يتخوف محمد العلي، طالب في جامعة دمشق، من السفر مجددا عبر شركات النقل من القامشلي إلى كليته الأداب في العاصمة السورية، بعد أن تم تعليق الرحلات الجوية إلى مطار دمشق نهاية الأسبوع الماضي.

والجمعة الفائت، أعلنت حكومة دمشق، تعليق الرحلات الجوية من مطار دمشق الدولي وإليه، وذلك بعد ساعات من ضربات جوية إسرائيلية، تردد أنها استهدفت مستودعات تابعة لفصائل مرتبطة بإيران جنوب العاصمة السورية.

ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن مسؤول عسكري قوله إن الدفاعات الجوية السورية اعترضت الصواريخ الإسرائيلية وأسقطت معظمها، لكن الهجوم الذي وقع  تسبب في إصابة مدني وبعض الأضرار المادية.

وقال العلي، مقيم في القامشلي وهو طالب ماجستير في الأدب العربي في جامعة دمشق، لموقع “الحل نت”، إنه مضطر اليوم الخميس، للسفر إلى دمشق لاستكمال إجراءات ضرورية على حد وصفه.

“عوائق وعراقيل”

الطالب الجامعي، أضاف أن سبب مخاوفه من السفر عبر شركات النقل يعود لعدة عوائق وعراقيل، أبرزها الفرق في المسافة وتوقيت الوصول إلى دمشق، حيث الرحلة عبر الجو تستغرق نحو ساعة واحدة.

فيما النقل عبر شركات النقل بين المحافظات تستغرق أكثر من 20 ساعة في حال لم تطل مدة التوقف على الحواجز العسكرية على طول الطريق الواصل بين القامشلي ودمشق والذي تقدر مسافته نحو 700 كم.

وأشار الجامعي إلى أن هناك أكثر من 30 حاجزا عسكريا على طول الطريق موزعة بين “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) في مناطق “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، والقوات الحكومية في مناطق سيطرة دمشق.

“الضرب على حاجز حكومي”

ويستذكر الطالب الجامعي عدة حوادث له على الحواجز الأمنية لقوات حكومة دمشق، جعلته يمتنع عن السفر عبر شركات النقل منذ 4 أعوام قائلا، إنه تعرض مرة للضرب بالكبل الرباعي على حاجز حكومي في عام 2018 بين منطقتي الرقة والسلمية بريف حماه، بسبب رنة موبايل.

وأوضح أن الموبايل كان يعود لاستاذ جامعي من الحسكة ومعيد في إحدى كليات الهندسة في جامعة دمشق، والذي كان جالسا بجانبه، ورن الموبايل حين صعود عنصر عسكري حكومي إلى الباص عند التوقف عند الحاجز.

وقام العسكري بأخذ الموبايل منه عنوة وتفحصه، وإنزالهما مع معاون سائق الباص وضربهم بالأكبال الرباعية، وتأخيرهم لمدة 3 ساعات وتوقيف الاستاذ الجامعي في السجون لمدة شهرين على حد قوله.

ويتخوف آخرون (طلبة ومرضى) من مناطق شمال شرقي سوريا من العبور على الحواجز الحكومية إلى دمشق، خشية التعرض لحوادث مشابهة أو عدم القدرة على البقاء في حالة الجلوس على مقاعد الباصات لساعات طويلة.

تغيير مسار الرحلات لحلب

إلى ذلك قالت “أجنحة الشام للطيران”، وهي شركة طيران سورية خاصة، إنها غيّرت مسار جميع رحلاتها إلى مطار حلب الدولي.

مصدر من شركة “أجنحة الشام”، قال لموقع “الحل نت”، إنهم خصصوا يوم الأحد من كل أسبوع لرحلة جوية من القامشلي إلى مطار حلب، ومن ثم يسافر الركاب عبر الباصات إلى دمشق.

وأشار المصدر إلى أن الرحلة الجديدة تستغرق لمدة 16 ساعة تقريبا وبتكلفة تصل إلى 300 ألف ليرة سورية للتذكرة الواحدة، مضيفا أن شركتي “السورية للطيران” المدنية و”اليوشن” العسكرية التابعتين للحكومة توقفتا عن العمل إلى أن تستأنف الرحلات عبر مطار دمشق، في 22 من شهر حزيران/يونيو الجاري.

وأرجع بيان لوزارة النقل السورية تعليق العمل في مطار دمشق إلى أسباب فنية، من دون أن يشير إلى الهجوم الإسرائيلي، فيما قال مصدران في المطار، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن الضربات ألحقت أضرارا بمدرج الهبوط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة