في معرض ارتفاع الأسعار المستمر في سوريا منذ مطلع العام الحالي، لم يبق أي سلعة في الأسواق لم تشملها الأسعار المرتفعة، لتزيد من سوء الوضع الاقتصادي للمواطنين في ظل الفقر وضعف القدرة الشرائية، ووصولها إلى أدنى مستوياتها.

البهارات في أسعار خيالية

يشهد سوق البزورية الأشهر في دمشق كسادا غير مسبوق، إذ أن حركة البيع والشراء شبه معدومة، على الرغم من أنه يعج بالناس، حيث يعتبر البزورية هو سوق التوابل والبهارات الرئيسي في دمشق، بينما تقلصت كميات البيع إلى 6 أضعاف، وفق مواقع محلية.

كما شهدت أسعار التوابل والبهارات قفزة كبيرة في أسواق دمشق، ما دفع الأهالي للجوء إلى شراء الأصناف بكميات قليلة لا تتجاوز “ربع أوقية”، أو حتى تحديد قيمة الشراء بمبلغ لا يتجاوز 2000 ليرة من أجل تجهيز الطبخة اليومية، مع ترك بعض الأنواع من قائمة المشتريات بعد أن أصبحت أسعارها تفوق القدرة الشرائية لهم.

ونقلت مواقع محلية، عن مواطنين ممن يرتادون الزورية، أنهم يذهبون لشراء ما يحتاجونه لاستخدام واحد فقط أو استخدامين، أي لطبخة يوم واحد، وهذا ما أدى لتحجيم المطبخ السوري المعروف بتنوعه.

ويركز المواطنون عند شراءالبهارات على الأساسيات منها، كالفلفل الأبيض، وبهارات الكبسة والماجي، فيما باتوا يشترون بشكل محدود جدا بعض البهارات ذات الحبة الكاملة كالهيل، والذي تباع الأوقية منه بنحو 20 ألف ليرة، ما أدى لاستبعاده من قائمة المشتريات لإفساح المجال للضروريات فقط.

وقد وصف تجار من سوق البزورية عمليات البيع والشراء بأنها صعبة جدا، مشيرين إلى أن هذه الفترة هي الأسوأ التي مرت على الأسواق خلال السنوات الماضية.

إقرأ:المجدرة والبرغل ببندورة.. أسعار كاوية للطبخات الشعبية في سوريا

ارتفاع أسعار البهارات انعكست على حلويات العيد

اعتاد السوريون مع اقتراب عيدي الفطر والأضحى على صناعة الحلويات التقليدية المنزلية كنوع من الاحتفال بهذه المناسبات، وخاصة المعمول بأنواعه، والكعك وغيرها.

ولكن ومع ارتفاع أسعار البهارات وبعض المواد الخاصة بهذه الحلويات، حدث تراجع لدى الكثير من السوريين لصناعة حلويات العيد، حيث بلغ كيلو الفستق الحلبي ما بين 50- 70 ألف ليرة، فيما وصل سعر كيلو الفستق السوداني إلى 10 آلاف ليرة حيث أصبح وجهة مناسبة للمواطنين.

و سجل سعر المحلب ارتفاعا كبيرا خلال الفترة السابقة، ووصل سعر الكيلو إلى 80 ألفا، بينما الأوقية تباع بـ20 ألفا، وهو سعر غير مسبوق.

وأما أسعار البهارات الأساسية، فقد اختلفت حسب نوعها، فالبهارات المشكلة تباع بـ25 ألف للكيلو، ويباع الفلفل الأسود بـ30 ألف للكيلو، وكذلك الفلفل الأبيض، بينما الفلفل الأحمر وصل إلى 20 ألف ليرة، وبيعت الأوقية من الكزبرة بـ 2000 ليرة.

قد يهمك:أسعار غير مسبوقة في الأسواق السورية منذ 30 عاما

ارتفاع أسعار أطباق الفقراء

لم يعد بإمكان الناس الحصول حتى على أبسط مقومات الحياة، وهي المواد الأساسية، كالحبوب والبقوليات والطحين، ما أدى لارتفاع تكلفة طبق المجدرة لخمسة أشخاص، إلى 12 ألف ليرة، حيث كانت المجدرة تعتبر طبق الفقراء نظرا لانخفاض تكلفة موادها.

فقد تجاوز سعر كيلو البرغل الـ 6000 ليرة، بينما وصل سعر كيلو العدس إلى 7000 ليرة، للعدس العادي والمجروش، فيما يبلغ سعر كيلو الحمص 6000 ليرة، أما الفول فقد بلغ سعر الكيلو 3500 ليرة، بينما وصل سعر كيلو الفريكة إلى 12000 ألف ليرة.

كما وصل سعر كيلو الأرز المعبأ ضمن أكياس إلى 8000 ليرة، والأرزالعادي بلغ مبيع الكيلو الواحد منه 4000 ليرة، بينما وصل سعر كيلو الفاصولياء البيضاء إلى 8500 ليرة، والفاصولياء الحمراء 8000 آلاف ليرة، والبازلاء 7000ليرة، بحسب متابعة “الحل نت”.

وتابع موقع “الحل نت”، الارتفاع المتسارع في الأسعار خلال الفترة الماضية، وخاصة بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم في مطلع الشهر الماضي، حيث فتح هذا القرارأبواب ارتفاع الأسعار في كل السلع الاستهلاكية، بما فيها الخضار والفواكه، إضافة إلى الحرب الروسية- الأوكرانية، وتداعياتها الاقتصادية على سوريا، وأبرزها ارتفاع الأسعار واحتكار البضائع.

إقرأ:“فضيحة اقتصادية”.. أسعار المواد الغذائية السورية في العراق أرخص من سوريا

وحسب مختصين، فإن شهر رمضان هو سبب مهم واعتيادي لزيادة الأسعار، حيث يزيد الطلب تلقائيا على المواد الغذائية، وخاصة الأساسية منها، حيث يشتكي المواطنون الآن من نقص وغلاء في الرز والسكر والزيت والبقوليات بأنواعها، فيما ليس هناك توقعات بانخفاض الأسعار في المرحلة المقبلة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.