تتفاقم أزمة المواصلات في سوريا، تزامنا مع استمرار ارتفاع أسعار المحروقات، وفشل الجهات الحكومية بضبط عمل سائقي وسائط النقل العام خاصة في دمشق، حيث يعزف السائقون عن العمل بسبب ارتفاع التكاليف ليتجهوا إلى بيع مخصصاتهم من المحروقات والعمل بمهنة أخرى.

حكومة دمشق اتخذت مؤخرا العديد من الإجراءات لضبط عمل السائقين، أبرزها “سحب البطاقات الذكية” للمخالفين، إلا أن تلك الإجراءات لم تحلّ مشكلة الازدحام على وسائل النقل التي ازدادت في دمشق.

فوضى على خطوط النقل

عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في ريف دمشق عامر الخلف، أكد استمرار عملية مخالفة وسائل النقل التي تتهرب من العمل، على على 340 خط نقل في المحافظة.

وأوضح خلف في تصريحات لموقع “هاشتاغ سوريا” المحلي الثلاثاء، أن الجهات المعنية أوقفت نحو 2000 بطاقة من بطاقات السائقين منذ بداية العام الجاري، في حين يصل العدد الإجمالي للمركبات في ريف دمشق إلى 8800 وسيلة نقل.

حيث يتم إعادة البطاقة المخالفة لصاحبها بعد انتهاء مدة المخالفة، والتشديد على مراقبتها، منعا لتكرار المخالفة.

قد يهمك: في ظل غياب الكهرباء بسوريا.. الغسالة والمروحة بمليونين ليرة

واشار خلف إلى توقيف بطاقة الآلية المخالفة فترة تتراوح من 10 إلى 15 يوما، ثم يتم إعادة البطاقة المخالفة لصاحبها، والتشديد على مراقبتها، منعا لتكرار المخالفة.

وكان أعضاء في المكتب التنفيذي لقطاع المواصلات في دمشق، دعوا إلى تركيب أجهزة جي بي إس لضمان استمرار عمل وسائط النقل ضمن خطوطها.

أسباب ترك السائقين لعملهم

ويعزف العديد من سائقي مركبات النقل عن العمل ضمن خطوطهم، وذلك بسبب ما يقولون إنها قرارات جائرة من قبل الحكومة.

ويؤكد السائقون أنهم يضطرون لإيجاد أعمال إضافية، إلى جانب عملهم في بعض خطوط النقل، وذلك لتحقيق دخل أعلى، بسبب تدني مستوى أجرهم في خطوط النقل.

وأكد محمد العلي (اسم مستعار لسائق باص نقل في دمشق) في تصريحات سابقة لـ“الحل نت” أنه يعمل على خط قدسيا 8 ساعات يوميا، إلا أنه لا يحصل على أجر يكفي عائلته، فيضطر للعمل مع مؤسسة لنقل موظفيها يوميا.

وأشار إلى أن إجراءات المحافظة دائما ما تهدف إلى التضييق على السائقين، وعدم تشجيعهم على العمل بشكل نظامي، بسبب القرارات المجحفة، فضلا عن الارتفاع المستمر لأسعار المحروقات.

ما سبق يأتي تزامنا مع ارتفاع تعرفة أجور المواصلات الناتجة، عن ارتفاع أسعار المحروقات وانخفاض أعداد وسائل النقل في المدينة.

وتجدر الإشارة إلى أن أزمة المحروقات عادت مؤخرا إلى المدن الرئيسية في سوريا، حيث شهدت بعض المحطات في دمشق، أزمة كبيرة في تأمين مادتي المازوت والبنزين، ما خلق “أزمة نقل خانقة خلال لأيام الأخيرة، وسط انتظار السائقين لعشر ساعات ليحصلوا على البنزين بالسعر الحر“.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

قد يهمك: سوريا.. سمكة عملاقة نادرة تُباع بـ50 ألف ليرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.