أثار موجة كبيرة من السخرية في مواقع “التواصل الاجتماعي” في العراق، نتيجة تصريحاته التي لم يتقبلها أي أحد، فمن هو وما الذي صرّح به ليثير كل تلك الموجة؟

هو مدير دائرة “البستنة والغابات” في العراق، حاتم كريم، الذي تحدّث في لقاء تلفزيوني مع قناة “الشرقية” المحلية، عن مشكلة التصحر والجفاف والتغير المناخي الذي تواجهه البلاد.

عند استفساره عن مشكلة يواجهها العراق تتمثل بجفاف نهري دجلة والفرات، قال لا داعي للقلق، فالإمارات بلا نهر وبلا مياه جوفية ولم تواجه أي مشكلة، لذا فإن الجفاف إن حصل لن يؤثر على البلاد، بحسبه.

وعن كيفية مواجهة مشكلة التصحر والجفاف، أجاب كريم أن هناك مئات الحلول، منها “صلاة الاستسقاء” والتوجه إلى الله، على حد تعبيره، الأمر الذي أثار غضب رواد مواقع “التواصل الاجتماعي” في العراق.

وعبّر كثير من المدونين، عن امتعاضهم من وجود هكذا شخصيات في دوائر الدولة وهم لا يفقهون شيئا، بحسبهم، وطالبوا بضرورة إيجاد حلول واقعية لمواجهة أزمة التغير المناخي.

69 بالمئة أراض متدهورة

مؤخرا، خيّم الغبار وانعدام الرؤية على العراق وعدة دول أخرى في المنطقة بشكل متكرر، في ظاهرة مترابطة يعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلّة الأمطار والتصحّر.

وشهد العراق تسجيل 122 عاصفة ترابية خلال 283 يوما في سنة واحدة. ومن المتوقع أن تسجّل البلاد في السنوات المقبلة 300 يوم مغبر في كل سنة، حسب وزارة البيئة العراقية.

وفق منظمة “حماة دجلة”، فإن التصحر واستمرار زيادة الأراضي المتصحرة والجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وقلة التشجير مع عدم وجود حزام أخضر، هي من أهم الأسباب التي تؤدي لحدوث العواصف الرملية.

كدليل على ذلك، بلغت نسبة مساحة الغابات الطبيعية والاصطناعية 1.6 بالمئة فقط من مساحة العراق الكاملة، حسب إحصائية أعدّها “الجهاز المركزي للإحصاء”، في عام 2020.

الإحصائية ذاتها، أكدت أن 69 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي متدهورة؛ لأن 15.6 بالمئة منها هي أراضي متصحرة و53.9 بالمئة هي أراضي مهدّدة بالتصحر.

ما الذي يحتاجه العراق؟

يحتاج العراق إلى 14 مليار شجرة لإحياء المناطق التي تعاني من التصحر، والحفاظ على بيئته من التغيرات المناخية، وفق وزارة الزراعة العراقية.

تهاون الحكومة مع من يحولون الأراضي الزراعية إلى مجمعات سكنية سبب آخر وراء التغير المناخي؛ إذ فقد العراق 60 بالمئة من الأراضي المزروعة والصالحة للزراعة، نتيجة التجريف والتجاوزات، حسب وزير البيئة حسن الفلاحي.

ولا يقتصر التغير المناخي في العراق على التصحر وحصول العواصف الترابية فقط، بل يعاني من شح المياه أيضا.

وستعاني البلاد من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035، على حد قول رئيس الجمهورية برهم صالح في تصريح صحفي بوقت سابق.

العجز المائي الذي تحدّث عنه صالح، هو بسبب تراجع مناسيب مياه دجلة والفرات والتبخر بمياه السدود وعدم تحديث طرق الري، وفق وزارة الموارد المائية العراقية.

يجدر بالذكر، أن العراق يصنّف الأول عالميا بالتغيرات المناخية مما ينذر بجفاف كبير، ويعد من أكثر البلدان تضررا من ناحية شح المياه والأمن الغذائي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.