تزداد معاناة المواطنين في سوريا مع بداية كل فصل من فصول السنة. إذ مع بدء فصل الشتاء البارد، يحتار السوريون كيفية تدبير وسائل التدفئة لهم، وفي فصل الصيف الحار وخاصة في المناطق الشرقية التي تشتهر بدرجات حرارة عالية، يرتبكون أيضا حول كيفية تدبير أمورهم لحمايتهم من درجات الحرارة العالية خلال الصيف.

وارتفعت درجات الحرارة في عموم المحافظات السورية، إذ وصلت خلال هذه الفترة في العاصمة دمشق إلى 31 درجة مئوية، ويبدو أن سوريا ستشهد صيفا حارا آخر، حيث تشير التنبؤات المتعلقة بالأحوال الجوية في البلاد إلى أن سوريا مع موعد صيفي طويل وحار مثل العام الماضي 2021، وقد يمتد ليغطي فصل الخريف المقبل، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

رغم شحّ الكهرباء، فإن ذلك لا يثني السوريين عن شراء أدوات التكييف من “المكيفات المائية والمراوح” مع ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف، وتشير تقارير صحفية إلى أن أسعار المكيفات والمراوح قد ارتفعت إلى مستويات غير مسبوقة.

أسعار كاوية لـ”المكيفات”

ضمن هذا السياق، فقد تراوح أسعار المكيفات في سوريا اليوم من 1.5 مليون ليرة سورية حتى 6 ملايين ليرة، بحسب الجودة والنوع وحجم التبريد، في الوقت الذي وصلت فيه أسعار المراوح إلى 350 ألف ليرة، وفق تقرير لموقع “تلفزيون سوريا”.

وأشار الموقع في تقريره، إلى أن “المكيفات لم تحافظ على أسعارها بل ارتفعت بنسبة 50 إلى 100 بالمئة بحسب نوعيتها، إلى جانب أجرة تركيبها ونقلها التي تختلف من مكان إلى آخر”.

ووفق الموقع السوري، قال أبو وسام العاني، الذي يعمل في مجال تركيب المكيفات في حي كفرسوسة بدمشق، إن التضخم الحاصل في مناطق سيطرة الحكومة السورية شمل أسعار المكيفات، حيث ارتفعت إلى مليون ونصف مليون ليرة سورية لأقل حجم بحجم نصف طن تبريد، ومع زيادة كل طن تبريد يزيد سعره.

وأردف العاني، أن الأسعار تختلف بحسب النوعية، حيث يكثر الطلب على مكيفات الواحد طن في البيوت الصغيرة، والـ 2 طن في البيوت الأكبر حجما، والتي تتراوح أسعارها بين 3 ملايين و4 ملايين ليرة “هنديكو” أو “ريفيرا” أو “صقر”، وقد تزيد إن كانت من أنواع “سامسونج أو هاي لايف أو إلـ جي” إلى 5 أو 6 ملايين ليرة.

وتابع في حديثه أن “الطلب على المكيفات في أحياء كفرسوسة والمزة والمجتهد قد بدأت مع ارتفاع درجات الحرارة، ولكن الناس تنفر أحيانا من ارتفاع الأسعار، وتبحث عن المكيفات الأرخص أو حتى المستعملة”.

أما بالنسبة لأسعار المراوح في دمشق، فقد ارتفعت أسعارها أيضا متجاوزة الـ 100 بالمئة حيث الإقبال عليها أكثر من المكيفات باعتبارها أرخص سعرا، وتكلفة تصليحها كذلك.

وبحسب رصد الموقع الإخباري، إن أسعار المراوح تبدأ من 150 ألف ليرة سورية للأنواع الصينية، وترتفع حتى 250 ألف ليرة وصولا إلى 350 ألف ليرة، بحسب نوعيتها وقوة محركها.

قد يهمك: ارتفاع الأسعار يطال تجارة قوالب الثلج في المناطق الحارة بسوريا

المستعمل كحل بديل

وسط ارتفاع أسعار المكيفات، يبحث الزبائن عن البدائل المناسبة في أسواق المستعمل، حيث ازدهرت تجارة المستعمل إلى أعلى درجة في دمشق، خصوصا مع وجود كفالة بين 6 أشهر وسنة بحسب جودة الجهاز وإعادة تأهيله.

وأشار تقرير الموقع الإخباري إلى أن “أسعار المكيفات المستعملة تبدأ بـ 500 ألف ليرة سورية للطن الواحد، و 750 ألف ليرة للطن ونصف، إلا أنه راكب ومكفول، كما أن أسعار الصيانة زادت بنسب 25 بالمئة لا أكثر في محاولة لجذب الزبائن، حيث وصلت كلفة تعبئة الغاز إلى 110 آلاف ليرة، وفتح بواري المكيف المسدودة بـ 125 ألف ليرة، أما لحام النحاس مع تعبئة غاز فبـ 175 ألف ليرة، أما لحام الألمنيوم فبـ 140 ألف ليرة”.

“قوالب الثلج” بديلا أيضا

يزداد معاناة المواطنين في سوريا وخاصة في المناطق الشرقية، التي تشتهر بدرجات حرارة عالية، وبعيدا عن ارتفاع الأسعار من جميع الجهات، فقد يتجه عادة بعض التجار باستغلال حرارة فصل الصيف وانقطاع التيار الكهربائي وشحّ المياه، إلى رفع سعر “قوالب الثلج”، التي هي عبارة عن قوالب ثلج مستطيلة وتُباع ضمن سيارات متنقلة في الأحياء السكنية أو ضمن الأسواق الشعبية.

وأفاد موقع “أثر برس” المحلي، في تقرير له، منتصف الشهر الفائت، أن موسم تجارة قوالب الثلج في مناطق “شرق الفرات” قد بدأ، وأنه في ريف محافظة دير الزور، وصل سعر قوالب الثلج إلى 5000 ليرة سورية للقالب الواحد فقط.
وكشفت مصادر محلية للموقع الإعلامي، أن التجار بدأوا الموسم بأسعار مرتفعة، ما يشير إلى احتمال وصول قالب الثلج إلى ضعف السعر الحالي مع اشتداد درجات الحرارة في المنطقة الشرقية.

حيث يتجه سكان المحافظات الشرقية في فصل الصيف عادة إلى شراء قوالب الثلج لخلطها بالماء العادي لتصبح قابلة للشرب وسط الأجواء الحرارية العالية وفي ظل انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة وكذلك شحّ المياه في جميع أنحاء المنطقة الشرقية ولأسباب تتعلق بالصراع السوري منذ سنوات عديدة.

“صيف حار”

كشفت قناة “الخبر” المحلية، نقلا عن مدير الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري، أواخر الشهر الفائت، “بالنسبة لصيف 2022 بشكل عام، لا يمكننا التنبؤ بموسم الصيف ووصفه بالأكثر حرارة، لأنه تنبؤ طويل المدى، وستكون تنبؤاته غير صحيحة، ولا يمكن لأي جهة التوقع بحرارة الصيف، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي يشهدها العالم بأكمله”.

وأردف العصيري للتلفزيون المحلي، وقتذاك “إلا أن هناك ملامح ودلالات من خلال بعض المؤشرات، كتلك المرتبطة بنسبة غاز ثاني أكسيد الكربون والميتان المنطلق بالجو، إضافة إلى ما شهده شهر نيسان/أبريل الفائت من ارتفاعات في الحرارة، بالرغم من أنه من أشهر الربيع، والتقلّبات المناخية الحادة والسريعة خلاله، إلا أننا لا نشعر بحرارته مثل فصل الصيف لانخفاض الرطوبة خلال الربيع مقارنة بالصيف، وبالتالي نلاحظ استمرار درجات الحرارة بالارتفاع، ما يدفعنا للتوقع أن عام 2022 ذو صيف حار”.

قد يهمك: صيف حار جداً ينتظر سوريا في 2022

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.