الموارد المائية العراقية في وضع “حرج” أمام الزراعة الصيفية

الموارد المائية العراقية في وضع “حرج” أمام الزراعة الصيفية

تحدثت وزارة الموارد المائية، اليوم الثلاثاء، عن رغبة بمنع زراعة المحاصيل الصيفية، مؤكدة أن، مساحات الخطة الصيفية لازالت حتى الآن غـيـر محسومة.

“وسيكون الموسم الصيفي المقبل، حرجاً جــداً، كما أن هناك رغبة بمنع زراعة المحاصيل الصيفية لاسـيـمـا الشلب كونه يحتاج إلى كميات كـبـيـرة مــن المــيــاه”، وفقا للمتحدث بـاسـم الوزارة عون ذياب، في تصريح للصحيفة الرسمية وتابعه موقع “الحل نت”.

https://twitter.com/qxscm5uutmwoc3r/status/1498588799051390982?s=21

مقالات قد تهمك/ي: الزراعة الصيفية في العراق بخطر.. ما علاقة وزارة الموارد المائية؟

الحنطة والشعير بخطر!

وقال إن “الوزارة ستوفر الحصص المائية لزراعة المحاصيل الشتوية، مـثـل الحنطة والـشـعـيـر للموسم الشتوي المقبل”، لافتا إلى أن “مساحات الـخـطـة الصيفية لازالت حــتــى الآن غـيـر مـحـسـومـة”.

“وماتزال الاجتماعات مستمرة بهذا الشأن، مع إمكانية هطول أمطار غزيرة ومؤثرة مع ذوبان الثلوج خلال شهر آذار الحالي، ونـيـسـان المـقـبـل، مـا قد يسهم بتحسين المخزون المائي”، بحسب ذياب.

وكشف أن “الموارد المائية لا تمتلك أرقاما ثابتة بشأن نـاتـج الثلوج الذي سيذهب قسم منه إلـى حوضي دجلة والـفـرات”، مشيرا إلى أن “القسم الآخـر سيخزن ببحيرات السدود، أما الفائض منه فسيدخل إلـى نهر الزاب الأعلى بنسبة 90 بالمئة والباقي سيصرف إلى نهر الزاب الأسفل”.

وحاليا يتم “إنـشـاء خزين مائي وبكمية مـحـدودة فـي الجانب الشرقي من محافظة ديـالـى، إلى جانب تحسين مناسيب المياه الجوفية”، على حد تعبير ذياب، لافتا إلى “إمكانية تأمين المياه لأجزاء من الزراعة الواقعة على نهر العظيم بمحافظة ديالى، وأخـرى على نهر دجلة، وهـي أسفل الخالص وخـان بني ســعــد، مــع تأمين الاحتياجات الضرورية إلى مركز بعقوبة وبهرز ومندلي”.

وكان وزير البيئة في العراق، جاسم الفلاحي، قد أعلن في وقت سابق، قرب إطلاق “الورقة الخضراء” من قبل الحكومة العراقية لتطوير القطاع الزراعي في البلاد.

وقال الفلاحي في تصريح للتلفزيون العراقي، إن “رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، أصدر أمرا بتشكيل لجنة لإنشاء “الورقة الخضراء”، وهي تعنى بتطبيق مفهوم الاقتصاد الأخضر المستدام. وهو الاقتصاد الذي لا يعتمد على النفط الخام كمصدر للتمويل”.

وأردف الفلاحي، أن العراق يعتمد على القطاع الزراعي والسياحي ولدى الحكومة ما يجعل القطاع السياحي أولوية.

مشروع “الورقة الخضراء” بالتعاون مع “الأمم المتحدة”
وأضاف أن الحكومة العراقية بدأت بكتابة “الورقة الخضراء” بالتعاون مع “الأمم المتحدة” والوزارات العراقية المختلفة.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2021، أكدت وزارة البيئة، أن “مؤتمر المناخ” الذي شارك فيه العراق وقتئذ، أثمر بعقد تحالفات ومذكرات تعاون مع دول العالم ومنظمات دولية وصناديق التمويل الدولية من أجل تنفيذ مشروع “الورقة الخضراء”.

وفي وقت سابق قال مستشار وزير الموارد المائية عون ذياب في تصريح للوكالة الرسمية وتابعه موقع “الحل نت”، إن “اللسان الملحي في شط العرب تحت السيطرة نتيجة زيادة كمية المياه في نهر دجلة”، مبيناً أن “المد الملحي يتوقف عند حدود معينة ولا يصل إلى مناطق مؤثرة في شط العرب”.

مقالات قد تهمك/ي: الكشف عن مفاوضات عراقية مع إيران وتركيا لحلّ أزمة المياه

قلة وفيرة!

وأضاف ذياب، أن “سقوط الأمطار الغزيرة في حوض النهر كان سببا أيضا في السيطرة على اللسان الملحي، إضافة الى أن المعلومات التي لدينا تشير إلى فتح إيران نهر الكارون باتجاه العراق”، لافتاً الى أن “الكميات التي تأتي من هذا النهر ليست كبيرة لكنها مؤثرة في السيطرة على المياه المالحة، والوضع حالياً مستقر جداً”.

وتابع، أن “الأسبقية الأولى لمياه الشرب والاستخدامات البشرية، والثانية هو الحفاظ على جانب البيئي لشط العرب بعدم السماح للسان الملحي، أن يصل إلى مواقع محطات الشرب”، لافتاً الى أنّ “الوضع مسيطر عليه”.

يشار إلى أن، معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات قد انخفضت بحوالي 50% عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية.

كما ويخسر العراق في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنويا بسبب ما يمكن تسميتها بالحرب المائية التركية الإيرانية عليه.

وانعكس ذلك بشكل كبير على المحافظات التي تعتمد أنهرها على مياه نهري دجلة الفرات والتي منها محافظة الديوانية في جنوب العراق، وغيرها من المحافظات الغربية والعاصمة بغداد.

كما انخفضت مناسيب الانهر التي تنبع من إيران إلى عدد من المحافظات العراقية، لتتسبب بشحة كبيرة في كميات تجهيز الأراضي الزراعية في محافظة ديالى التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة، وذلك إثر شبه جفاف في نهر ديالى.

ودفعت ذلك إلى لجوء وزارة الموارد المائية لحفر الأبار الارتوازية ضمن مجموعة اجراءات اتخذتها لمعالجة شحة المياه في البلاد.

مقالات قد تهمك/ي: إيران تعاود إطلاق المياه إلى العراق.. هل يتجاوز الأزمة المائية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.