مع اقتراب حلول عيد الفطر، غابت التحضيرات لدى العديد من اللاجئين السوريين في تركيا في ظل استمرار المعاناة من ارتفاع تكاليف المعيشة وقلة متوسط الأجور التي يتقاضونها لقاء أعمالهم من جهة ومنع “إجازات العيد” للسوريين مؤخرا من قبل السلطات التركية من جهة أخرى.

“لم نحضّر أي شيء” بهذه الكلمات، تجيب فاطمة وهي لاجئة سورية تقيم في هاتاي خلال حديثها مع “الحل نت” أثناء سؤالنا لها عن تحضيراتها مع عائلتها لعيد الفطر.

تضيف خلال الحديث، أن “الاحتياجات الأساسية كالألبسة والحلوى تحتاج لراتب شهر كامل، لهذا اقتصرت تحضيرات العيد عندنا على شراء بعض الألبسة للأطفال “.

وخلال التواصل مع عدد من اللاجئين السوريين في تركيا، يبدو أن التحضيرات كانت خجولة مع اقتراب حلول عيد الفطر، حيث اقتصر تحضير عائلات على كعك العيد وشراء بعض الألبسة للأطفال بينما آخرون لم يحضروا أي شيء.

يتزامن سوء الأحوال المعيشية للاجئين السوريين في تركيا خصوصا أن معظمهم يتقاضون أجورا متدنية مع ما أعلن عنه اتحاد النقابات العمالية في تركيا، أول أمس الخميس، حيث وصل حد الفقر لأسرة مكونة من أربعة أفراد إلى 17،340 ليرة تركية، بينما ارتفع حد الجوع إلى 5،323 ليرة تركية شهريا.

عيد غائب عن السوريين

شاءت الظروف والقرارات الحكومية التركية أن تحرم السوريين في البلاد من تحضيرات العيد، حيث أن البعض منهم كان يقرر قضاء العيد مع أهله في سوريا لكن قرار منع “إجازات العيد” حال دون ذلك.

تقول الحاجة خزنة وهي لاجئة سورية تقيم في ولاية قيصري وسط تركيا لـ “الحل نت“: إنها “أعادت حقائبها التي كانت قد حضّرتها أملا بالتسجيل وقضاء فترة العيد في سوريا، لكن قرار منع التسجيل على إجازات العيد حرمها من اللقاء بأقاربها الذين لم ترهم منذ ثلاث سنوات“.

وتضيف حول تحضيراتها للعيد، أنها لم تحضر مع عائلتها أية تحضيرات، فلا كعك العيد حاضر ولا الضيافة ولا حتى الألبسة الجديدة للأطفال.

وكحال الحاجة خزنة، يبدو الوضع مماثلا لدى أبو قصي وهو لاجئ سوري يقيم في غازي عنتاب، يقول لـ “الحل نت” في اتصال هاتفي: إنه “لم يفعل أي شيء حيال استقبال عيد الفطر، واصفا الوضع الاقتصادي لديه بالسيء جدا، فما يتقاضاه من أجور بالكاد يسد الاحتياجات الأساسية من إيجار وفواتير ومأكل ومشرب“.

ويكمل حديثه، أنه “مع مرور كل سنة على السوريين في تركيا يصبح الوضع أصعب فأصعب، وسط مخاوفه من الوصول لمرحلة لا يتمكن فيها من سد التزاماته المعيشية“.

رغم ذلك، رصد مراسل الحل نت في تركيا، ازدحاما كعادة كل سنة في مراكز التسوق والأسواق الواقعة في وسط مدينة غازي عنتاب بالتزامن مع اقتراب موعد عيد الفطر، فيما ارتفعت أسعار الألبسة والحلويات وغيرها بشكل ملحوظ مقارنة بالعام الماضي.

مجرد أيام ستمضي!

في الوقت الذي اقتصرت تحضيرات عيد الفطر لدى بعض العائلات السورية في تركيا على توفير بعض الاحتياجات، لم يفكر سوريون آخرون في التحضير لأيام العيد بل اعتبروها مجرد عطلة عن أعمالهم الشاقة.

من بين هؤلاء الشاب حذيفة الذي يعمل في مجال الإنشاءات في غازي عنتاب، حيث يقول لـ “الحل نت“: إن “أكثر ما يفكر فيه خلال فترة العيد هو نيل قسط من الراحة بعيدا عن عمله الشاق“.

ويتابع في إجابته عن تحضيرات العيد، أن العيد الحقيقي كان في سوريا من حيث الشعور بفرحة الناس في استقبال العيد وزيارة الأقارب والأصحاب، أما اليوم فالعيد مجرد عدّ أيام بالنسبة له.

وكحال حذيفة، هناك العديد من اللاجئين السوريين الذين التقيناهم خلال الأيام الماضية ولم يفكروا في التحضير لاستقبال العيد.

في المقابل، ورغم منع التسجيل على “إجازات العيد” من قبل رئاسة الهجرة التركية، إلا أن هناك لاجئون سوريون اضطروا لاتخاذ خيار العودة الطوعية بينما جاء خيار عودتهم بالتزامن مع اقتراب حلول العيد.

وكان رئيس دائرة الهجرة التركية، سافاش أونلو، قد قال، أول أمس الخميس، إنه “عاد 1200 لاجئ سوري إلى سوريا في الأسبوع الماضي بينما كان العدد 900 في الأسبوع الذي سبقه، متوقعا أن العودة الطوعية ستستمر في الفترة المقبلة“.

وبات لا يوجد أمام اللاجئين السوريين في تركيا سوى خيار “العودة النهائية” إلى سوريا وذلك عبر تسليم وثيقة “الكيملك” التي يحملونها من ثم ملء استمارة “العودة الطوعية” التي توفرها فروع رئاسة الهجرة التركية واختيار المعبر الحدودي الذي سيعود من خلاله بشكل نهائي إلى سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.