تهديدات “ولائية” بمواجهات مسلحة في العراق: ما مدى تحققها؟

تهديدات “ولائية” بمواجهات مسلحة في العراق: ما مدى تحققها؟

اللغة “الميليشياوية” باتت هي المسيطرة على ردود فعل الأحزاب الموالية لإيران، بدل اللغة السياسية التي اعتُمدت منذ انتهاء الانتخابات المبكرة الأخيرة في العراق.

لم تتقبل قوى “الإطار التنسيقي” المقربة من إيران، إعلان “ااتحالف الثلاثي” بقيادة مقتدى الصدر، تشكيل الكتلة النيابية الأكثر عددا والمضي نحو حكومة الأغلبية.

التحالف الثلاثي، اختار، أمس، اسم “إنقاذ وطن” له، ورشح ريبر أحمد لرئاسة الجمهورية وجعفر الصدر لرئاسة الحكومة العراقية، ويريد تمريرهما من خلال جلسة السبت المقبل، الخاصة بانتخاب رئيس الجمهورية.

ذلك الإعلان بالمضي نحو حكومة الأغلبية، الذي يعني إقصاء قوى “الإطار التنسيقي” من المشاركة بها، قوبل بردود فعل تهديدية حملت اللغة “الميليشياوية” من قبل “الإطار”.

فقد حذر زعيم “ائتلاف دولة القانون” نوري المالكي، من أن عقد جلسة السبت وتمرير سيناريو “إنقاذ وطن” من دون “الإطار التنسيقي” الذي يقوده، سيدفع لحصول مواجهات مسلّحة في الشارع العراقي.

تهديد مبطن وآخر علني

المالكي الذي مارس لغة التهديد عبر تحذيره المبطن أعلاه، رافقه تهديد علني من قبل الناطق باسم ميليشيا “كتائب حزب الله” أبو علي العسكري، بنشر الميليشيات في المدن الغربية في العراق.

العسكري قال عبر “تويتر”: “نحمل البهلوان محمد الحلبوسي تداعيات محاولة تمرير مرتزقة الكيان الصهيوني رئيسا للعراق في جلسة البرلمان المقبلة”.

وأضاف: “ليعلم هذا الصبي إننا نراقب عن قرب كل أعماله ولن تنطلي علينا حيله، وليتأكد ومن خلفه من خارج الحدود أن أحدا لن يحميهم من ثورة شعب اشتعل أوارها وفي الأفق بشائرها”.

مردفا: “على الأخوة في الحشد والمقاومة في غرب العراق العمل على إعادة انتشارهم بما يتناسب مع حجم التهديدات الجديدة، وأن لا يسمحوا لسكان الفنادق بمحاولة إعادة العراق إلى المربع الأول”.

واختتم: “نأمل من النواب المخلصين وبالأخص غير المنسوبين إلى الجهات التي عاثت في العراق نهبا وفسادا، والتي تعمل ليلا ونهارا لإضاعة حقوق المستضعفين، بأن لا يكونوا بيد تجار الدم والسياسة ليحولوا العراق هذه المرة إلى كعكة يتقاسمها آل برزان وآل بهلوان وآل فلان”، في إشارة إلى مقتدى الصدر.

هل سيحدث سيناريو المواجهات المسلّحة الذي هدّدت به قوى “الإطار” وميليشياتها الولائية في حال نجاح الصدر بعقد جلسة السبت وتسكيل حكومة أغلبية غير توافقية؟

الخسارة مصير “الولائيين”

“التهديدات “الولائية” لا تتعدى كونها لغة إعلامية لا أكثر، ولن تتحقق على أرض الواقع”، بقول ذلك المحلل السياسي علي البيدر في حديث مع “الحل نت”.

يضيف البيدر، أن السبب الذي يمنع تحقق تلك التهديدات، هو أنه لا ميليشيا لها القدرة على مواجهة الصدر، الذي يمتلك أقوى فصيل مسلح في العراق، وهو “سرايا السلام”.

ويردف، أن الصدر أول من أسس فصيل مسلح في عراق ما بعد 2003، وحارب من خلاله الوجود الأميركي بعد إسقاط نظام صدام حسين، ثم “القاعدة”، وآخرها “داعش”.

ويتابع، أن الصدر يمتلك الخبرة العسكرية نتيجة قدم ممارسته للنشاط العسكري، عكس الميليشيات “الولائية” التي تأسست بعده بعدة سنوات، والعدد البشري لديه أكثر حجما بضعفين من عدد المنتمين للميليشيات “الولائية”.

للقراءة أو الاستماع: العراق: ترشيح ريبر أحمد لرئاسة الجمهورية وجعفر الصدر لرئاسة الحكومة

بالتالي، فإنه من الناحية العملية، موازين الكفة هي في خانة الصدر، لذلك لن تغامر الميليشيات “الولائية” وقوى الإطار بتنفيذ تهديداتها؛ لأنها تدرك بأنها ستكون هي المتضررة والخاسرة، وفق البيدر.

ليس ذلك فحسب، بل أن المواجهات المسلّحة، وفق البيدر، ستؤدي لحدوث حرب أهلية “شيعية – شيعية”، وذلك سيضعف المكون الشيعي سياسيا، ويعطي القوة لبقية المكونات، وذلك ما ترفضه القوى الشيعية مجتمعة؛ لأنها تريد الحفاظ على إمساكها بالقرار السياسي العراقي.

موقف إيران

ويختتم البيدر، بأن طهران هي الأخرى ترفض حدوث أي مواجهات مسلّحة في الداخل الشيعي العراقي، وستمنع ميليشياتها من تنفيذ تهديداتها؛ لأن ضعف المكون الشيعي، يعني تحجيم نفوذها في العراق، وهي لن تقبل بذلك.

ويطمح زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر إلى عقد جلسة السبت، وعدم كسر نصابها في حال لم يحضر ثلث أعضاء مجلس النواب؛ لأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية تتطلب حضور ثلثي النواب، وفق الدستور العراقي.

بينما يسعى “الإطار التنسيقي” إلى تحقيق الثلث المعطل وكسر نصاب عقد الجلسة؛ من أجل دفع الصدر للتوافق معهم وتشكيل حكومة توافقية، وإبعاده عن تشكيل حكومة أغلبية من دون إشراكهم بها.

للقراءة أو الاستماع: العراق: جعفر الصدر لرئاسة الحكومة والكاظمي “بيباي”؟

ويبلغ عدد أعضاء البرلمان العراقي 329 عضوا، ويجب حضور 220 نائبا على الأقل من أجل عقد جلسة اختيار رئيس الجمهورية.

ويمتلك تحالف “إنقاذ وطن” بقيادة الصدر نحو 170 مقعدا، بينما يمتلك “الإطار التنسيقي” زهاء 85 مقعدا.

ويلعب النواب من المستقلين دور “بيضة القبان” هذه المرة، إذ يسعى الصدر لحضورهم في جلسة السبت من أجل عقدها، بينما يرغب “الإطار” بعدم حضورهم من أجل تحقيق الثلث المعطل وعرقلة عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.