تشكل قضية الحصول على جواز سفر بالنسبة للمواطن السوري، هاجسا مستمرا منذ سنوات، مقيما داخل سوريا، أو في دول اللجوء، الأمر الذي شكل بيئة مناسبة للبعض من أجل استغلال السوريين الباحثين على أي طريقة للحصول على وثيقة السفر.

ابتزاز ونصب

وزارة الداخلية السورية، كشفت الثلاثاء عن صفحة وهمية يتم إدارتها عبر موقع “فيسبوك“، لاستدراج المواطنين الراغبين بالحصول على جواز سفر، وذلك بهدف تنفيذ عمليات نصب وابتزاز مقابل وعود تتعلق بحصولهم على جواز السفر.

وقالت وزارة الداخلية في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية: “صفحة وهمية على فيسبوك باسم “جاهد العلي“، تستدرج المواطنين الراغبين باستخراج جوازات سفر وقسم الشرطة يلقي القبض على صاحب الصفحة“.

وبحسب بيان الداخلية فإن اكتشاف الصفحة الوهمية، جاء بعد ادعاء تقدمت به إمرأة إلى قسم شرطة “القصاع” في العاصمة دمشق، حيث تعرضت إلى عملية احتيال بواسطة الصفحة الوهمية.

وتابع البيان في تفاصيل الحادثة: “تعرضت السيدة لعملية ابتزاز مادي من قبل شخص وهو صاحب الصفحة المذكورة، إذ قام بالنصب والاحتيال عليها وأخذ منها مبلغ مالي وقدره  ثلاثة ملايين ليرة، وقطعة من الذهب وزنها 21 جرام عيار 21، وذلك بحجة استخراج جواز سفر لها ولصديقتها“.

ورغم إطلاق حكومة دمشق للعديد من الوعود لحل الأزمة، ما يزال أمر الحصول على وثيقة السفر بالنسبة للسوريين، بالغ الصعوبة في ظل تعقيدات حجز الدور والازدحام في المؤسسات المعنية.

أزمة حجز المواعيد

وقبل أيام تصدرت أزمة الجوازات حديث السوريين في مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد “عطل تقني” أصاب منصة الحجز الإلكترونية، الخاصة بمنح مواعيد للحصول على جوازات السفر في سوريا.

وتداول السوريون عبر الإنترنت، صورا لمحاولاتهم الحجز عبر المنصة الإلكترونية، مؤكدين أن مواعيد الحجز لم تكن منطقية، بسبب المواعيد البعيدة جدا، فيما حصل بعضهم على مواعيد فائتة أصلا وغير صالحة.

قد يهمك: الاتحاد الأوروبي يرفع عقوباته عن 3 سوريين.. تعرف إليهم

وحصل أحد السوريين على موعد فائت للحصول على جواز سفر، حيث كان تاريخ الموعد عام 1969، فيما حصل الكثيرون على مواعيد بعد عامين أو ثلاثة أعوام من الآن، فوصلت مواعيد الحجز إلى عام 2025.

وأنشأت حكومة دمشق قبل أشهر منصة جديدة للتسجيل و الحصول على جوازات السفر داخل القطر وخارجه برسوم حددتها دائرة الهجرة والجوازات.

وبلغت رسوم جواز السفر العادي للمواطنين داخل القطر 50 الف ليرة سورية، و يحتاج حجز دور على منصة حجوزات جوازات السفر ثم التوجه لدوائر الهجرة والجوازات لتقديم الطلب في الموعد المحدد.

وحددت الحكومة السورية رسوم جواز السفر الفوري للمواطنين داخل القطر 102000 ليرة سورية .

 وحددت دمشق رسوم جواز السفر للمقيمين خارج القطر و الذين يرغبون بتجديد جوازاتهم عن طريق ذويهم المقيمين داخل القطر بمبلغ 300 دولار رسوم جواز السفر العادي للمغتربين خارج القطر و800 دولار للجواز المستعجل خارج القطر.

وبعد نحو ثلاثة أشهر من بدء عمل البوابة، اشتكى معظم السوريين من “استحالة” حجز الموعد، واعتبرها كثير منهم بوابة للسرقة، بينما قال آخرون إنها عقبة يضعها النظام السوري لإيقاف الهجرة المتزايدة.

الجواز السوري الأسوأ

ويحتل جواز السفر السوري المرتبة الثالثة بين أسوأ عشرة جوازات في العالم، وفق مؤشر “هينلي لجوازات السفر” للربع الأول من العام الحالي، إذ يُسمح لحامليه بدخول 29 دولة فقط دون الحاجة لاستخراج تأشيرة دخول.

كما تستمر أزمة الحصول على جواز السفر داخل سوريا، وفي معظم السفارات السورية حول العالم، ما يدفع العديد من السوريين للاستغناء عن جواز السفر في حال استطاعوا ذلك، بينما يُجبر كثيرون على دفع مبالغ طائلة مقابل استخراج الجواز، أو تجديده.

اقرأ أيضا: ازدياد أزمة المواصلات في سوريا.. ما علاقة السائقين؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.