يعاني السوريون من موجات الحر في فصل الصيف، كما موجات الصقيع في الشتاء نتيجة عدم قدرتهم على تشغيل وسائل التدفئة والتكييف وأجهزة التبريد، في ظل غياب الكهرباء لساعات طويلة عن المحافظات السورية بدعوى “التقنين” الذي يصل إلى 20 ساعة يوميا.

ورغم غياب الكهرباء ونتيجة التضخم وارتفاع أسعار السلع والخدمات، شهدت أسعار الأدوات الكهربائية ارتفاعا كبيرا مع دخول فصل الصيف وارتفاع تكاليف الاستيراد والنقل، فضلا عن انهيار قيمة العملة المحلية.

ارتفاع بنسبة ألف بالمئة

صحيفة “تشرين” المحلية، أكدت أن: “بعض أنواع الكهربائيات ارتفعت  إلى ما يتراوح بين 600 و1000% نتيجة ارتباطها بالقطع الأجنبي لكون معظمها مستوردا من الخارج بعدما توقفت أغلب المعامل المحلية، فقد رافقت هذه الأدوات الدولار في ارتفاعه“.

ونقلت الصحيفة الإثنين عن أحد التجار بدمشق قوله إن: ” ارتفاع الأسعار متعلق بعدة حلقات متسلسلة، منها ارتفاع الأسعار عالمياً وقلة الأدوات في السوق وارتفاع تكاليف النقل، كل هذا انعكس على أسعار الكهربائيات“.

قد يهمك: سوريا.. سمكة عملاقة نادرة تُباع بـ50 ألف ليرة

وأكدت الصحيفة أن إقبال السوريين على شراء الأدوات الكهربائية تراجع مؤخرا، بسبب غياب التيار الكهربائي بشكل شبه تام، في حين اتجه البعض إلى شراء الأدوات التي تعمل على البطارية نظراً لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة وخاصة في الفترات النهارية، حيث تبدأ الأسعار من 100 ألف ليرة لتتجاوز المليون حسب الأنواع والأحجام والاستطاعة سواء لبطارية خارجية أم داخلية لكل غرض.

وتلجأ بعض العائلات إلى إصلاح وإعادة تأهيل الأدوات الكهربائي القديمة، لتشغيلها مجددا، بسبب عدم قدرتهم على تجديدها وشراء أدوات جديدة، كل ذلك أفضى إلى تنشيط سوق لبيع الأدوات الكهربائية المستعملة في كل محافظة على حدى.

الأسعار في سوريا

وتقول صحيفة “تشرين” إن: ” أسعار البرادات تبدأ من مليون ونصف المليون إلى 7 ملايين ليرة، وأسعار الغسالات من مليون ونصف المليون إلى 3 ملايين و نصف المليون ليرة“.

في حين تتراوح أسعار المراوح بين 250- 500 ألف ليرة والمكيفات تبدأ من مليون إلى مليونين ونصف المليون.

أما سعر الخلاط الكهربائي فيبدأ من 122 ألفا وصولا إلى 157 ألفا، وفرّامة لحمة 175 ألفا ، و عصارة الليمون 56 ألفا ، ومطحنة بن 70 ألفا، وعصارة جزر 220 ألفا، ومكنسة كهربائية نوع الحافظ 270 ألفا، في حين يبدأ سعر شاشة تلفاز من مليون ونصف المليون إلى 4 ملايين ليرة.

مدير الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس نضال مقصود، أكد في تصريحه لـ“تشرين” أن: “نسب الأرباح النافذة هي وفق التكلفة الفعلية ويتم ختمها من الوزارة، وفي حال ورود أي شكوى تتم العودة للتكلفة الفعلية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالف“.

وأشار مقصود، إلى أن نسبة الأرباح المسموح بها للأدوات الكهربائية 20 بالمئة للمنتج وبائع الجملة، و15 بالمئة لبائع المفرق ولكن نتيجة التضخم الحاصل في الأسواق بأسعار المواد والتكاليف تقوم الوزارة حالياً بإعادة النظر بنسبة الأرباح للعديد من المواد ومنها الأدوات الكهربائية

قطاع الطاقة يحتاج إلى مليارات

يشار إلى أن وزارة الكهرباء السورية قدرت في العام 2021 تكلفة إعادة بناء الإنتاج والنقل في القطاع بـ 2.4 مليار دولار، إذ وصل تقنين الكهرباء في سوريا، خلال العام ذاته إلى عشر ساعات لكل ساعة أو نصف ساعة من الكهرباء.

الجدير ذكره أن، الحرب أدت إلى تعرض 4 محطات من أصل 14 محطة لأضرار جسيمة، أي ما نسبته 18 بالمئة من استطاعة الدولة.

وعليه ستبقى مناطق الحكومة السورية في المستقبل القريب في تدبر أمرها، كما ستواجه مصاعب في كيفية الحصول على ما يكفي من الوقود لتشغيل محطات الطاقة التي تديرها، وستواصل ترقيع شبكة الكهرباء، بما أن داعمي الحكومة يرفضون الاستثمار بشكل مكثف في دعم الشبكة.

وكانت وزارة الكهرباء في حكومة دمشق، أقرت مطلع شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، رفع أسعار الكهرباء في سوريا، شاملة جميع فئات الاستهلاك.

اقرأ أيضا: “دفتر يومية” لمواجهة الأزمات الاقتصادية بسوريا.. ما القصة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.