“الفتوش” للأغنياء في سوريا.. الصحن شهريا براتب موظف

“الفتوش” للأغنياء في سوريا.. الصحن شهريا براتب موظف

يفقد السوريون يوما بعد يوم القدرة الاقتصادية التي تمكنهم من الحصول على أبسط مقومات الحياة وهي الغذاء، حيث بات ارتفاع الأسعار اليومي والجنوني أمرا يفوق حتى تصوراتهم، فلم يعد ارتفاع الأسعار يقتصر على مواد غذائية من الممكن تقنينها كاللحوم أو ما شابه ذلك، إنما باتوا محرومين من أبسط الأطعمة التي لطالما اعتبرت أطباقا للفقراء، كالمجدرة، والفتوش، والأطعمة الشعبية كالفول والحمص والفلافل.

الأسعار تحرم السوريين من الفتوش

تتناقص المواد والأطباق الموجودة على الموائد السورية يوما بعد يوم، حتى وصل الأمر إلى طبق الفتوش الذي يعد أبرز الأطباق الجانبية في سوريا، وحسب موقع “بيزنس 2 بيزنس” المحلي، بات طبق الفتوش والمكون من “البندورة ، الخيار، البقدونس، النعنع، الخس، والفجل، وبعض الخضراوات الأخرى” حكرا على الأغنياء فقط، والسبب ببساطة ارتفاع أسعار الخضار والحشائش مع بداية شهر رمضان.

حيث وصل سعر كيلو البندورة اليوم إلى 4000 ليرة، بينما يصل سعر كيلو الخيار إلى 3000 ليرة، أما بالنسبة للحشائش الخضراء فيصل سعر باقة القدونس الواحدة إلى 500 ليرة والنعنع بألف ليرة والبقلة كذلك أيضا، وكيلو الملفوف 1500 ليرة وسطيا بينما تباع الخسة في هذه الأيام بـ 1000 ليرة، وفق “بيزنس 2 بيزنس”.

كما وصل ثمن الكيلو من البصل إلى 1500 ليرة، وارتفع سعر كيلو الليمون إلى 2200 ليرة، وعند جمع كلفة المواد المذكورة، ستصل كلفة الفتوش فقط لعائلة مؤلفة من خمسة أفراد ما يقارب الـ 133 ألف ليرة خلال شهر كامل، أي أكثر من قيمة الحد الأدنى للأجور.

إقرأ:ارتفاع “جنوني” لأسعار المواد الغذائية.. السَلَطة والمجدرة محرمات على السوريين؟

المائدة السورية محرومة من أطباق الفقراء

طالت الأسعار الجديدة عددا من المواد التي لطالما اعتبرت مكونات للوجبات الغذائية لفقراء المواطنين، كالبرغل والعدس والخضار التي بارتفاعها حرمت الفقراء من أبسط أنواع الطعام الذي كانوا يعتمدون عليه.

حيث بلغ سعر كليو البرغل ارتفع إلى 5000 ليرة، كما ارتفع سعر كليو العدس إلى 8000 ليرة، وسعر كيلو الرز 7500 ليرة، وأيضا ارتفع سعر كيلو البصل إلى 1500 ليرة، كما ارتفع سعر صفيحة زيت الزيتون 20 ليتر إلى 250 ألف ليرة في حال وجدت، حسب متابعة “الحل نت”.

وهذه المواد هي مكونات أكلة “المجدرة” الشعبية، حيث تتكون من الرز أو البرغل إضافة للعدس، والبصل وزيت الزيتون، لتصبح خذه الأكلة، الطبق الأساسي للأسر الفقيرة نظرا لتدني كلفتها، ترفا مكلفا جدا للفقراء بعد أن صار ثمن مكوناتها بعيدا عن متناول أيديهم عدا عن احتساب كلفة السلطة الملازمة عادة لطبق المجدرة أو اللبن الذي وصل سعره إلى 2200 ليرة سورية.

وفي سياق متصل، فقد ارتفعت أسعار المعجنات في دمشق قبل نحو أسبوع ليبلغ سعر، منقوشة الزعتر 400 ليرة بعد أن كانت بـ 250 ليرة سورية ، وأصبح سعر فطيرة الجبنة أيضا 400 ليرة سورية بعد أن كانت بـ 300 ليرة سورية، بالإضافة إلى قطعة المحمرة التي وصلت إلى 300 ليرة سورية بعد ن كانت بـ 150 ليرة سورية، حسب متابعة “الحل نت”.

وسبق ذلك ارتفاع أسعار الخبز العادي والسياحي، فضلا عن ارتفاع أسعار الزيوت، ما انعكس على تسعير جميع أنواع سندوتشات الفلافل والشاورما في العاصمة دمشق، في حين أن طبق الفول الشعبي من المنتظر أن يحلق هو الآخر، لا سيما في المطاعم الشعبية، حسب متابعة “الحل نت”.

وكان سعر ساندوتش الفلافل، قد بلغ بحي الميدان 2000 ليرة بارتفاع 800 ليرة عن سعره الرسمي، واتخذت بعض المتاجر سياسة زيادة عدد الأقراص لرفع سعر الساندويتش، وفي وقت ذاته اقترب سعر كيلوغرام من الحمص من 5000 ليرة، كما وصل سعر سندويتش صمون للفلافل 2500 ليرة، ويختلف سعر سندويتش البطاط من محل لآخر، إذ يتراوح من 2500 ليرة إلى 3500 ليرة، فيما وصل سعر ساندوتش الشاورما في دمشق إلى 5000 ليرة، وتزامن ذلك مع ارتفاع سعر الصمون الذي بلغ 3500 ليرة للكيلوغرام الواحد، حسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:ارتفاع في أسعار الفلافل والشاورما بدمشق

يعتبر دخول شهر رمضان أحد أسباب ارتفاع الأسعار بسبب زيادة الطلب على المواد الغذائية بمختلف أنواعها، لكن ذلك لا يعني أن هناك أسبابا أخرى أدت لارتفاع الأسعار أبرزها قرار إلغاء الدعم، والغزو الروسي لأوكرانيا، والفشل الحكومي الواضح، والفساد المستشري في الأجهزة الحكومية المختصة بكل ما يتصل بحياة المواطن السوري ومعيشته.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.