يعاني معظم السوريين، من غلاء المعيشة وتدني مستوى الرواتب، بالإضافة إلى سوء الخدمات العامة كالكهرباء والغاز والخبز وغيرها، فيما تعجز حكومة دمشق عن تقديم أي حلول، بالإضافة إلى عدم قدرتها على ضبط الأسعار الذي يحصل من قبل التجار للمواد الغذائية.

كذلك، تدهور قيمة الليرة السورية مقابل النقد الأجنبي الذي يزداد سوءا يوما بعد يوم، وهذا الأمر ظهر جليا في أحد مقاطع الفيديو التي انتشرت يوم أمس الأحد على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، لرجل مُسنّ في العاصمة دمشق، يشكو من الأوضاع المعيشية ويبكي بحرقة، قائلا: “صرنا نشبه البقر لأنو ما عم ناكل غير البرغل، هاد فطورنا برمضان.. الجاج نسيناه نسيناه”.

ولطالما ارتبطت الأجواء الرمضانية في سوريا ببعض الأكلات، لا سيما الحلويات، لأنها تعتبر دعامة أساسية في المائدة بعد الإفطار، أو في وجبة السحور، ومن أبرزها القطايف والعوامة والمعروك والناعم، ولكن في ظل هذا الغلاء الكبير، فقد تراجعت القوة الشرائية لهذه الأصناف بين السوريين.

ارتفاع نسبة الحلويات بـ80 بالمئة

أصبحت الحلويات بمختلف أنواعها ضيفا يندر وجوده على موائد رمضان، ومع ارتفاع أسعارها الذي يتضاعف يوما بعد يوم أصبح من غير الممكن التفكير بشرائها كما قال أحد المواطنين لصحيفة “تشرين” المحلية، في تقرير نُشر لها اليوم الاثنين.

ولفتت إحدى المواطنات إلى أنها تشتري الحلوى بالقطعة، حيث وصل سعر قطعة قطايف الجوز والقشطة إلى 1500 ليرة سورية، وسعر قطعة الحلاوة الحمصية 2000 ليرة، وسعر قطعة الكاتو إلى 4500 ليرة، في حين وصل سعر قطعة الهريسة إلى 3500 ليرة، وسعر وربات الجوز 5000 للقطعة الواحدة وكيلو فراشة الجوز 50 ألف ليرة، وسعر القطعة من صنف المكسرات 3000 ليرة، وسعر القطعة من عش البلبل 3000 ليرة، في حين وصل سعر كيلو العوامة والمشبك اللذين يعدان من الحلويات الشعبية إلى 10 آلاف ليرة سورية.

وأشارت الصحيفة المحلية في تقريرها على لسان أحد المواطنين، إلى أنها “استعاضت عن الحلويات بالفواكه برغم ارتفاع أسعارها هي الأخرى، وبشكل كبير حيث وصل سعر كغ الفريز إلى 4500 ليرة، والموز إلى 4000  ليرة والبرتقال والماوردي إلى 1300 ليرة، والتفاح إلى 1500 ليرة.

ووفق متابعة موقع “الحل نت” للمواقع الإعلامية المحلية، فإن أسعار بعض السلع ارتفعت خلال الشهرين الماضيين بأكثر من 400 بالمئة، كالزيوت والمنتجات الحيوانية والخضار وخاصة البندورة، في حين يبلغ متوسط ارتفاع الأسعار منذ شهر آذار/مارس الفائت، بين 50-30 بالمئة بما في ذلك المنتجات محلية الإنتاج والصنع.

في وقت، نقلت صحيفة محلية عن أحد المواطنين، قبل أيام، أن معظم الأكلات والمقبلات باتت خارج موائد الإفطار الرمضانية، خاصة اللحوم الحمراء والبيضاء، التي ارتفع سعرها بشكل خيالي، ولم تعد في متناول أغلبية طبقات المجتمع التي يرزح معظمها تحت خط الفقر وفق تقارير أممية مؤخرا.

قد يهمك: زيت دوار الشمس في سوريا “معزوز”

الشراء بالقطعة الواحدة

أرجع صاحب محل لبيع الحلويات إلى أن سبب ارتفاع الأسعار يعود إلى غلاء المواد الأساسية مثل: الطحين والسكر والمكسرات والسمون والزيت، مؤكدا أن أسعار الحلويات ارتفعت أكثر 80 بالمئة عن العام الماضي، وأن حركة الشراء انخفضت بنسبة كبيرة ولم يعد هناك من المواطنين من يشتري بالكيلو إلّا ما ندر وأغلب الزبائن تشتري بالقطعة الواحدة لكون أرخص قطعة حلويات يصل سعرها إلى 2500 ليرة سورية، وفقا لصحيفة “تشرين” المحلية.

من جانبه، قال رئيس جمعية الحلويات بسام قلعجي للصحيفة المحلية، أن ارتفاع أسعار الحلويات في الأسواق أدى لانخفاض الإقبال على شرائها بنسبة تزيد على 60 بالمئة، الأمر الذي سبب هذا الارتفاع لأسعار الحلويات إلى جانب ارتفاع تكاليف إجازات الاستيراد بشكل كبير وارتفاع أسعار المواد الأولية ومدخلات الإنتاج، وفق زعمه.

وضمن هذا السياق، نقل موقع محلي قبل أيام عن أحد حرفيي صنع الحلويات في دمشق، حيث قال، أن ارتفاع الأسعار جاء لارتفاع معظم المواد الأولية التي تدخل بصناعة الحلويات، موضحا أن سعر كيلو السمن البقري 64 ألف ليرة سورية، بينما سعر كيلو الزبدة الحيواني 34 ألف ليرة سورية وهذا يسبب تفاوتا بالأسعار حسب السمنة المستخدمة إن كانت سمنا نباتيا أو حيوانيا بالإضافة إلى الكميات الموضوعة، مشيرا إلى أن كيلو شوكولا “نوتيلا” بسعر 36 ألفا وآخر بسعر 15 ألف ليرة سورية، فهناك مواد كثيرة بالسوق بأسعار متفاوتة.

ووفق الحرفي، أن أبرز أسباب ارتفاع أسعار الحلويات يعود للارتفاع الكبير في أسعار الغاز الذي تصل إلى 225 ألف ليرة سورية للجرة الواحدة في السوق السوداء، بالإضافة إلى المازوت اللازم لتشغيل المولدات، مبينا أنه اضطر للشراء بهذا السعر نظرا لتأخير تسليم الغاز الصناعي بحدود 12 يوما، وإن الصناعي يحتاج يوميا لجرتي غاز، مشيرا إلى أن سعر ليتر المازوت بحدود 5000 ليرة سورية والذي يندر وجوده.

في حين تبرر الجهات الحكومية، السبب إلى التضخم العالمي وارتفاع أسعار النفط عالميا، وزيادة الأسعار التي طاولت الصناعي والتاجر قبل المستهلك، وقال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق، محمد الحلاق خلال تصريحات إعلامية سابقة، أن بلاده تشهد طفرات بالأسعار، ولا سيما على المواد الغذائية، بسبب ارتفاع أجور النقل وقلة المحروقات عالميا وارتفاع التصنيع والتوريد، نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأردف الحلاق، “ارتفاع الأسعار لم تشهده سوريا خلال أكثر من 30 عاما في قطاع التجارة”، في حين لا يتجاوز متوسط راتب الموظف الـ156 ألف ليرة سورية، أي نحو 43 دولارا، وهو أجر يعتبر من أخفض الأجور عالميا.

وذكر مركز “قاسيون” للأبحاث بدمشق إلى أن متوسط تكاليف المعيشة للأسرة السورية قفز في شهر رمضان إلى 2.8 مليون ليرة سورية، ويعتمد “قاسيون” لحساب الحد الأدنى لتكاليف المعيشة على سلة الغذاء الضروري وفق ما صاغها مؤتمر الإبداع والاعتماد على الذات للاتحاد العام لنقابات العمال، والتي يحصل من خلالها المواطن المنتج على السعرات الحرارية التي تكفل له الحياة وإعادة إنتاج قوة عمله من جديد.

وأوضح المركز السوري أن تكاليف الغذاء تمثل 60 بالمئة من مجموع الحد الأدنى لتكاليف معيشة الأسرة، بينما تمثل الـ40 بالمئة الباقية الحاجات الضرورية الأخرى للأسرة (تكاليف سكن، ومواصلات، وتعليم، ولباس، وصحة، وأدوات منزلية، واتصالات… وغيرها)، وفق تقارير صحفية.

قد يهمك: حلويات رمضان تغيب عن الموائد السورية بسبب الأسعار المرتفعة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.