مع حلول عيد الأضحى لهذا العام، يعاني السوريون من قفزات كبيرة في الأسعار لم يعرفوها من قبل، لدرجة أنهم باتوا عاجزين عن تلبية أبسط احتياجات العيد التي اعتادوا عليها، فبالإضافة لعدم قدرتهم على شراء الألبسة والحلويات، تدخل المكسرات ضمن دائرة الممنوعات من الشراء.

لا مكسرات في العيد

موقع “المشهد” المحلي، أشار في تقرير يوم أمس الأربعاء، إلى ارتفاع أسعار المكسرات والموالح في الآونة الأخيرة في سوريا، بشكل كبير وغير منطقي، وبات العرض والطلب عليها ضعيفا جدا مقارنة بالعام الماضي، لأن المواطن أصبح ينظر لها على أنها مواد استثنائية، وكمالية وليست أساسية بسبب ارتفاع أسعارها، ولم يعد سوق المكسرات يلقى إقبالا ورواجا كما قبل، وأصبح راكدا ومخصص للأثرياء فقط.

وبيّن التقرير أن هناك زيادة في سعر الأوقية الواحدة تصل إلى 500 ليرة، كما أن نسبة مبيعات المكسرات تراجعت لتصل إلى حوالي 40بالمئة.

وأما الأسعار، فقد بلغ سعر كيلو “القلوبات” المشكلة إلى75 ألف، وسعر كيلو البزر الأسود البلدي 18 ألف، وكيلو بزر دوار الشمس بين 18 إلى 24 ألف، والبزر الأبيض 45 ألف، والفستق المالح 15 ألف، والمدخن 17 ألف، والكاجو واللوز والبندق بين 35 و 40 ألف.

وحول أسباب الارتفاع في الأسعار، أوضح رئيس الجمعية الحرفية للمحامص عمر حمودة، أن السبب وراء ارتفاع أسعار المكسرات يعود إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية، وأجور الشحن والعمال، والنقص في مادة المحروقات والتي تعتبر مادة أساسية للتحميص وتصنيع المواد لتصبح جاهزة ضمن الأسواق، كما يضطر صاحب المنشئة المصنّعة للمواد إلى استخدام المولدات الكهربائية بسبب التقنين الكهربائي، ما يرتب عليه تكاليف مرتفعة لتأمين مادة المازوت أو البنزين، إضافة إلى تأمين الغاز الصناعي الذي يُعتبر من المواد الضرورية لتصنيع المواد المعروفة من ملبس الموالد والقضامة بالسكر والشيبسات والكريكات، وتجهيز الفستق العبيد وغيره من الخدمات الخاصة.

وأشار حمودة، إلى اكتظاظ الأسواق بأنواع رديئة، وبأسعار زهيدة والبيع على البسطات نتيجة التسوق من تجار الجملة بأصناف نوع ثالث أو رابع، وجودتها محدودة وبيعها بأسعار أقل من المحامص، ونظرا للوضع الاقتصادي الصعب يضطر المواطن للشراء منهم على الرغم من القيمة القليلة لموادهم، مبيّنا أن الباعة خارج المحامص ليس لديهم أساسيات في التخزين، والعرض والوزن وكذلك الغش في التصنيع.

إقرأ:بالغرامات فقط.. المكسرات للأثرياء في سوريا

المكسرات بالغرامات

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أن أسعار المكسرات ارتفعت مع موجة التضخم التي تطول الأسعار حول العالم أكثر من 40 بالمئة، وبيّن أن الفستق الإيراني ارتفع بنحو 50 بالمئة، والكاجو بنحو 20 بالمئة من مصدره بالهند.

وأوضح أن سبب، فقدان وارتفاع أسعار ذرة الفوشار هو الحرب في أوكرانيا التي تُعتبر المصدر الأكبر لمادة الذرة، والكميات المعروضة في الأسواق انتهت، ولا تتوافر البدائل المحلية، وتزامن ارتفاع أسعارها مع الطلب عليها في موسم الأعياد.

وبين التقرير أن الموالح أصبحت من الكماليات ومن يتسوق بالكيلو أصبح يتسوق بالغرامات لدى بعض العائلات، وأما أصحاب الدخل المحدود ليسوا من هذه العائلات.

ومع ارتفاع أسعار المواد، أصبحت الأكلات التي يعرفها السوريون، للتسلية كالحلويات، والبوظة، وغيرها رفاهية كبيرة ليس بمقدور السوريين محدودي الدخل الاقتراب منها.

وبحسب التقرير أيضا، ارتفعت أسعار الحلويات والبوظة مؤخرا على نحو ملحوظ حتى بات شراؤها، يمثل شكلا من أشكال الرفاهية، وبيع الحلويات يكاد يقتصر على المناسبات، فسعر أقل كيلو حلويات لا يقل عن 15 ألف ليرة، وهنالك أنواع تصل إلى 80 ألف ليرة، والبوظة العربية وصل الكيلو منها إلى 24 ألف ليرة، خاصة مع حلول عيد الأضحى.

قد يهمك:أسعار كاوية للحلويات.. العوامة بـ 10 آلاف

يشار إلى أن معظم المواد الغذائية باتت خارج حسابات السوريين، كما أنها أصبحت رفاهية يبتعد السوريون عنها في محاولة لتلبية الاحتياجات الضرورية فقط.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.