أزالت التكاليف الباهظة والغلاء الذي تعمد على نشره في الأسواق السورية سياسيات الحكومة ومن خلفها التجار، متعة رمضان عن نفوس السوريين، الذين كانوا يخرجون في الماضي ليشهدوا تعليق زينة رمضان وفوانيسه والذي يبدو مفقودا هذا العام، بعد أن كانت الزينة الرمضانية من التقاليد الموروثة والعرفية التي تضيء الأزقة والحارات ونوافذ البيوت.

الاحتياجات الأساسية أولا

مع اقتراب شهر رمضان، المار في أزقة دمشق القديمة يرى أن جدرانها وسماءها لم تختلف عمّا كانت عليه في السابق، ليس قبل الحرب، وإنما لوقت قريب وتحديدا منذ سنتين. هذا العام وكما يصفه السوريون فلم تختف فقط الزينة الرمضانية، إنما اتسع الأمر لاختفاء التهاني بين الناس.

الموسم الاحتفالي الذي يتطلع فيه السوريين عادة إلى التجمعات مع الأصدقاء والعائلة، وشراء الزينة والملابس الجديدة، لن يكون له بهجة، فبحسب فاطمة عبد اللطيف، إن أولوياتها هي شراء الاحتياجات الأساسية للإفطار والسحور، ومحاولة تأمين “المونة ” قبل ارتفاع الأسعار وسط شهر رمضان.

ففي هذا العام، ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الزيت والسكر والدقيق والأرز في جميع أنحاء البلاد. وذلك بفضل الأزمات في سلسلة التوريد العالمية والحرب بين روسيا وأوكرانيا. اللتين تُصدران العديد من السلع الأساسية والأغذية، بما في ذلك القمح والأسمدة والغاز.

ويهدد هذا الواقع بسحق ميزانيات الأسر التي ليس لديها ما تدخره، مما يزيد من احتمال حدوث نوع من الاضطرابات الشعبية الجماهيرية التي نشأت جزئيا في السويداء، عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

للقراءة أو الاستماع: تصريحات رسمية تؤكد ارتفاع جديد للأسعار وتُحمّل السوريين المسؤولية

المعضلة الكهربائية والصين

مشكلتان رئيسيتان تحولان دون اقتناء الأهالي في سوريا لزينة رمضان، الأولى وهي التي يعرفها جميع المطلعين على الشأن السوري، والمتمثلة في الكهرباء، حيث توصف المدن السورية بأنها مدن الظلام، حيث يستمر أداء النظام الكهربائي في التدهور بوتيرة تنذر بالخطر لا توحي بالثقة أو الأمل.

المواطن محمد المسالمة، يقول لـ”الحل نت”، إن شراؤه للزينة من عدمها واحد، فهي لن تضاء إلا عندما تأتي الكهرباء – وهنا يشير إلى التقنين الذي تفرضه الحكومة على المواطنين -، مضيفا، أنه ربما يصادف طول الشهر أن تأتي الكهرباء في النهار، بينما في الليل تبقى منطفئة، فما الداعي لشرائها؟

ينبع قلق المواطنين بخصوص الكهرباء، من حقيقة أن إنتاج الدولة من الطاقة الكهربائية انخفض من 2400 ميغاواط إلى 1400 ميغاواط بين عشية وضحاها، وهو لا يعادل احتياجات البلاد التي لا تقل عن 8000 ميغاواط. مما نتج عنه أوقات توصيل مدتها نصف ساعة أو أقل، مقابل خمس ساعات ونصف من الانقطاع.

وهذا قد أدى بالطبع إلى توقف الحياة والإنتاج الذي أثر على كل شيء. في حين أن الموقف الرسمي للحكومة اكتفى بالبحث عن الأعذار وشرح البحث عن حلول غير واقعية عبر الطاقات البديلة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، التي اقترحتها الدول والشركات الكبرى.

الأمر الأخر في ابتعاد الناس عن شراء زينة رمضان، هو ارتفاع أسعارها. وهنا يؤكد، عبد الله الأطرش، لـ”الحل نت”، وهو تاجر نثريات، أن السبب ليس الغزو الروسي لأوكرانيا. إنما توقف سلاسل التوريد من الصين التي تنتج أغلب زينة رمضان للعالمين العربي والإسلامي.

وأوضح الأطرش، أنه قبل انتشار وباء “كورونا”، كانت البواخر تنطلق من الصين قبل رمضان بشهر، ولا يكلف سعر شحن الحاوية 2000 دولار. أما في الوقت الحاضر فقد حصر استيراد زينة رمضان من مصر. وارتفع تكلفة الحاوية إلى نحو 8 آلاف دولار، ما زاد نسبة سعر الزينة الواحدة بنسبة 150 بالمئة عن سعرها الرسمي.

للقراءة أو الاستماع: مسلسلات ينتظرها السوريون في دراما رمضان 2022

أسعار زينة رمضان 2022

تتنوع أصناف الديكورات والزينة الرمضانية المتوفرة في السوق السورية، فسعر ستارة الخيمة، يتراوح سعرها من 2500 إلى 5 آلاف ليرة سورية. فيما تختلف تكلفة أكياس السفرة الرمضانية من ألف إلى 3000 ليرة سورية حسب الشكل والمادة المصنعة منها.

https://twitter.com/MontaserSabbagh/status/1506701066989146117?s=20&t=m67ZjtxJDQ0b2LguFnwXJg

أما تكلفة الديكورات الكرتونية فتراوحت بين 1500 إلى 6 آلاف ليرة حسب الحجم. فيما تكلفة الحبال المضيئة كانت كالتالي: الذي يأتي على شكل فانوس نحاسي يتراوح سعره بين 4500 و9 آلاف. والفانوس الخشبي الصغير بين 8 آلاف و10 آلاف ليرة سورية.

وبحسب كتاب ” دليل الأوائل” للكاتب إبراهيم مرزوق، فإن أول من أضاء المساجد فى العهد الإسلامي، كان الصحابى تميم بن أوس الدارى، وقد أضاء المساجد بقناديل يوضع فيها الزيت وكان ذلك كل يوم جمعة. فيما ذهب أحمد المالكي، من علماء الأزهر، وعضو المكتب الفنى لمشيخة الأزهر، فى تصريحات تليفزيونية، إلى أن الخليفة، على بن أبى طالب، أول من قام بتزيين المساجد بالأنوار فى رمضان، موضحا “وهذا ما نراه الآن فى الشوارع من الزينة”.

للقراءة أو الاستماع: كسر عضم.. دراما سورية تكشف عن فساد أمراء الحرب

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.