التهريب في العراق٫ يمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهها البلاد٫ في حين ما تزال الجهات الحكومية تسعى جاهدة لإيقافه٫ وفي سياق ذلك أعلنت خلية الإعلام الأمني، اليوم السبت، إنشاء سدة ترابية على الحدود مع إيران في محافظة ميسان، بهدف مكافحة عمليات التهريب.

وذكرت الخلية في بيان تلقاه موقع “الحل نت”، أن “قائد عمليات ميسان اللواء الركن محمد جاسم الزبيدي، وصل اليوم، إلى الشريط الحدودي مع إيران، لمتابعة سير الأعمال في إنشاء السدة الترابية، التي ينفذها الجهد الهندسي لهيئة الحشد الشعبي، من أجل تأمين الحماية لهور الحويزة على الشريط الحدودي العراقي الإيراني”.

اقرأ/ي أيضا: أدوية منتهية الصلاحية في العراق.. ما علاقة الفصائل الموالية لإيران؟

لتأمين الحدود

وتهدف السدة إلى “تأمين الرصد والمراقبة لمنع حالات التسلل والتهريب والعبور غير القانوني، وفرض سلطة الدولة على الحدود المائية في الأهوار، ومنع المهربين من ممارسة نشاطاتهم، والقضاء على ظاهرة التهريب من مناطق الحدود التابعة لمحافظة ميسان”٫ بحسب البيان. 

وأمس الجمعة٫ أعلنت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية العراقية إسقاط طائرة شراعية بدائية الصنع محملة بمليون حبة مخدرة في البصرة أقصى جنوبي البلاد. 

وذكرت الاستخبارات في بيان اطلع عليه موقع “”الحل نت”٫ أنه بعد ورود معلومات استخبارية بوجود طائرة شراعية محلية الصنع تجوب سماء محافظة البصرة، تم على الفور تشكيل فريق عمل مشترك من مفارز وكالة الاستخبارات العاملة بمحافظة البصرة واللواء 14 حرس الحدود، وتمشيط المنطقة وإطلاق النار؛ مما اضطر قائد الطائرة إلى إنزالها والهروب باتجاه الشريط الحدودي لإحدى دول الجوار (دون تحديدها)، مشيرة إلى أنه لا يزال البحث جاريا عنه. 

يشار ألى أن٫ محافظة البصرة تقع أقصى جنوب العراق، تحدها الكويت والمملكة العربية السعودية من الجنوب، وإيران من الشرق وتشترك بحدود محلية مع كل من محافظتي ذي قار وميسان شمالا، ومحافظة المثنى غربا، ومركز المحافظة هو مدينة البصرة٫ وتعد ثالث أكبر محافظة بالعراق. 

نقاط التهريب

وتعد المناطق الحدودية مثل البصرة وميسان وواسط والسماوة وكربلاء إضافة إلى مناطق في ديالى، وتسيطر فيها الميليشيات بشكل كبير وتتشارك الحدود مع إيران٫ مصدر رئيسي لعمليات التهريب، ومن وقت إلى آخر يتم ضبط كميات كبيرة من مختلف الممنوعات فيها.

والاثنين الماضي٫ أعلنت المفارز الاقتصادية للأمن الوطني العراقي اليوم الاثنين، ضبط كميات كبيرة من الأدوية والمواد الغذائية المهربة في ثلاث محافظات.

وذكر جهاز الأمن في بيان تلقى موقع “الحل نت” نسخة منه، أن “مفارز جهاز الأمن الوطني وبالاشتراك مع الفرق الصحية تمكنت من ضبط 2 مليون علبة دوائية في أحد مذاخر العاصمة بغداد، مهربة وغير صالحة للاستهلاك البشري”، مشيرا إلى أنه “تم اعتقال صاحب المذخر المخالف للضوابط”.

بذات السياق استطاعت مفارز الأمن من ضبط عجلة مع سائقها محملة بـ9 أطنان من المواد والمستلزمات الطبية المهربة، كذلك تم ضبط 24 طنا من مادة الطحين المخصص لمفردات البطاقة التموينية، وهي في طريق تهريبها من العاصمة، وفقا للبيان.

كما أن، “مفارز الأمن الاقتصادية في محافظة القادسية تمكنت من ضبط خمس عجلات تحمل على متنها نحو 190 طنا من الحنطة المهربة إلى خارج المحافظة وإلقاء القبض على سائقيها”.

اقرأ/ي أيضا: بعد سنوات الحرب والغياب… عودة التهريب على الحدود العراقية السورية

دور الميليشيات

وفي محافظة البصرة، “ضبطت مفارز الأمن الاقتصادية واستنادا على معلومات استخبارية واستحصال الموافقات القضائية عجلة حمل نوع (براد) بداخلها 6 ملايين حبة طبية ممنوعة التداول واعتقال صاحب العجلة”، وفقا للبيان.

ويمثل ملف التهريب واحدا من أبرز الملفات التي ألحقت خسائر فادحة بالاقتصاد العراقي، وتسببت أيضا باتساع رقعة المخدرات القادمة من إيران داخل المجتمع، عدا عن عمليات تهريب البضائع والمواد المختلفة من خلال ما يعرف بالمعابر غير الشرعية.

“تتورط فصائل مسلحة موالية لإيران في عمليات التهريب، مستغلة نفوذها وسلطتها لتنفيذ عمليات تهريب كبيرة، ما حول من هذا الملف إلى قضية شائكة يصعب المساس بها، إذ تمثل أحد مصادر التمويل لتلك الميليشيات”، بحسب تقارير. 

وفي آيار/ مايو الماضي، أكدت لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن العراق تحول في السنوات الأخيرة إلى نقطة مهمة في حركة التهريب بالشرق الأوسط.

اقرأ/ي أيضا: بناء جدار حدودي بين سوريا والعراق.. ما الأسباب؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.