رغم أن القطاع الصحي في سوريا يواجه خطر الانهيار، تشهد البلاد ازدهارا في قطاع التجميل خلال السنوات الماضية، حتى وصل الأمر إلى تضاعف أعداد الأطباء المتخصصين في التجميل على حساب الاختصاصات الأخرى التي أصبحت نادرة.

زيادة الإقبال

الطبيب نبوغ العوا في دمشق، كشف عن ارتفاع نسبة عمليات التجميل خلال السنوات العشرة الماضية، مشيرا إلى ارتفاع عدد مراكز التجميل والأطباء العاملين في هذا المجال.

وأشار العوا خلال لقاء عبر إذاعة “شام إف إم” إلى لجوء الشبان إلى جانب الفتيات مؤخرا لعمليات التجميل، في تطور لافت خلال السنوات الماضية، وأضاف: “في السابق كان الشبان يخجلون من اللجوء إلى عمليات التجميل، أم الآن أصبحوا لا يخجلون من ذلك، وبالطبع هذا ليس معيب“.

واعتبر الطبيب خلال حديثه أن : “هناك تشويه للجمال في مجتماعاتنا حيث تجرى عمليات بشكل مبالغ به، وخاصة في ظل لجوء الناس إلى الأطباء الأقل كلفة، والذين يستخدمون مواد أقل جودة ولا يملكون خبرة كافية“.

وأوضح العوا أن: “أكثر العمليات رواجا هي تجميل الأنف بالمرتبة الأولى، تليها الفيلر والبوتوكس، مشيرا إلى أن المشافي الخاصة قادرة بشكل مستمر على تأمين المواد لأنها تحصل على أضعاف قيمتها من العمليات التي تجريها.

قد يهمك: سوريا “تستورد” أطباء من الخارج لعدم وجود البدائل

وتتضاعف أعداد الأطباء المتخصصين في التجميل على حساب الاختصاصات الأخرى، حتى أن بعضها أصبحت من النوادر في سوريا، ومنها التخدير والصدرية والجراحة الصدرية والأطباء العصبية والجراحة العصبية.

وأكدت نقابة الأطباء في سوريا، أن الرغبة لدى الأطباء في العامين الأخيرين في الاختصاص بأمور التجميل طغت على أي اختصاص“.

قطاع الصحة في خطر

ويشهد القطاع الطبي الحكومي في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أوضاعا سيئة، تتمثل بـ“الإهمال في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى“.

وبات الذهاب إلى عيادات الأطباء في سوريا هما كبيرا يؤرق الكثير من السوريين، في ظل الأجور المرتفعة التي يحددها كل طبيب مهما كان اختصاصه، إلى جانب ارتفاع أسعار الطبابة والعلاج في المستشفيات بالتوازي مع تضاعف أسعار الأدوية خلال الآونة الأخيرة.

ويشتكي الأهالي في سوريا من تقاضي الأطباء على المعاينات مبالغ كبيرة، تصل أحيانا إلى قرابة 50 ألفا، فيما طالب البعض بضرورة ضبط هذا الأمر ومراقبة الكشف الطبي حتى يكون عادلا للمريض والطبيب في نفس الوقت.

في حين يرى الأطباء أن الأجور التي يتقاضونها لا تتناسب مع عملهم، ما تسبب بظهور ظاهرة هجرة الأطباء إلى خارج البلاد مؤخرا.

وسبق وأن نقل “الحل نت“، عن الطبيب السوري ماهر الزعبي، المدير الإداري ومسؤول التواصل في مشفى الجيزة بدرعا، إلى أن البيانات المتعلقة بأزمة الهجرة في سوريا تقدر بأن حوالي أكثر من 25 ألف طبيب غادروا البلاد منذ بداية الأزمة في عام 2011.

وفي هذا السياق، تعد هجرة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم من الملفات المهمة التي تحتاج إلى حلول بعد تزايدها خلال الأونة الأخيرة، و المؤسف أن نزيف الهجرة لم يتوقف حتى الآن، بل تضاعف، ولم تعد هجرة الأطباء مقتصرة على الدول العربية، و لا على كبار الأطباء، بل بدأت الهجرة إلى بلدان أوروبية في ظل العديد من الإغراءات العلمية والمادية، حسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية.

اقرأ أيضا: حل جديد قديم لارتفاع الأسعار في سوريا.. هل ينجح؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.