يبدو أن أزمة شحة المياه بدأت تفرز تجلياتها بشكل واضح في العراق، حيث تراجع إنتاج الحنطة بشكل كبير لهذا العام، لينخفض إلى أقل المليونين بعد تجاوز العام الماضي الأربعة ملايين، بحسب إحصائيات رسمية.

ولسد النقص الحاصل نتيجة شح المياه، أعلنت وزارة التجارة العراقية اليوم الأحد، عزمها توقيع عقود مع شركات استرالية وأميركية لاستيراد كميات تصل إلى مليون و500 ألف طن من الحنطة.

وكشف مدير الشركة العامة لتجارة الحبوب في الوزارة محمد حنون في تصريح لصحيفة “الصباح” الرسمية، وتابعه موقع “الحل نت” إن “الكميات المسوقة من الفلاحين والمزارعين وصلت منذ بدء موسم تسويق الحنطة في التاسع من نيسان الماضي وحتى الآن، إلى مليون و700 ألف طن“.

اقرأ/ي أيضا: العراق يتسلم آلاف الأطنان من الحنطة لدعم البطاقة التموينية

توقعات خجولة

 في حين أن “التسويق مايزال مستمرا في محافظات أربيل، دهوك، السليمانية، كركوك، ونينوى، حيث تتراوح الكميات المستلمة يوميا بين 5 إلى 7 آلاف طن في كل محافظة“، بحسب حنون، متوقعا: “وصول إنتاج القمح في عموم البلاد خلال الموسم الحالي إلى مليون و900 ألف طن“.

 وأشار إلى أن “هذه الأرقام كانت بعيدة عن توقعات الوزارة بسبب تخفيض المساحات المزروعة نتيجة شح المياه، لكن تم استنفار كل الطاقات لإنجاح الموسم التسويقي، وكان هناك تعاون لافت من قبل الفلاحين والمزارعين من أجل تسليم كل ما لديهم من كميات الحنطة لمراكز التسويق“.

 كما أن “الوزارة مستعدة بعد إقرار قانون الأمن الغذائي للتعاقد مع مناشئ رصينة لاستيراد الحنطة للأشهر الأربعة المقبلة من العام الحالي“.

 بينما سيشهد الأسبوع الحالي التعاقد مع استراليا وأميركا، لاستيراد كميات تصل إلى مليون و500 ألف طن من أجل الوصول إلى توفير ثلاثة ملايين و500 ألف طن من القمح، تكفي لتوزيع 8 وجبات ضمن البطاقة التموينية، وفقا لحنون.

إحصائية ما قبل الجفاف

فيما أكد مدير الشركة العامة لتجارة الحبوب في الوزارة، أنه “سيجري توزيع حصة الأشهر المتبقية من العام الحالي من الخزين الاستراتيجي“.

وصل حجم إنتاج العراق من محصول القمح خلال الموسم الشتوي للعام 2021 إلى 4 ملايين و234 ألف طن، مسجلا تراجعا بنسبة 32 بالمئة عن إنتاج العام 2020 الذي بلغ 6 ملايين و238 ألف طن، وفق الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط.

يشار إلى أن، معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات قد انخفضت بحوالي 50 بالمئة عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، ليتسبب انخفاض مليار لتر مكعب واحد من المياه بخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، بحسب إحصائيات شبه رسمية.

كما ويخسر العراق في ذات الوقت آلاف المليارات المكعبة سنويا بسبب ما يمكن تسميتها بالحرب المائية التركية الإيرانية عليه.

اقرأ/ي أيضا: تريليون دينار.. تخصيصات لـ4 فئات من العراقيين

انعكاسات شحة المياه

وانعكس ذلك بشكل كبير على المحافظات التي تعتمد أنهارها على مياه نهري دجلة الفرات والتي منها محافظة الديوانية في جنوب العراق، وغيرها من المحافظات الغربية والعاصمة بغداد.

كما انخفضت مناسيب الأنهار التي تنبع من إيران إلى عدد من المحافظات العراقية، لتتسبب بشحة كبيرة في كميات تجهيز الأراضي الزراعية في محافظة ديالى التي تعتمد بشكل كبير على الزراعة، وذلك إثر شبه جفاف في نهر ديالى.

ودفعت ذلك إلى لجوء وزارة الموارد المائية لحفر الآبار الارتوازية ضمن مجموعة إجراءات اتخذتها لمعالجة شحة المياه في البلاد.

اقرأ/ي أيضا: للحد من التهريب.. العراق ينشئ حاجزا ترابيا مع إيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.