لأول مرة منذ خمس سنوات، منحت هيئة تنظيم الاتصالات والبريد السورية الترخيص رقم (3) لشركة “وفا” للاتصالات الخاصة المساهمة لتشغيل شبكة الاتصالات العامة في سوريا، مما وضع حجر الأساس لتشغيل تقنية الجيل الخامس (5G).

ميزات حصرية لذراع أسماء الأسد

بحسب ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الاثنين، فإن الاتصال الأول للمشغل “وفا” سيبدأ مطلع كانون الأول/ديسمبر المقبل، وسيكون لديه تقديم خدمة حصرية للجيل الخامس لمدة عامين.

https://twitter.com/TheSyrianTweet/status/1495710958827806720?s=20&t=kHihMYPuFFETr-rDws6jPw

ووفقا لمصادر الصحيفة، التي وصفتها بالحصرية، فإنه وفي حال عدم تمكينه من تقديم الخدمة بالشكل الأمثل، سيسمح للمشغلين سيريتل و “إم تي إن” بتقديم التقنية.

وكان وزير الاتصالات والتقانة السوري، إياد الخطيب، أعلن الثلاثاء الفائت، عن منح المشغل الثالث لشركات الاتصال في سوريا “وفا تيليكوم”، الترخيص النهائي. موضحا خلال حديثه في جلسة لمجلس الشعب، أن العمل سيبدأ للمشغل بعد 9 أشهر من تاريخ منح الترخيص، ريثما يتم استكمال الإجراءات والتجهيزات.

كما أشار الخطيب، إلى إمكانية احتساب الاتصالات بالثواني من أجل السعر، وذلك حسب الخدمات الموجودة حاليا. إلا أن هذا يجعل سعر الدقيقة أعلى حسب قوله.

للقراءة أو الاستماع: بمئات ملايين الدولارات.. ذراع أسماء الأسد يطلق قريبا مشغل الاتصالات الجديد

تقنية عالية دون مقومات

منذ سنوات عديدة، تأثرت جميع المناطق في سوريا ولا سيما التي تسيطر عليها الحكومة السورية بانقطاع التيار الكهربائي، والذي يستمر في بعض الأماكن لمدة عشرين ساعة يوميا في الأشهر الأخيرة، في حين عجزت سلطات الدولة عن جميع  أزماتها.

يقول المدرس، عمر الهوارنة، لـ”الحل نت”، إن الإعلان عن تشغيل تقنية جديدة ليست موجودة حتى في دول الجوار “ضرب من الخيال”. إذ يعاني الناس باستمرار بسبب نقص الطاقة في البلاد. وهناك طلبات مستمرة للحكومة السورية ووزارة الكهرباء لإيجاد حلول للوضع، رغم عدم قدرة الحكومة ووزارة الكهرباء على إصلاح هذا القطاع.

وأوضح الهوارنة، أنه لا يوجد وصول منتظم إلى الإنترنت في سوريا، بسبب تهالك المعدات لدى مشغلات الاتصالات، التي لم تحدث منذ أكثر من 10 سنوات. في حين استبعد قدرتها على تأمين المستلزمات الجديدة بسبب العقوبات المفروضة على شركات الشحن والطاقة.

وفقا لـ”إنترنت وورد ستيتس”، وهي شركة تقدم إحصاءات الاستخدام والسكان، في عام 2016، اتصل 5،502،250 أي 29.6 فقط من سكان سوريا بالإنترنت بانتظام. وهذا الرقم يزيد بنسبة 10 بالمئة عن عام 2009. عندما كان 16.4 بالمئة فقط لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت في سوريا.

ومع تزايد الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية على الأرض، يعتمد الهوارنة على الوصول إلى الإنترنت في سوريا للتواصل مع العالم الخارجي. لكن اعتماده للوصول إلى خدمات الإنترنت على مدى توفرها. ويعتمد توفرها على قدرة التكنولوجيا على الحفاظ على السلامة على الرغم من الأعطال المنتظمة. 

للقراءة أو الاستماع: “وفا تيليكوم” بديل “سيريتل”.. السيطرة لأسماء الأسد؟

حرية الاتصالات في سوريا

يقول الناشط الحقوقي، بلال زيدان، لـ”الحل نت”، إن حرية الإنترنت في سوريا مقيدة بشدة بسبب القمع الحكومي للمعارضة وآثار الحرب المستمرة. حيث يعمل الصحفيون والنشطاء على الإنترنت في بيئة شديدة الخطورة. وغالبا ما تقوم قوات الأمن باعتقال واحتجاز وتعذيب المواطنين والصحفيين بسبب نشاطهم على الإنترنت. 

وفي خضم الأزمة الاقتصادية المرتبطة بالحرب، يؤكد زيدان، أن السلطات نفذت مخطط “تقنين الإنترنت”. حيث حدّت من كمية البيانات التي يمكن للمواطنين استخدامها كل شهر. فالرقابة متفشية، وتستهدف بشكل خاص المواقع الإخبارية المعارضة والمحتوى المناهض للحكومة.

ويقول زيدان، إن “الحقوق السياسية والحريات المدنية في سوريا تتعرض لخطر شديد من قبل أحد أكثر الأنظمة قمعية في العالم ومن قبل القوى المتحاربة الأخرى في الحرب. ويحظر النظام المعارضة السياسية الحقيقية ويقمع بشدة حرية التعبير والتجمع”. 

وتابع، كما إن “الفساد والاختفاء القسري والمحاكمات العسكرية والوفيات في الحجز منتشرة في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة. وأحد أسبابها النشاط عبر الإنترنت”.

والجدير ذكره، أنه تم تأسيس شركة “وفا للاتصالات” في العام 2017، من قبل مدير الدائرة الاقتصادية في القصر الجمهوري، يسار إبراهيم وشخصين آخرين.

ويسار إبراهيم، حلّ كواجهة جديدة لاقتصاد الأسرة الحاكمة في دمشق، بعد تنحية رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري. والذي تسلم كل الأعمال الاقتصادية للأسرة، وحظي بثقة أسماء الأسد، ليكون بمثابة ذراعها الاقتصادي الجديد للسيطرة على ما تبقى من الاقتصاد السوري.

ويوجد في سوريا حاليا شركتان للاتصالات الخلوية، سيريتل و”إم تي إن”. وقد حصلت في عام 2014 على ترخيص للعمل لمدة 20 عاما في السوق السورية. حيث تجاوزت إيراداتهم 404.5 مليار ليرة سورية عام 2020.

للقراءة أو الاستماع: ترخيص المشغل الثالث للاتصالات في سوريا.. ما علاقة إيران؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.