ما أن طُرح اسم الناشطة سينثيا زرازير للترشح لمقعد الأقلية في دائرة بيروت الأولى على قائمة النائبة بولا يعقوبيان، سارع نشطاء مستقلون وآخرون من داخل المجتمع المدني لنشر تغريدة لها تعود إلى عام 2016 تدعو إلى “إبادة الشعب السوري”، ومن جانب آخر طالب البطريرك الماروني في لبنان باستعجال عودة النازحين السوريين من لبنان.

مرشحة عن الأقليات تدعو لإبادة شعب كامل!

انتشرت أنباء عن أن قائمة الحراك المدني في دائرة بيروت الأولى تتجّه لترشيح سينتيا زرازير المدعومة من مطران السريان الكاثوليك عن مقعد الأقليات، مع وجود مرشحين آخرين.

ونتيجة لذلك، سارعت مجموعة من النشطاء بنشر تغريدة لزرازير، تعود إلى عام 2016 تدعو فيها إلى “إبادة الشعب السوري شو ما كان جنسه أو نوعه، ما إجا منن إلا البلى على لبنان”. وانتقدت هؤلاء “من يدّعون تمثيل التغيير وهم غير قادرين على إجراء مسح لمرشحيهم قبيل إقفال اللوائح”.


فيما قال موقع “ليبانون ديبايت” اللبناني، أن “جمانة حداد التي خاضت التجربة الانتخابية عام 2018 وكانت قاب قوسَيْن أو أدنى من الفوز، لن تخوض المعركة الانتخابية بسبب طلب إدارة قناة “الحرة” منها عدم الترشح وإلّا سوف يتمّ وقف برنامجها”.

مطالبات بـ استعجال عودة اللاجئين السوريين من لبنان

قال البطريرك الماروني بشارة الراعي أن حياد لبنان قائم على عدم الدخول في أحلاف ومحاور وصراعات سياسية وحروب إقليمية ودولية.

أردفه الراعي، إن هذا الحياد يقتضي أن تكون الدولة قوية بجيشها وأجهزتها الأمنية، لكي تفرض سيادتها في الداخل وفي الخارج. إذ تحترم سيادة الدول الأخرى، وترد كل اعتداء عليها بقواها الذاتية، وفقا لوسائل الإعلام اللبنانية.

وعلى إثر ذلك طالب البطريرك الماروني في لبنان، باستعجال عودة النازحين السوريين من لبنان ويرى أن ذلك مرتبطة بقرار عربي ودولي.

ومضى قائلا: “وباسم الحياد نطالب بعودة النازحين السوريين إلى وطنهم، لكي يحافظوا على ثروة أرضهم وثقافتهم وكرامتهم، ويواصلوا كتابة تاريخهم” وأشار إلى أن “عودتهم مرتبطة بقرار سياسي لبناني وعربي ودولي، وقد فاق عددهم مليون ونصف أي نحو35 بالمئة على الأقل من سكان لبنان”.

وأضاف: “غياب هذا القرار بات يأخذ طابع مؤامرة على كيان لبنان ووحدته وهويته وأمنه، ورأى أن حل قضية اللاجئين السوريين يستدعي العجلة، خصوصا مع اندلاع الحرب في أوكرانيا وبروزِ موجات نزوح جديدة في أوروبا والعالم”، وفقا لقوله.

ويوجد في لبنان حاليا حوالي 900 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. لكن الأعداد أكبر من ذلك، حيث يوجد عدد كبير غير مسجلين لدى المفوضية.

رغبة لبنان المستمرة في إعادة اللاجئين السوريين

بين الفينة والأخرى تردد الحكومة اللبنانية، عبر مختلف مسؤوليها اسطوانتها المعتادة بوجوب إعادة اللاجئين السوريين في لبنان، تحت ذريعة عودة الاستقرار في سوريا ونهاية الأعمال القتالية من جهة، وبسبب تشكيلهم ضغطا على البنية التحتية اللبنانية، والمجتمع والاقتصاد اللبنانيين، وفق التعبير الحكومي اللبناني.

واجتمع وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، في وقت سابق، مع وزير الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية، حسين مخلوف، و ناقشا الإجراءات المتخذة من قبل الجانبين لتأمين عودة ميسرة وآمنة للمهجرين السوريين في لبنان، بحسب ما أفادت به تقارير صحفية.

فيما قال مخلوف، بأنه اطلع الوزير اللبناني على الأعمال التي قامت بها دمشق من أجل تسهيل عودة اللاجئين والمهجرين السوريين إلى وطنهم، مضيفا أن من هذه الإجراءات هي مراسيم العفو، وتأجيل خدمة العلم لمدة ستة أشهر للعائدين، واستخراج الوثائق المفقودة لمن فقدها في دول اللجوء، وتسجيل الولادات الجديدة في سوريا، وتوفير خدمات النقل والطبابة وكل ما يلزم لإيصالها إلى مناطق إقامتهم.

قد يهمك: لماذا تصر لبنان على إعادة اللاجئين السوريين؟

من جهته، قال شرف الدين، في تصريحات للصحفيين، أن لبنان يسعى مع سوريا إلى تعزيز التعاون لاستكمال تنفيذ الخطة الوطنية المعتمدة لدى الجانبين، للإسراع بعودة اللاجئين السوريين و ”تأمين حياة كريمة لهم”، وفق زعمه.

لكن وفقا لتقرير منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الدولية، هناك مخاطر عدة تمنع معظم اللاجئين السوريين في لبنان من العودة، فالعامل الأمني لا يزال العامل الأقوى وله التأثير الأكبر في اتخاذ قرار العودة من عدمه، فأجهزة دمشق الأمنية تعتبر أن غالبية من غادروا البلاد من المعارضين، وبالتالي لا بد من التحقيق مع قسم ممن يعود منهم، كما يمكن أن تحصل عمليات اعتقال واختفاء وقتل تحت التعذيب.

وفي تقرير للمنظمة الحقوقية، أفادت فيه إلى أن اللاجئين السوريين الذين عادوا من الأردن ولبنان بين عامي 2017 -2021 تعرضوا لانتهاكات حقوقية جسيمة واضطهاد من الحكومة السورية والميليشيات التابعة لها، مثل التعذيب، والقتل خارج نطاق القانون، والاختفاء القسري.

فضلا عن الوضع الاقتصادي والبنية التحتية المدمرة، وعدم وجود فرص عمل وانهيار الاقتصاد بشكل عام من أهم الأسباب التي تمنع اللاجئين من العودة.

قد يهمك: شروط جديدة للدخول إلى لبنان من الأراضي السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.