على الرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على سيطرة القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها، على مدينة ديرالزور شرقي سوريا، إلا أنها لا تزال تمنع عودة مئات العوائل إلى أحيائهم بداخل المدينة، بحجج عدة أبزرها عدم تأمينها من مخلفات الحرب السابقة من الألغام.

رفض متكرر

مصدر مقرب من “المكتب التنفيذي” في المحافظة، فضل عدم ذكر اسمه، أفاد لـ “الحل نت” أن “اللجنة الأمنية بقيادة اللواء جمال اليونس، رفضت للمرة الثالثة على التوالي، مقترحا مقدما من محافظ ديرالزور فاضل النجار، يقضي بسماح عودة أهالي أحياء المدينة المدمرة إلى منازلهم، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، بحجة عدم تأمين المكان من مخلفات الحرب السابقة من الألغام وبقايا المقذوفات الأخرى”.

وأوضح المصدر أن “الأحياء المذكورة بالطلب، هي الرشدية والحويقة وكنامات والعرضي، وجميع هذه الأحياء تعد مراكز ونقاط أمنية لقوات “الفرقة الرابعة” وميليشيات “الحرس الثوري” الإيرانية و”حزب الله” اللبناني”.

وأوضح المصدر أن “السبب وراء رفض “اللجنة الأمنية” المتكرر لعودة الأهالي، هو رفض القوى آنفة الذكر المسيطرة على تلك الأحياء، وخاصة ضباط وعناصر “الفرقة الرابعة”، من التخلي عن مقراتهم وأماكن إقامة عوائلهم”، مشيرا إلى أن “ميليشيا الحرس سمحت قبل شهر واحد من دخول 15 عائلة إلى حي الرشدية وكان الهدف من ذلك، استخدامهم كدروع بشرية في حال تعرضوا لاستهدافات جوية”.

للقراءة أو الاستماع: الرياضة بوابة تبييض أموال أمراء الحرب في محافظة دير الزور

واقع مناف للتصريحات

أبو محمد، أحد سكان حي الحويقة، ممن أجروا التسوية مؤخرا، يقول لـ “الحل نت” إن “منزله تحول لمكان إقامة عائلة ضابط في ميليشيا “حزب الله”، وحاول مرات عدة الوصول إليه، إلا أن حراس المنزل منعوه من الدخول وهددوه بالاعتقال إذا حاول الرجوع إلى المنزل مرة أخرى”.

وحال أبو محمد شبيه لكثيرين ممن يحاولون العودة لمنازلهم، حيث تقول صالحة العبدالله، لـ “الحل نت” إن “الجهات المسؤولة أعلنت لمرات عدة، قيامها بتأمين كافة الأحياء من مخلفات الحرب السابقة، وخاصة عند إعلان التسوية الأخيرة، كان التركيز على ذلك، ولكن رفضهم عودة السكان لمنازلهم، بحجة أن المنطقة غير أمنة، مناقض لما يصرحون به على وسائل الإعلام، واستخفاف كبير بعقولنا، وخاصة أن منازلنا باتت مقرات ومنازل لعوائل الضباط والعناصر الذين يرفضون الخروج منها”.

وتسبّب تعاقب القوى العسكرية على مدينة ديرالزور، بدءا من منتصف عام 2012 ولغاية عام 2017، بخلو آلاف المنازل من أصحابها، حتى أصبحت بعض الأحياء خالية من السكان، ما سهل الاستيلاء عليها من قبل عناصر “الجيش السوري”، والأفرع الأمنية وعناصر الميليشيات الإيرانية الموالية لهم، تحت عدة ذرائع أبرزها العمل في صفوف المعارضة الخارجية، حيث توسعت تلك العمليات لتصل إلى مدينتي الميادين والبوكمال والنواحي التابعة لهما أيضا.

حيث تسيطر ميليشيا “الحرس الثوري”، على عموم مدينة البوكمال والنواحي التابعة لها، وأجزاء كبيرة من مدينة الميادين، ولا تسمح لأي قوى أخرى متواجدة في المنطقة بالتدخل في مناطق سيطرتها.

للقراءة أو الاستماع: “الحرس الثوري” ينشىء جسرا حربيا جديدا في دير الزور

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.