يبدو أن مشروع “يلبغا” عاد ليشكل جدلا في أمر تنفيذه، لا سيما أن قرار غرفة تجارة دمشق، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، والذي أبرز قطبين روسي وإيراني قد عمق من هوة استكمال بنائه، إذ تولى رجل الأعمال السوري المقرب من روسيا، محمد أبو الهدى اللحام، رئاسة غرفة تجارة دمشق، فيما حاز رجل الأعمال السوري المعاقب دوليا والمقرب من دوائر النظام الإيراني، وسيم أنور قطان، على منصب أمين سر الغرفة.

“داون تاون” سوريا

عبر صفحته الشخصية على موقع “فيسبوك”، نشر المستثمر في مجمع “يلبغا”، مقطع فيديو يصور حقيقة المشروع الذي سيصبح عليه المجمع في دمشق خلال السنوات المقبلة.

وأقر وسيم قطان، صاحب المشروع، في حديث له مع موقع “أثر برس” المحلي، أن تنفيذ مشروع “يلبغا” قد بدأ على الأرض، وأنه يمكن رؤية العاملين في المجمع أثناء مرورهم أمامه. حيث يتم العمل على مراحل وتم إتمام 70 – 80 بالمئة من أربع طوابق، وتم تنفيذ الجزء المحيط بفندق المرجة.

وردا على الانتقادات التي أشارت إلى استحالة تحقيقه على أرض الواقع، قال قطان: “التصميم الذي ظهر في الفيديو بأياد سورية”، معتبرا أن من صممه سيتمكن من تنفيذه على الأرض، واصفا المنطقة بأنها ستصبح “داون تاون” – أي وسط سوريا – لكن الوضع أو شكلها الحالي يعود إلى المخالفات والبسطات والوقوف في الشارع.

وبحسب قطان، فإن هذا المشروع عبارة عن تطوير حضري يجري العمل عليه على مراحل وينتهي في مدة أقصاها ثلاث سنوات.

للقراءة أو الاستماع: معاقَب دولياً.. “حوت” الاستثمارات في سوريا يهاجم رجال الأعمال بسبب الهجرة

مشروع “يلبغا” يعود؟

شكلت زيارة وزير الأوقاف السوري، محمد عبد الستار، إلى مجمع “يلبغا”، في تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إشارات استفهام حول عودة المشروع المدرج تحت عقوبات قانون “قيصر” بسبب مالكه.

زيارة السيد، التي أتت تحت بند الاطلاع على الأعمال المنجزة من صيانة وإكساء وتأهيل، هو آذان بأن المشروع الذي بدأ بناؤه منذ عام 1973 وبقي عاريا لسنوات، يتحدى القانون المفروض عليه وعلى مالكه.

ففي يناير 2019، حصلت شركة “إنترسكشن” المحدودة التابعة للقطان على عقد لـ48 عاما للاستثمار في مجمع “يلبغا” التابع لوزارة الأوقاف السورية، وسط دمشق، وذلك لتحويله إلى مجمع تجاري سياحي، وفق وزارة الخزانة.

ويعد “يلبغا” عينا مهمة لإيران، فالمبنى قريب من المستشارية الثقافية الإيرانية في منطقة ساحة المرجة، وتهم هذه المنطقة الإيرانيين بشكل كبير، وتوجد أطماع إيرانية باستثمار المبنى حتى قبل انطلاق الاحتجاجات في سوريا.

وتعود دراسات مشروع “يلبغا” إلى منتصف ستينيات القرن الماضي، مع بداية تسلم حزب “البعث” للسلطة في سوريا، لكنه بقي حبرا على ورق، قبل أن يبصر النور في بداية عام 1973 وتبدأ بإنشائه مؤسسة الإسكان العسكرية، التي كانت آنذاك المشرف الوحيد على جميع المشاريع في سوريا، برئاسة “رياض شاليش”، قريب الرئيس السوري السابق “حافظ الأسد”.

وتوقف العمل عليه عشر سنوات وتمت إعادة دراسته من جديد بعد تفريغ المياه من تحته، وبدأت مؤسسة الإسكان في إعماره مع بداية عام 1990 لينتهي في 2004، قبل أن يصبح برسم وزارة الأوقاف التي طرحته للاستثمار من أجل إكسائه.

للقراءة أو الاستماع: تنافس روسي إيراني على كعكة الاقتصاد في سوريا

بدون سجل تجاري ومعاقب دوليا

رجل الأعمال السوري المستحوذ على منصب أمين سر الغرفة، لا يملك أي سجل تجاري ذي تاريخ، ولا ينتمي لأي من العائلات التجارية الدمشقية المعروفة، ويبدو أن ظهوره المفاجئ يعود إلى عمله كموظف لدى “رامي مخلوف” في شركة “سيريتل” سابقا، في الوقت الذي عمل فيه خلال السنوات الخمس الماضية على زيادة نفوذه الاقتصادي مستغلا قربه من دوائر النفوذ الإيراني بسوريا، وفق معلومات خاصة لـ “الحل نت”.

وزارة الخزانة الأميركية، أدرجت رجل الأعمال السوري، وسيم أنور القطان، ضمن لائحة المعاقبين دوليا بسبب توقيع عدة عقود مع الحكومة السورية لتطوير مركز تجاري وفنادق في دمشق.

وقال بيان الوزارة، إن “التقارير تشير إلى ارتباط القطان بشخصيات قوية من النظام، وقد أرست عليه الحكومة السورية مؤخرا كافة المشروعات العقارية الكبيرة تقريبا خارج مدينة “ماروتا” في دمشق”.

إضافة إلى ذلك، وقعت شركة “مروج الشام” عقدا مع وزارة السياحة السورية في حزيران/يونيو 2018 للاستثمار في فندق “الجلاء” في دمشق ودفعت للحكومة 2,25 مليار ليرة سورية (5 ملايين دولار) كل عام لـ 25 عاما.

للقراءة أو الاستماع: نفوذ روسي وإيراني داخل غرفة تجارة دمشق.. ومجمع “يلبغا” إلى الواجهة من جديد

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة