قال مسؤول في مخيم نوروز بريف ديرك (المالكية)، أقصى شمال شرقي سوريا، الأربعاء، إنه وصل عدد المهجرين من ريفي تل تمر وزركان (أبور اسين)، شمال الحسكة، إلى نحو 500 شخص، جراء القصف التركي وفصائل المعارضة المسلحة الموالية لها، خلال شهر أيار/مايو الفائت.

وقال نديم عمر، مسؤول العلاقات في مخيم نوروز، لموقع “الحل نت”، إن 65 عائلة تضم 447 شخصا من نازحي أبو راسين وريف تل تمر، وصلت خلال الشهر الفائت، إلى مخيم نوروز، فروا من القصف التركي على القرى المحاذية لمناطق سيطرة تركيا والفصائل المسلحة، في ريف سري كانيه (رأس العين) شمال الحسكة.

وأضاف مسؤول العلاقات في المخيم، أنه بلغ عدد العائلات القادمة من تل تمر وأبو راسين وريفيهما، نحو 1035 عائلة، تضم نحو 5594 شخصا، عبر دفعات، منذ الصيف الماضي.

وفي 26 من أغسطس/آب 2021، وصلت أكثر من 500 عائلة تضم نحو 2200 شخص من ريف الحسكة الشمالي، إلى مخيم نوروز بريف ديرك (المالكية)، شرقي الحسكة، وذلك بعد نحو أسبوعين من استمرار قصف القوات التركيّة وفصائل “الجيش الوطني” الموالي لها على المنطقة.

وأشار مسؤول المخيم، آنذاك، إلى أن غالبية العائلات هي بالأصل نازحة من منطقة سري كانيه (رأس العين) وكانت قد استقرت منذ العام 2019 في بلدتي تل تمر وأبو راسين وريفيهما.

ونوه مسؤول مخيم نوروز، إلى أن المخيم يسع نحو 1700 عائلة، في حين أن نحو 200 عائلة دون مساعدات منذ 3 أشهر، في ظل تأخر  المنظمات الإنسانية بتقديم الخدمات من خيم وفراش على حد وصفه.

قصف عنيف

وتشهد القرى الآهلة بالسكان في ريف “تل تمر” و”أبو راسين” شمالي الحسكة، منذ أكثر من أسبوعين قصفا عنيفا بالمدفعية التركية وفصائل “الجيش الوطني” الموالية لأنقرة.

وفي 27 أيار/مايو الفائت، استهدفت المدفعية التركية بأكثر من 320 قذيفة لا على التعيين منازل المدنيين والمؤسسات الطبية في مركز بلدة زركان التي تأوي أكثر من 7 آلاف مدني، وفقا للمركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

وقال المركز الإعلامي في “قسد” خلال بيان، إن القصف العشوائي التركي المتواصل ضد المناطق المأهولة بالمدنيين حوّل المنطقة إلى ساحة حرب حقيقية ويأتي في إطار سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها تركيا بحق أهالي المنطقة. ويؤكد النزعة التركية في عدم التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وخاصة في ظل الاستخدام المتعمّد للأساليب العسكرية والأسلحة بعيدة المدى التي لا يتناسب استخدامها ضد المناطق المأهولة بالمدنيين.

يذكر أن الجيش التركي يستهدف القرى الواقعة في ريف الحسكة بشكل شبه يومي، لا سيما في الآونة الأخيرة، بعد التهديدات التركية بعملية عسكرية جديدة شمال سوريا، حيث تصاعدت وتيرة القصف منذ مطلع شهر أيار الفائت، وذلك على الرغم من توقيع “أنقرة” اتفاقا لوقف إطلاق النار مع “موسكو” شرق الفرات منذ العام 2019، فيما يدفع المدنيون حياتهم ثمن التصعيد التركي.

لا توافق دولي

فيما استبعد خبير عسكري سوري، أي توافق دولي لعملية تركية جديدة في الشمال السوري، مؤكدا أن لا تحشدات عسكرية على الأرض، وأن تركيا تسعى من خلالها الحصول على مكاسب وتفاهمات سياسية في الخارج والداخل تتعلق بمصير اللاجئين السوريين والانتخابات التركية المقبلة.

وفي 23 من شهر أيار الفائت، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعمليات عسكرية وشيكة في سوريا، اعتبرها إجراءات استكمالية لإنشاء المنطقة الآمنة التركية شمالي سوريا بمحاذاة حدود تركيا الجنوبية.

وجاء تصريح أردوغان عقب ترؤسه اجتماع الحكومة، في المجمع الرئاسي بأنقرة. وقال: “سنبدأ قريبا باتخاذ خطوات تتعلق بالجزء المتبقي من الأعمال التي بدأناها لإنشاء مناطق آمنة على عمق 30 كيلومترا، على طول حدودنا الجنوبية (مع سوريا)”.

الخبير العسكري، أحمد رحال، وهو العميد الركن السابق في الجيش السوري، قال في حديث سابق لموقع “الحل نت”، إن الجو الإقليمي والدولي لا يتحمل صراع جديد مع الحرب الروسية على أوكرانيا، مستبعدا عملية عسكرية تركية جديدة في الأراضي السورية.

وأضاف رحال، أن تركيا لن تضيع أوراقها في سوريا بصدام عسكري، في وقت تعزز موسكو قواتها في مدينة عين عيسى شمال الرقة وواشنطن تعيد انتشار قواتها إلى قاعدة “خراب عشك” بريف كوباني/عين العرب، التي أخلتها إبان عملية “نبع السلام” على منطقتي رأس العين وتل أبيض أواخر 2019.

قوات أممية

وبدورها طالبت “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، مؤسسات الأمم المتحدة للقيام بمسؤولياتها حيال الانتهاكات والممارسات التركية في سوريا.

وجاء ذلك خلال بيان، أصدرته “الإدارة الذاتية” مطلع الاسبوع الجاري في مقر المجلس التنفيدي شمال شرقي سوريا بمدينة الرقة.

وطالب البيان المجتمع الدولي بضرورة التحرك لمنع هذه التهديدات، وهذه اللهجة التركية، داعيا مؤسسات الأمم المتحدة، بأن تقوم بمسؤولياتها حيال الانتهاكات والممارسات التي تفعلها تركيا في سوريا.

وشدد البيان على ضرورةِ أن تقوم الجهات الضامنة لعمليات وقف إطلاق النار, بمسؤولياتها في سوريا، و العمل على وضع حد لهذه الممارسات التركية، مع ضرورة وجود قوات أممية بقرار أممي تردع تركيا عن استفزازاتها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.