تسعى موسكو لإعادة إحياء خط أنبوب العراق – بانياس الذي يربط حقول النفط العراقية بميناء بانياس السوري، فهل تنجح بذلك؟ وما مصلحتها منه؟

حسب موقع “سكاي نيوز عربية”، فإن “السفير الروسي لدى بغداد، إلبروس كواتراشين، التقى خلال الأيام الماضية، عددا من الزعامات السياسية وقادة الكتل، وبحث معهم، آفاق إعادة تأهيل هذا الأنبوب، ضمن خطة موسكو لتعزيز الجوانب الاقتصادية في المجال السوري”.

أضاف الموقع، أن “كتلا سياسية من قوى “الإطار التنسيقي”، رحّبت بالفكرة، لكنها اشترطت تسهيلات من الجانب السوري، أو المساهمة في عملية إعادة التأهيل”.

هل ستنجح روسيا بإعادة إحياء أنبوب بانياس؟ وما هي فائدة بغداد من المشروع؟ أسئلة يجيب عنها خبير الاقتصاد السياسي عبد الرحمن المشهداني.

هدف موسكو من إحياء الخط

يعتقد المشهداني، أنه من الصعوبة إعادة إحياء خط أنبوب ميناء بانياس السوري؛ لأنه محدود الكمية ويصدّر 300 ألف برميل نفط يوميا، عكس مسعى العراق الذي يحاول تصدير مليون إلى مليون ونصف برميل نفط يوميا.

للقراءة أو الاستماع: بغداد تسمح بتجارة مفتوحة مع دمشق: ما الأسباب ومن المستفيد؟

كذلك، فإن نسبة الاندثار والتقادم في خط بانياس كبيرة جدا؛ لأنه متوقف منذ عدة عقود، بالتالي فإن صيانة هذا الأنبوب ستكون مكلفة أكثر من إنشاء خط جديد، وفق النشهداني.

ويضيف المشهداني، أن روسيا تحاول من خلال إحياء هذا الخط، ممارسة الضغط على الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، من أجل تخفيف وإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو بعد غزوها لأوكرانيا.

ويردف الخبير الاقتصادي العراقي، بأن ما يعرقل إعادة خط أنبوب بانياس للعمل من قبل الجانب العراقي، هو خشية بغداد الأمنية من إمكانية عدم قدرة سوريا على حماية الخط من فلول “داعش” أكثر من أي شيء آخر.

ويرى المشهداني، أنه من الأفضل لبغداد إنشاء خط جديد يمر عبر سوريا غير بانياس، وذلك لتنويع مصادر تصدير النفط وعدم الاكتفاء بالتصدير عبر البصرة والخليج أولا، وثانيا لأن الخط الجديد يستوعب مليون إلى مليوني برميل نفط يوميا، بدل خط بانياس المعروف بكميته المحدودة.

وعن أهمية إنشاء خط جديد عبر سوريا ومنها إلى لبنان، هو قربهما من دول الاتحاد الأوروبي، إذ يمكن تصدير النفط من خلالهما عبر البحر الأبيض المطل على أوروبا، وهي مسافة أقصر من تلك المتوجهة عبر البصرة والخليج ثم قناة السويس.

https://twitter.com/AlRasid1/status/1516068528851492867?t=5nkjMsgjAJHE8Ymga35QRw&s=19

الترحيل مصير المشروع؟

المشهداني يشير إلى أن روسيا أثّرت على صادرات النفط العراقية إلى جنوب آسيا، فالأخيرة تحولت بعد فرض العقوبات الاقتصادية عليها، إلى تصدير نفطها نحو جنوب آسيا وخاصة الهند التي كانت أكثر الدول استيرادا للنفط العراقي، لكنها اليوم بدأت تستورد النفط الروسي أولا؛ لأن موسكو تبيعه لنيودلهي بسعر أقل من 25 دولار عن كل برميل نفط عراقي.

لذلك فإن العراق بحاجة ماسة إلى تفعيل خط لتصدير النفط عبر سوريا ويستوعب من مليون إلى مليوني نفط يوميا، خاصة وأنه يسعى لتصدير 6 ملايين برميل نفط يوميا، في وقت يصدر حاليا 4 ملايين ونصف برميل يوميا، حسب المشهداني.

وبشأن إمكانية نجاح موسكو بإحياء خط بانياس، يوضح المشهداني، أن المسعى الروسي لن يتحقق حاليا، وأن المشروع سيتم ترحيله نحو الحكومة العراقية المقبلة، وهي من ستقرر حينها، لكن إحياء خط بانياس لن ينفع خطة بغداد التي تسعى لزيادة حجم صادراتها النفطية.

وهدف روسيا من إعادة تشغيل أنبوب بانياس السوري، هو اقتصادي بحت؛ لأنه سيعود عليها بأرباح صافية، خاصة مع انتشار نفوذها عند خط بانياس، ولذا هي تسعى لتفعيل الخط، كي تتحكم بجزءٍ وافرٍ من صادرات الشرق الأوسط النفطية نحو الدول الأوروبية.

يذكر أن خط التصدير العراقي – السوري، الذي يربط شبكة حقول النفط العراقية بميناء بانياس، تأسس من قِبل شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية.

للقراءة أو الاستماع: تمدد إيران إلى المتوسط: ما موقف بكين وموسكو من ربط السكك الحديدية بين سوريا والعراق؟

وتوقف الخط عن العمل مع اندلاع الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980، ولم يعد إلى التشغيل إلا في عام 1997، لكنه عاد للتوقف عن العمل منذ إسقاط نظام صدام حسين في 2003 وإلى اليوم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة