في ظل تصاعد جرائم العنف ضد الأطفال في سوريا، شهدت محافظة حمص حادثة تعذيب طفلين من قبل والديهما، باستخدام أدوات تعذيب.

وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته الأربعاء إنها ألقت القبض على رجل وزوجته، عمدا إلى تعذيب ابنتهما إيلين (17 عاما)، وشقيقها المريض إلياس (20 عاما)، وذلك باستخدام أدوات تعذيب مؤلفة من (كبل كهربائي مجدول ــ خرطوم بلاستيك مضغوط).

استخدام جنزير حديد

وبحسب بيان الداخلية فإن الوالدان استخدما جنزير حديد، لتعليق ولديهما وضربهما.

وجاء في البيان: “أقدم الأب على حفر حفرة في منزله من أجل دفن الفتاة بها ووضع أقفال على البراد بقصد تجويعهما مما أدى لإصابتهما بسوء تغذية وإصابة الطفل بحالة طبية تسمى (الطفل المضطهد)“.

وأضاف البيان: “تمت مصادرة أدوات التعذيب، وسلمت الطفلة مع شقيقها إلى مختار الحي المذكور، وتكفلت مديرية الشؤون الاجتماعية في حمص برعايتهما أصولا، وسيتم تقديم المقبوض عليهما مع المصادرات إلى القضاء لينالا جزاءهما العادل“.

وشهدت مختلف المناطق السوري تصاعدا في حوادث العنف ضد الأطفال، والتي أدت إلى مقتل البعض منهم خلال الفترة الماضية.

وشهدت محافظة حمص قبل أيام مقتل طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات نتيجة تعرضها للتعذيب والضرب المبرح على يد أمها وزوجها. 

وأفاد قسم شرطة حمص بوصول الطفلة إلى مستشفى الباسل بحي الزهراء، وعلى جسدها علامات تعذيب، ومن خلال المشاهدات الأولية لوحظ بشكل واضح تعرض الطفلة للتعذيب، لتفارق الطفلة الحياة بعد نحو ساعتين.

قد يهمك: ارتفاع الأسعار بسوريا يزيد من معدلات الجريمة ونسبة الطلاق

كذلك سجلت مقتل طفلين بعمر الثلاثة أعوام، بعد اختطافهما لمدة أقل من 24 ساعة من مخيمهم في بلدة أطمه شمال إدلب، من قبل مجهولين، تركو رسالة على جثث الأطفال مفادها “هدية لكم والباقي أعظم“.

متلازمة “الطفل المضطهد”

متلازمة الطفل المضطهد، هو العنف الممارس على جسد الطفل، كالضرب بالأيدي أو باستخدام أدوات قد تكون حادة، أو بالحرق والعض، من قبل الوالدين أو المسؤولين عنه، بحسب خبراء ومختصين.

كما يستخدم أي مادة كيميائية مؤذية على جسد الطفل، وتترك هذه الأنواع من الإصابات كدمات مؤلمة وجروح طفيفة وعميقة حسب شدة الإصابة، ويصل الطفل في بعض الأحيان لغرف الطوارئ في حالة من غياب الوعي.

كما أن هذا الإهمال وسوء معاملة الأطفال يحدث على جميع المستويات الاجتماعية والاقتصادية، ولكنه أكثر انتشارا بين الفقراء ومحدودي الدخل. وأحيانا يكون الطفل المعرض لهذا النوع من العنف، من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالتالي قلة الصبر والتعب من الوالدين أو المشرفين عليهم يؤدي إلى استخدام العنف، وكذلك أحد أسباب استخدام هذا العنف هو أن أحد الوالدين قد يعاني من أمراض نفسية وعقلية، أو من مدمني الكحول والمخدرات.

وتشهد سوريا منذ مطلع العام الجديد 2022 ارتفاعا ملحوظا في عدد الجرائم المرتكبة، وأسباب ذلك عديدة، منها تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد وسوء الخدمات بشكل عام. بالإضافة إلى الانقباض الخانق الذي تشهده سوريا نتيجة عجز الحكومة في تدبير مستلزمات الحياة اليومية للمواطنين من توفير الكهرباء والمياه والغاز والخبز.

وكذلك عشرية الحرب السورية، والتي ألقت بظلالها على العديد من المشاكل والضغوط الاجتماعية والنفسية على السوريين في الداخل والخارج، فضلا عن انتشار السلاح وكثرة تعاطي المخدرات في ظل الفوضى الأمنية الحاصلة وقصور  الجهات الحكومية في أداء واجباتها تجاه البلاد.

قد يهمك: المخدرات منتشرة في البقاليات والأكشاك.. ووزارة الداخلية السورية تكذب فقط

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.