حالة من التدهور وعدم الاستقرار تسود محافظة السويداء، سواء اقتصاديا أم سياسيا أو أمنيا. وزادت التوترات وعدم الاستقرار بعد اندلاع الاحتجاجات مطلع شباط/فبراير الماضي بعد صدور قرار إلغاء الدعم الحكومي، وبالتالي زيادة حالات الفقر وتدهور الظروف المعيشية.

يعاني سكان السويداء ككل المحافظات السورية على مدى سنوات من التهديد الأمني ​​وتأثروا بالتدهور الاقتصادي الذي أفقر السوريين، وبالتالي تزايدت حالات العنف والانتحار والخطف بطريقة غير مسبوقة خلال الشهر الماضي في السويداء.

حيث تعرض 6 أشخاص للخطف والاحتجاز القسري، في محافظة السويداء، خلال شهر نيسان/أبريل الفائت، في حين قتل 16 مدنيا في نفس الشهر، من جراء حوادث عنف متفرقة وحالات انتحار.

حالات قتل بظروف مختلفة

شبكة “السويداء 24“، نشرت يوم أمس، تقريرا أشارت فيه إلى وقوع العديد من عمليات القتل وحوادث عنف متفرقة، إضافة إلى تعرض العديد منهم للخطف والاعتقال القسري، في ظروف مختلفة، خلال شهر نيسان/أبريل الماضي.

وقالت الشبكة المحلية، أن “جميع الضحايا المسجلين، من المدنيين، أربعة عشر ذكور، وطفلان: ذكر وأنثى”. كما وسجلت الشبكة مقتل تسعة من الضحايا، في ظروف غامضة، على أيدي مسلحين مجهولين، بينهم خمسة من أبناء عشائر السويداء، النازحة إلى درعا. كما سجلت مقتل شخصين في جرائم جنائية (خلافات شخصية، دوافع ثأرية).

كما ووثقت شبكة “السويداء 24″، خمس حالات “انتحار”، لمواطنين بأعمار مختلفة، تتراوح بين 55-16 عاما، وكانت طرق الانتحار مختلفة، بين الشنق، وتناول مواد سامة، وإطلاق النار. وترتبط حالات الانتحار بالضغوط النفسية والمعيشية في معظم الأحيان، بحسب تقرير الشبكة.

ومن بين الحوادث التي وثقتها شبكة “السويداء 24″، توفي يوم الأحد 24/4/2022، اليافع قيس فريد شرف، منتحرا، بعد أن تناول مادة سامة. وينحدر شرف من مدينة شهبا شمالي السويداء، وكان طالب مدرسة في المرحلة الثانوية.

قد يهمك: بيع الأعضاء في السويداء: هل تتغاضى حكومة دمشق عن تجارة بشر علنية على أراضيها؟

حالات الخطف

في سياق مواز، رصد شبكة “السويداء 24“، في شهر نيسان/أبريل الفائت، تعرض ستة مدنيين في محافظة السويداء، للخطف والاحتجاز القسري، بظروف مختلفة.

وأفادت الشبكة في تقريرها، أن جميع المخطوفين الذين وثقتهم، من المدنيين الذكور، بينهم طفل. وسجلت الشبكة، مسؤولية عصابات منظمة عن اختطاف شخصين، طمعا بالفدية المالية، أحدهما من السويداء، اختطف في حمص، والثاني من حلب، واختُطف في السويداء، ولا يزال مصيرهما مجهولا، حتى يوم إعداد التقرير.

كما سجلت الشبكة الإعلامية، مسؤولية فصيل مسلح (موالي) مدعوم من فرع المخابرات العسكرية السورية، عن اختطاف شخصين في حادثتين منفصلتين، الأول اشتباه خاطئ، وتم إطلاق سراحه في نفس اليوم، والثاني خطفته المجموعة، للضغط على شقيقه كي يسلمها نفسه، ثم أطلقت سراحه بعد عدة أيام.

كذلك كانت فصائل محلية مستقلة، مسؤولة عن خطف مدني واحد (طفل)، بعد ملاحقة والده واحتجازه بتهمة السرقة وترويج المخدرات، وقد تم إطلاق سراح الطفل، بعد أيام، بحسب توثيق الشبكة الإعلامية.

كما ورصدت الشبكة، اختفاء مواطن من أبناء المحافظة، في ظروف غامضة، عندما كان عائدا من دمشق إلى السويداء، ولا تتوفر أي معلومات عن مصيره حتى اليوم.

قد يهمك: تحركات سياسية في السويداء.. ما الذي ينتظر المحافظة؟

حالة من الفوضى

وبحسب تقارير صحفية سابقة، فمنذ تعيين نمير مخلوف محافظا للسويداء أواخر العام الماضي، شهدت المحافظة توترات وصدامات أمنية بين مجموعات محلية محسوبة لشعبة المخابرات العسكرية، وأجهزة تابعة لوزارة الداخلية السورية، مثل “الشرطة” و”قوات حفظ النظام” التي يبدو أن مخلوف حاول تفعيل دورها بعد وصوله إلى السويداء.

وبرز صراع خفي بين المخابرات العسكرية، والجهات التابعة لوزارة الداخلية، كانت معالمه واضحة عند هجوم جماعات أفرادها يحملون بطاقات شعبة المخابرات العسكرية السورية، على قيادة الشرطة مرتين متتاليتين خلال الأشهر الماضية.

كما وعمقت السياسة الأمنية التي تتبعها أجهزة المخابرات في محافظة السويداء، الحالة “الميليشياوية”، وساهمت في ترسيخ حالة الفلتان الأمني، حيث تفشت جرائم القتل والخطف وغيرها، وفقا لمواقع إعلامية.

في حين، دخل صراع الجماعات المسلحة في السويداء مرحلة جديدة، بعد ظهور جماعة جديدة، تطلق على نفسها اسم “المقاومة الشعبية”، ويؤكد معظم المتابعين أنها تتبع عمليا لإيران.

هذا ويبدو أن هذه الجماعة قد دخلت في اصطدام مع قوة مكافحة الإرهاب، التابعة لحزب اللواء السوري، الذي يعتبر مواليا للولايات المتحدة. إذ تقوم الجماعتان حاليا بعمليات اغتيال وخطف متبادل، وتسلّم “المقاومة الشعبية” المخطوفين للأجهزة الأمنية السورية، فيما سلمت قوة مكافحة الإرهاب بعض من اختطفتهم لقاعدة “التنف” الأميركية في البادية السورية.

ووسط صراع الجماعات المسلحة في السويداء يعاني ما يزيد عن ثلاثمئة ألف مواطن في المحافظة الجنوبية من تبعات الفوضى الأمنية والحوادث الدموية، منتظرين توضّح الأمور، والمآلات التي سينتهي إليها صراع العصابات في الجنوب السوري، وفقا لتقرير سابق لموقع “الحل نت”.

قد يهمك: الصراع المسلح في السويداء: الحرب ضد “اللصوص الصغار” تشعل المحافظة الجنوبية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.