أثارت القرارات الواردة حول “إجازات العيد” للسوريين في تركيا قلق العديد ممن كانوا ينوون التسجيل لقضاء إجازة العيد في سوريا ما اضطر البعض منهم للعدول عن حجز موعد ولو تم افتتاح التسجيل في وقت لاحق.

وعدلت عشرات العائلات عن التسجيل على “إجازة العيد” ومن بينهم الحاجة خزنة المقيمة في ولاية قيصري، حيث تقول خلال اتصال هاتفي لـ “الحل نت”: إنها “اشترت الهدايا لأقاربها ورتبتهم واستعدت للذهاب إلى سوريا مع اقتراب التسجيل على إجازات العيد، لكن المعابر أغلقت، ومع ذلك باتت تتخوف اليوم من الذهاب وعدم القدرة على العودة لتركيا في وقت لاحق”.

وتضيف، أنها كانت تحضر لرحلتها قبل عدة أسابيع حتى أن أقاربها الذين لم تلتقي بهم منذ ثلاث سنوات كانوا ينتظرونها، لكن إيقاف التسجيل على إجازات العيد وإغلاق المعابر حال دون تسجيلها.

ويبدو أن حال الحاجة خزنة هو حال الكثير من اللاجئين الذين فقدوا الأمل بالنزول إلى سوريا هذه السنة وإنجاز أعمالهم أو لقائهم مع عائلاتهم وأقاربهم بعدما تم الإعلان عن إيقاف التسجيل على إجازات العيد حتى إشعار آخر، بينما بات العديد من اللاجئين يتخوفون من الإقدام على ذلك ولو تم افتتاح التسجيل لاحقا.

ومع العديد من التصريحات التي وردت عن مسؤولين أتراك في الحكومة التركية أو الأحزاب المعارضة حول ملف عودة اللاجئين السوريين، باتت إجازة العيد ومصير السوريين في البلاد يتصدر الأحاديث الدائرة في مجالس السوريين بتركيا.

ماذا حصل بخصوص إجازات العيد؟

تخبط واضح وفوضى لم تنتهي بعد وسط تصدر ملف “إجازة العيد” للسوريين المواضيع المثارة فيما بين المسؤولين الأتراك في الحكومة أو المعارضة والتي انتهت بإغلاق المعابر أمام السوريين.

ومع أن المعابر أغلقت بشكل نهائي وفقد غالبية السوريين الأمل بالدخول إلى سوريا هذا العيد، رصد مراسل الحل نت، عدول العديد من اللاجئين عن التسجيل على إجازات العيد ولو أعيد افتتاح التسجيل عليها فيما بعد.

وخلال إعداد المادة، تواصلنا مع مديرة الاتصال في اللجنة السورية التركية المشتركة، إناس النجار، للحديث عن إجازات العيد، حيث قالت لـ “الحل نت”: “حسب ما وصلهم من إدارة الهجرة التركية، فلن يكون هناك تسجيل إجازات عيد فطر لهذه السنة للسوريين في تركيا”.

في السياق، أعلن معبر باب السلامة في تنويه نشر، أمس الأربعاء، أنه “انتهت المرحلة الأولى للإجازات والتي بدأت من تاريخ 16/4/2022 وحتى 20/4/2022 أما المرحلتين الثانية والثالثة فتوقفت حتى إشعار آخر.

ويأتي تنويع معبر باب السلامة بعدما دخل خلال المرحلة الأولى 3150 لاجئا إلى سوريا خلال الخمسة أيام الماضية، وفق بيانات المعبر.


واقتصرت “إجازات العيد” هذه السنة على معبري باب السلامة والراعي بينما لم يتم افتتاح المعابر الأخرى مثل تل أبيض وباب الهوى وباب جرابلس.

تصريحات استهدفت السوريين في تركيا

تزايدت التصريحات التي تناولت ملف اللاجئين السوريين في تركيا بينما صبّت جميعها حول عودتهم والتضييق على تواجدهم في تركيا.

وقال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، أمس الثلاثاء: إن “لديهم قيود بما يخص الذهاب للمناطق الآمنة شمال سوريا في هذا العيد والعيد المقبل” ولم يوضح الوزير ما هي طبيعة هذه القيود التي ستفرض على السوريين الذين دخلوا عبر إجازة العيد إلى سوريا.

في السياق، كرر كمال كليتشدار أوغلو وهو زعيم حزب الشعب الجمهوري “CHP” حديثه عن عودة اللاجئين السوريين، وقال أمس الأربعاء: “في حال استلموا السلطة سيرسلون السوريين إلى بلادهم وبإرادتهم الحرة، وسوف يأتون إلى تركيا كسائحين”.

وفي آخر ما تحدث عنه رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، قال: إن “ما قاله سليمان صويلو صحيح، وسوف نضمن أن المنازل المسبقة الصنع قد اكتملت وعند الانتهاء منها سنضمن عودة السوريين طواعية إلى بلادهم”.

سوويكاد ملف “اللاجئين السوريين” في تركيا وعودتهم إلى سوريا يصبح الشغل الشاغل للحكومة التركية من جهة والمعارضة من جهة أخرى في الوقت الذي يتخوف فيه اللاجئين من مصيرهم المجهول، بينما تتزايد هذه المخاوف بالتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات التركية وعودة تصدر ملف اللاجئين السوريين للواجهة من جديد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.