قبل أكثر من شهر، ومع الغزو الروسي لأوكرانيا، ضجت الأسواق السورية بارتفاع الأسعار ونقص حاد في بعض المواد، وخاصة الزيت النباتي، حيث تعد أوكرانيا من أهم مصدري الزيت النباتي للعديد من الدول، بما في ذلك سوريا، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعار هذا الزيت في ظل ندرة وجوده.

وقد قطعت الحكومة السورية عدة وعود “رنانة” نتيجة الأزمة التي حدثت، ولكن دون أفعال مجدية، بينما حاولت نسبة كبيرة من السوريين إيجاد بدائل لهذا النقص والارتفاع في سعر الزيت النباتي، وهو اللجوء إلى استخدام زيت النخيل. نتيجة كل هذه الأزمة، أصبح سعر زيت الزيتون أقل من الزيت النباتي.

زيت الزيتون أرخص من النباتي!

ذكرت صحيفة “الوطن” المحلية، في تقرير لها اليوم الاثنين، أن الفلاح مجد حسين باع بيدون زيت الزيتون أمس بسعر 250 ألف ليرة سورية، أي أن سعر الليتر من الدرجة الممتازة (أسيده واحد بالمئة) هو 12500 ليرة سورية، مضيفا أن هذا السعر هو أفضل ما استطاع تحصيله بالرغم من ارتفاع تكاليف حراثة وتسميد أشجار الزيتون والعناية بها.

وبحسب الصحيفة السورية، “للمرة الأولى، يتم بيع الزيوت النباتية بسعر أغلى من زيت الزيتون الذي يباع الليتر منه في صالات السورية للتجارة بـ14 ألف ليرة، بينما يباع زيت عباد الشمس من النوعية الموجودة في الأسواق بسعر يتراوح بين 17 و18 ألف ليرة إن وجد.

ومن المعروف في الأسواق العالمية أن سعر زيت الزيتون أعلى بثلاث إلى خمس مرات من سعر الزيت النباتي في الدول التي تستورد كلا النوعين.

وبالطبع في الأسواق الخارجية هناك تنوع بين الأصناف واختلاف في الجودة والمصدر وطريقة التحضير، بالإضافة إلى الخيارات العديدة المتاحة والفرق الكبير بين المتاجر. وسعر ليتر زيت الزيتون الممزوج بالزيت النباتي ضعف سعر ليتر زيت عباد الشمس، وفقا لـ”الوطن”.

وفي وقت سابق وفي سبيل إيجاد بدائل جديدة لزيت دوار الشمس، نقلت مواقع محلية عن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق، سائر شيحا، اقتراحه بأن تستورد الحكومة زيت الصويا، أو حبة الصويا بديلا لدور الشمس، مفضلا استيراد حبة الصويا لوجود 3 معامل لإنتاج زيت الصويا في سوريا، بحيث يمكن الاكتفاء من مادة الزيت دون الاضطرار لاستيرادها.

وكانت أسعار الزيت قد ارتفعت مؤخرا في الأسواق، ما دعا لشكاوى من الباعة من هذا الغلاء، حيث يشترون طرد الزيت المؤلف من 12 عبوة بسعر يصل إلى 190 ألفا، أي سعر العبوة الواحدة 17 ألفا، ما يجعلهم يبيعونها بسعر أعلى لتحقيق الربح.

بينما يتوقع محللون في الصناعة، أن تستمر الأسعار المرتفعة للأشهر القليلة المقبلة. حيث تظل مخزونات زيت الطعام العالمية منكمشة بسبب تعطل شحنات زيت دوار الشمس من البحر الأسود.

قد يهمك: السكر في قاعات المحاكم السورية.. ما الأسباب؟

الحكومة تتهرب من المسؤولية!

من جهته، يرى محمد كشتو رئيس اتحاد الغرف الزراعية في تصريح لصحيفة “الوطن”، أن هذا الفرق في الأسعار غير منطقي ولا مقبول، لكن الواقع يقول إن الأسواق تخضع في عملية التسعير إلى العرض والطلب، وليس إلى القرارات الحكومية.

ولفت كشتو إلى أن إيقاف تصدير زيت الزيتون بعد الغزو الروسي لأوكرانيا هو إجراء مؤقت ولمدة محدودة، داعيا المواطنين إلى الاستفادة من الفرصة وتعديل ثقافة الاستهلاك للسلع المستوردة التي لها بديل في الأسواق السورية وخاصة بعد ارتفاع أسعار الزيوت النباتية، وتركيز الإعتماد الأساسي في الاستهلاك على زيت الزيتون، وعندها سيخف الطلب على الزيوت النباتية وتنخفض أسعارها، وتعود المعادلة المنطقية والعالمية لتسعير المادتين والاعتبار لزيت الزيتون.

وقد شهدت الأسواق السورية ارتفاعات هذا العام وخاصة منذ بدء شهر رمضان، فاقت كل التوقعات وسجلت معدلات زيادة قياسية في بعض المواد تجاوزت 500 بالمئة، في أهم المواد الغذائية مثل (البندورة-البرغل-الزيت-البطاطا.. إلخ) التي لا غنى عنها، وهو ما جعل السوريين في كل شهر رمضان يترحم على ما سبقه.

وفي مقارنة صغيرة أجرتها صحيفة محلية، في تقرير لها قبل يومين، فقد سجلت أسعار معظم أنواع السلع الغذائية والخضار واللحوم ارتفاعا واضحا وقياسيا خلال شهر رمضان الحالي مقارنة بالعام الماضي، وفي جدول المقارنة تبيّن أن الارتفاع في الأسعار كان كبيرا تراوح بين 100 إلى 500 بالمئة.

هذا الغلاء الفاحش في الأسواق أصبح مصدر قلق للسكان في سوريا، لما له من انعكاسات سلبية على الأحوال المعيشية لديهم، الأمر الذي يفاقم الوضع يوما بعد يوم، دون أن تقوم الحكومة السورية بوضع حلول قد تساهم نوعا ما في مساندة المواطنين في مواجهة هذه الأزمات، سواء عبر رفع رواتب الموظفين، أو بتقديم الدعم للإنتاج المحلي.

قد يهمك: حل جديد لتخفيض الأسعار في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.