملت على كشفها ووضع حد لعدد كبير منها، حتى تجلى بكارثة أكبر ابتلعت الآلاف من الشباب والشيوخ الهاربين من معارك التحرير ضد تنظيم داعش، ليمتد الأمر إلى تغييب عدد من الناشطين المدنين والسياسيين المعارضين لنظام الحكم، والذين خرجوا في تشرين الأول/أكتوبر 2019 في احتجاجات شعبية عارمة تندد بالفساد والظلم.

أحداث اعادت للذاكرة العراقية، حقبة السجون السرية والانتهكات الإنسانية التي كانت وما تزال تمارس بحق المعتقلين، وفقا لمراكز حقوقية، ودفعت باتجاه البحث والتحقيق حول مصير من اختفوا، وليس ذلك فحسب، بل حول حتى من اطلق سراحه ليختفي من بعدها عن المشهد العام في الحياة.

ورغم نفي الحكومة القاطع امتلاك أي سجون سرية، إلا أن “منظمة إنهاء الإفلات من العقاب” تقول إن مصادر أبلغتها بأن “سجن دائرة عمليات الدعم الاستخباري التابعة للأمن الوطني، واحد من بين مجموعة سجون سرية تمارس فيها انتهاكات فظيعة ضد الموقوفين”.

غياب حكومي

السجن الواقع على طريق سريع محمد القاسم، بمنطقة الأعظمية، لم يخضع إلى أي رقابة وتفتيش من أي جهة حكومية أو مستقلة، بحسب المنظمة، موجهة نداءها إلى “وزارة العدل، ومنظمات حقوق الإنسان وشركاء العراق الدوليين، إلى التحقق من هذه المعلومات، والعمل على إيقاف هذه الانتهاكات فورا إذا وجدت”.

ومنظمة إنهاء الإفلات من العقاب، تعرف نفسها بمنظمة مستقلة غير ربحية، تعمل على نشر الوعي حول انتهاكات حقوق الإنسان، من خلال بناء التحالفات المجتمعية، والضغط لسن وتفعيل القوانين والمبادرات التوعوية.

وسبق وأثارت المنظمة، ملف انتهاكات الرائد في قوات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية العراقية، عمر نزار، بارتكابه جرائم بحق مواطنين أبرياء عزل، إبان معارك التحرير ضد داعش، من خلال نشر فلم مصور يظهر فيه بعض جرائم الرائد، والذي تم احتجازه على ذمة التحقيق على إثرها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.