يبدو أن السفر من سوريا عبر الخطوط الجوية السورية إلى دول أخرى، وخاصة دول الخليج، أصبح لأصحاب الدخل المرتفع وفئة الأغنياء من التجار ورجال الأعمال وفئة المشاهير.

ما يبعد في الوقت ذاته أي احتمالية وصول للباحثين عن فرص عمل من السوريين، الذين قصدوا مؤخرا الإمارات إثر فتحها المجال لمنح الإقامة الذهبية، قبل أن تمنحها أيضا في الآونة الأخيرة دولة البحرين.

فرصة لتحقيق المزيد من الأرباح!

شهدت تذكرة الطيران إلى دولة البحرين ارتفاعا كبيرا في الآونة الأخيرة لأسباب تتعلق بالأزمة السورية وتراجع سعر صرف الليرة مقابل العملة الأجنبية.

وقد أعلنت شركة “أجنحة الشام” للطيران عن تسيير رحلات جوية من دمشق إلى البحرين وبالعكس مرورا بالكويت أيام السبت والإثنين والأربعاء.

وبحسب موقع “أثر برس” المحلي، فإن سعر حجز تذكرة الطيران (ذهاب وعودة) “حاليا فقط” لرحلة 3/7 يقدر بـ مليونين و636 ألف ليرة سورية.

وأوضح الموقع الإعلامي المحلي، أن هذه الرحلة ترانزيت (غير مباشرة) حيث سيتم تبديل الطائرة في مطار الكويت، حيث يشمل هذا السعر التكلفة كاملة وصولا إلى البحرين.

وحول سبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، قال مدير التطوير والعلاقات العامة في شركة “أجنحة الشام”، أسامة الساطع، للموقع المحلي، إن “أسعار التذاكر تتغير حسب الموسم فهي مرتبطة بحركة الطيران، مبينا أن هذه الأسعار تحسب وفق سعر صرف البنك المركزي ويتم الدفع بالليرة السورية، ولكن هناك توجيهات من البنك أن المواطن غير السوري (الأجنبي) يدفع بالدولار”.

وبرر الساطع، أن هذا التغيير في الأسعار، إلى أن “جميع شركات الطيران في العالم تتبع وسيلة فتح فئات حسب الطلب لزيادة أرباحها”، معتبرا أنها “فرصة لتحقيق مزيدا من الأرباح” لأنه بالمقابل يوجد فترات زمنية تكون حركة الطيران على أحد الخطوط الجوية خفيفة.

قد يهمك: تزايد الطلب على جوزات السفر وسط استمرار الهجرة من شمال وشرق سوريا

الإقامة الذهبية

يشار إلى أن دولة البحرين، قد أطلقت “الإقامة الذهبية”، والتي ستمنح الحق لحاملها في العمل بالبحرين والإقامة لأفراد الأسرة، وهو نوع جديد من الإقامات في البحرين، وذلك ضمن إطار سياسة حكومة المنامة لاستقطاب المستثمرين والموهوبين، كما منحت الإمارات العربية المتحدة هذه الإقامة منذ حوالي عام.

واشترطت البحرين للحصول على إقامتها الذهبية، أن يكون الشخص قد أقام في البحرين لخمس سنوات على الأقل، وبراتب لا يقل في المتوسط عن 2000 دينار بحريني (5306 دولار أميركي) شهريا، وستجدد تأشيرة الإقامة إلى أجل غير مسمى بشرط استمرار أهلية الشخص لاستحقاق الإقامة الذهبية بحسب الشروط والمعايير، وهي غير مقرونة بفئة عمرية معينة، وتمنح الحق في العمل بالبحرين والدخول والخروج غير المقيد بحدود.

كما أشارت وسائل إعلام محلية في البحرين إلى أن “من يمتلكون عقارات قيمتها أعلى من مستوى معين، والمتقاعدون، والموهوبين الذين يستوفون معايير وشروطا معينة، مؤهلين أيضا للحصول على التأشيرة الجديدة”.ويتماشى الإجراء البحريني مع توجه دول الخليج الأخرى لتقديم تأشيرات أكثر مرونة وأطول أجلا وسط المنافسة الاقتصادية الإقليمية وفي وقت تسعى فيه البحرين للسيطرة على أوضاعها المالية.

لذلك يجدر القول أن هذه الإقامة مخصصة للأثرياء والمشاهير وذوي الدخل المرتفع فقط، لذلك العامل العادي الذي لا يحمل إقامة أو جنسية، والذي يكون دخله الشهري عادة عند أدنى المستويات، خاصة لمن ليس لديهم شهادات جامعية.

يبدو أن شركة “أجنحة الشام” للطيران لا تأخذ في الاعتبار هذه الفئة ذات الدخل المنخفض، والتي غالبا ما تساعد في إعالة أسرهم المقيمة أو ربما العالقة في سوريا.

العامل السوري المقيم في دول الخليج والذي قرر الذهاب إلى دول الخليج من أجل تأمين لقمة عيشه وعائلته، بعد أن أصبح العمل والعيش في سوريا شبه معدوم وبشق الأنفس، يبدو أنه سيعيد حساباته كثيرا قبل أن يأتي لزيارة أسرته في سوريا.

الهجرة أفضل حل؟

وفي الآونة الأخيرة، بات السوريون يبحثون عن أي فرصة للسفر والهجرة خارج بلادهم، من أجل البحث عن فرصة لبناء حياة ومستقبل أفضل لهم، في ظل الأزمات الخانقة التي يمر بها البلاد، خاصة على الصعيد المعيشي والاقتصادي.

وبحسب مصادر خاصة لـ “الحل نت”، فقد شهدت سوريا خلال الفترات الماضية هجرة غير شرعية كبيرة للشباب إلى دول الجوار، بسبب الأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد، وتمت عمليات التهريب عبر المعابر التي تديرها نقاط التفتيش التابعة للحكومة السورية، وبمبالغ مالية كبيرة وبالعملات الأجنبية (بالدولار).

قد يهمك: فتح باب الإقامة الذهبية في البحرين.. ما هي حظوظ السوريين؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.