حذر مزارعون وخبراء اقتصاديون في سوريا من فقدان مادة البصل من الأسواق السورية، خلال العام القادم، وذلك بعد فشل الحكومة السورية في تسويق وشراء محصول البصل من المزارعين السوريين.

واتهم الخبير التنموي أكرم عفيفي وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بـ“الفشل” باستثمار محاصيل زراعية مثل البصل، الحمضيات، البندورة، في البلاد.

فشل تسويق المحصول

وحول فشل تسويق محصول البصل في سوريا أوضح عفيفي في تصريحات نقلها موقع “أثر برس” أن “السورية للتجارة ” من المفترض أن تشتري كيلو البصل من الفلاح بنحو 400 ليرة وتبيعه بـ500 أو أكثر، وذلك أفضل من أن يتم رميه ويخسر الفلاح“.

وأكد عفيفي أن ” كلفة الزراعة اليوم ارتفعت بشكل كبير، وتم الاعتماد بها على المستوردات، وبالتالي إن العملية الإنتاجية بخطر ويمكن القول أنها تحتضر، مشيراً إلى أن كلفة زراعة 40 دونماً تحتاج لـ28 مليون ليرة في حال الإيجار“.

للقراءة أو الاستماع: ارتفاع أسعار قياسي.. السوريون محرومون من شراء البيض

وبحسب عفيفي، هذا الأمر أدى لارتفاع سعر البصل بشكل كبير خلال الفترة الحالية لما يقارب 2800، وكذلك الأمر بالنسبة لمادة “البندورة” التي سجل سعر الكيلو الواحد منها في السوق بـ2800 ليرة، نتيجة ارتفاع تكاليف الزراعة وإقلاع نسبة كبيرة من المزارعين عن العمل وبالتالي قلة الكمية ما أدى لارتفاع سعرها.

رمي المحاصيل في القمامة!

وانتشرت قبل أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا لكميات كبيرة من البصل تم رميها في أحد مكبات القمامة في ريف اللاذقية، حيث حذر مزارعون من عزوف الفلاحين عن زراعته العام القادم، الأمر الذي سيؤدي إلى فقدانه ومضاعفة سعره عدة مرات.

ووسط عجز الحكومة السورية عن ضبط أسعار المواد الأساسية في أسواق البلاد، وتزامنا مع الأزمات المعيشية التي تسببتها دمشق بعد قرار رفع الدعم، لجأت شريحة واسعة من العائلات السورية إلى شراء الخضار والفاكهة بـ“الحبة” تزامنا مع القفزة غير المسبوقة في أسعارها.

وباتت أسعار الخضار الفواكه هما جديدا في رحلة أي مواطن سوري للحصول على المواد الأساسية اليومية، وذلك لارتفاع أسعارها بشكل دوري.

من جهتهم برر تجار الخضار والفاكهة في سوريا ارتفاع الأسعار، بقلة فرص الحصول عليها من مصدرها بسبب الأمطار، فضلا عن ارتفاع أجور النقل الذي ساهم أيضا برفع أسعار الخضار والفاكهة.

وأكد مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحمص رامي اليوسف لصحيفة “الوطن” أن أسباب الارتفاع الحاصل على أسعار الخضراوات جاءت بسبب زيادة الطلب عليها، “إضافة للمتغيرات المناخية وصعوبة قطاف الخضراوات بسبب الأمطار خلال الفترة الماضية بكميات كبيرة، لافتاً إلى أن رطوبة الأرض المزروعة وعدم القدرة على جني بعض الخضار ومنها البطاطا، أديا إلى انخفاض كمياتها في الأسواق وبالتالي ارتفاع أسعارها كما ارتفعت أسعار الحشائش والبندورة والخيار“.

كذلك أكد أمين سر غرفة صناعة دمشق وريفها أكرم الحلاق أن سبب ارتفاع أسعار المواد في الأسواق خلال الفترة الحالية، يعود بالدرجة الأولى إلى ارتفاع أسعار مصادر الطاقة مثل المازوت والكهرباء التي ارتفعت أسعارها بمعدل 10 أضعاف إذ أن الذي كان يدفع 40 ألف ليرة في الدورة أصبح يدفع 400 ألف ليرة.

قد يهمك:رغم المشاريع الجديدة.. تزداد نسبة البطالة في شمال غربي سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.