تتواصل انتهاكات الميليشيات الإيرانية ضمن مناطق سيطرتها في محافظة ديرالزور شرق سوريا، حيث كان آخرها، الأحد، إذ بدأت حملة حفر وتنقيب جديدة بغية البحث عن الآثار بريف مدينة البوكمال، بإشراف مباشر من “الحرس الثوري” الإيراني.

مراسل “الحل نت” في البوكمال أفاد أن “الحاج سلمان” المسؤول العام عن “الثوري” الإيراني في المنطقة، أقدم على تشكيل ورشة مؤلفة من عشرات العناصر والعمال مع آلياتهم، للتنقيب في منطقة الصالحية، وبوضح النهار، كما عمد إلى إغلاق المنطقة المذكورة بشكل كامل، مانعا أي أحد من الاقتراب منها، بما في ذلك عناصر “الحرس الثوري” غير المشاركين بعمليات التنقيب وبقية المليشيات الأخرى التابعة لهم أيضا.

وأضاف المراسل نقلا عن مصادر أهلية، أن “عمليات التنقيب امتدت إلى عمق البادية في منطقة الصرايم الأثرية، بالاشتراك مع ميليشيا “الحشد الشعبي” العراقي“.

التنقيب بأساليب بدائية

أحد العاملين في التنقيب، من ريف المدينة، فضل عدم كشف اسمه، لسلامته الشخصية، صرح لـ “الحل نت” قائلا، إن “المشرف على عمليات التنقيب في آثار “دورا أوروبوس” في الصالحية يدعى كرار العراقي، وهو أحد قادة “الثوري” الإيراني في البلدة ذاتها، عراقي الجنسية، حيث يمنع على العمال والعناصر جلب هواتفهم المحمولة معهم، خشية تسريب صور أو فيديوهات لعمليات الحفر، كما قام بتوقيع العمال على أوراق تجبرهم على عدم الإفصاح عن طبيعة عملهم ولأي جهة يتبع، تحت طائلة الاعتقال والمسؤولية”

مضيفا أن “عمليات التنقيب تتم بشكل بدائي، إذ يلجأ عناصر الحرس المشاركين بعمليات التنقيب إلى استخدام المتفجرات في المواقع الصلبة التي يصعب حفرها، وهذه الطريقة تلحق أضرار كبيرة بالمكان، كما تستخدم أدوات بدائية في الحفر أيضا، مثل الحفارات والجرافات الصغيرة“.

ليست جديدة

من جهته يقول الصحفي عيد الراوي من البوكمال، إن “ميليشيا “الحرس الثوري” عمدت منذ بداية سيطرتها على المدينة ونواحيها، إلى إقامة مقرات أمنية لها بمحيط كافة المواقع الأثرية، بحجة حمايتها وعدم السماح لأحد بالاقتراب منها، لكن الواقع مناف تماما لذلك“، مشيرا إلى أن “عمليات الحفر التي تقوم بها حاليا، ليست الأولى من نوعها، حيث قامت بنبش وسرقة العديد من آثار المنطقة وعلى مرأى من الجميع، بدون أي تدخل من الجهات الحكومية التي لم تحرك ساكنا حيال ذلك“.

وسبق أن نقل “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن مصادر وصفها بالموثوقة “قيام  ميليشيا “الحرس الثوري“، بنبش مقابر رومانية قديمة في منطقة الصالحية، من أجل استخراج الحلي والذهب، حيث عرف عن الرومان بأنهم كانوا يدفنون أمواتهم بكامل مجوهراتهم“.

وقد عثرت الميليشيا آنفة الذكر، على عشرات القطع الأثرية وعمدت إلى نقلها إلى الأراضي العراقية، وفقا للمرصد الحقوقي.

وفي ظل ما تعيشه المنطقة من فوضى وانتشار السلاح وغياب قوى أمنية ذات قدرة على الردع، فإنه لا يلوح في الأفق أي حل قريب لفوضى التنقيب عن الآثار وخاصة من يقوم بذلك هيا القوى المسيطرة على المنطقة المتواجدة بها والمتمثلة بقوات الجيش السوري وبقية المليشيات الموالية له، والتي لم تقم بأي خطوة أو مشروع يقوم على حمايتها وترميم المتضرر منها، ما يشير إلى جدّية المخاوف من انحسار المواقع الأثرية بشكل كامل إذا ما بقي الوضع على ما هو عليه.

للقراءة أو الاستماع: سحب الدولارات من جيوب الناس.. اعتقال صرافين وأصحاب شركات في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.