لا أزمة يواجهها العراق أقوى من أزمة المياه حاليا، فهو يمر بنقص مائي كبير، والجفاف يضرب مساحات واسعة من نهري دجلة والفرات، وسط امتناع تركي إيراني عن مده بحصصه المائية المستحقة.

لمجابهة الأزمة المائية، يبدو أن بغداد مقبلة على الاستعانة بتجربة مصرية عبر نقلها من القاهرة إلى العراق، وتحديدا عند نهر الفرات في جنوبي البلاد.

فقد أعلنت وزارة الري والموارد المائية المصرية، الاثنين، أنها تستعد لإنشاء محطة مياه ضخمة على نهر الفرات في العراق، تشبه محطة مياه بحر البقر في مصر.

وبحسب بيان لوزير الري المصري، محمد عبد العاطي، فإن المحطة ستعمل على تنقية وتحلية المياه بنهر الفرات، لمواجهة نقص المياه في النهر بـ 3 محافظات عراقية، وهي ذي قار والديوانية والبصرة.

زيارة ميدانية

الوزير المصري كشف، عن زيارة قام بها محمد هيكل، استشاري محطة معالجة مياه بحر البقر، وحسين الجمال، مدير “معهد بحوث الصرف”، بزيارة إلى العراق لدراسة المقترحات الخاصة بمعالجة وإعادة استخدام المياه بالعراق.

وأشار إلى، أن ذلك جرى في ضوء ما تم الاتفاق عليه سابقا مع وزير الموارد المائية العراقي، مهدي الحمداني، بشأن تبادل الزيارات الفنية بين الجانبين للاستفادة من التجارب المصرية فى مجال إدارة المياه.

وكان الرئيس العراقي برهم صالح، أكد في تصريح صحفي بوقت سابق، أن العراق سيعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035؛ بسبب شحة المياه التي تدخل لأراضيه من نهري دجلة والفرات.

ما يمكن الإشارة له، أن معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات، انخفضت بحوالي 50 بالمئة عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، لتتسبب بانخفاض مليار لتر مكعب من المياه، وخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، حسب إحصاءات شبه رسمية.

آبار ارتوازية

كذلك يخسر العراق في ذات الوقت، آلاف المليارات المكعبة من المياه سنويا؛ بسبب ما يمكن تسميتها الحرب المائية التركية الإيرانية عليه.

وانعكس ذلك بشكل كبير على المحافظات التي تعتمد أنهارها على مياه نهري دجلة والفرات والتي منها محافظة الديوانية في جنوبي العراق، وغيرها من المحافظات الغربية والعاصمة بغداد.

كما انخفضت مناسيب الأنهار التي تنبع من إيران إلى عدد من المحافظات العراقية، لتتسبب بشح كبير في كميات تجهيز الأراضي الزراعية في محافظات ديالى وواسط والبصرة.

ودفع قطع المياه عن العراق من قبل تركيا وإيران، إلى لجوء وزارة الموارد المائية العراقية لحفر الآبار الارتوازية، ضمن مجموعة إجراءات اتخذتها لمعالجة شح المياه في البلاد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.