ارتفعت وتيرة عمليات السرقة بشكل كبير في الآونة الأخيرة ضمن مدينة البوكمال ونواحيها شرقي دير الزور، والتي تخضع بشكل كامل لسيطرة الميليشيات الإيرانية، إضافة لعمليات سلب تعرض لها عدة أشخاص.

تسيب أمني

الصحفي فيصل الراوي من البوكمال، أفاد لـ “الحل نت” بأن غياب الأمن ساهم بارتفاع عدد حوادث السرقة في المدينة، والتي يعد الجهاز الأمني التابع لـ “الحرس الثوري” الإيراني مسؤولا عن ضبط الأمن فيها، إلا أنه هو المسؤول الأول عن كل ما يحدث.

مضيفا، أن سرقة المنازل والمحلات وحوادث التشليح، تحولت في الوقت الحالي إلى ظاهرة مقلقة للأهالي. فقبل أربعة أيام تعرض بائع خضار متجول للتشليح في وضح النهار على الطريق الواصل بين بلدة السكرية ومدخل المدينة الشرقي، حيث تمت سرقة سيارته بما فيها، وتركه مقيدا على حافة الطريق، على الرغم من وجود حواجز لـ “الحرس” قريبة من المكان.

وسبق الحادثة بأيام قليلة فقط، قيام مجموعة مسلحة باعتراض طريق حافلة تقل ركاب مدنيين، كانوا متجهين من مدينة البوكمال إلى مدينة دير الزور عند بلدة الصالحية، حيث قاموا بسلبهم كافة نقودهم وهواتفهم المحمولة، قبل أن يلوذوا بالفرار، ليتقدم الركاب بعدها بشكوى لحاجز “الحرس الثوري” القريب من موقع عملية السرقة، لكنهم لم يتلقوا أي رد أو استجابة، وفقا لذات المصدر.

تطال كل شيء

مدني من البوكمال، فضل عدم ذكر اسمه، قال لـ “الحل نت” إن   حوادث السرقة لا تقتصر على المدينة فقط، حيث تشمل القرى والبلدات المحيطة بها أيضا، ولا تقتصر على سرقة البيوت، إذ تشهد المنطقة بشكل شبه يومي جرائم نهب وتعدي على محتويات المساجد، واقتحام مزارع، وسلب معدات صناعية وزراعية.

 ولفت المصدر إلى أن المتهم الأول في جميع هذه السرقات هم عناصر “الفوج47 ” التابع لـ “الحرس الثوري”، لأن لهم سوابق كثيرة في السرقات وأبزرها سرقة المولدات الكهربائية وبطاريات الشحن من المساجد في مدينة البوكمال، في كانون الثاني/يناير الفائت، وبيعها بهدف تحصيل الأموال.

وتتمركز ميليشيا “الفوج 47” في البوكمال، ويعتبر أغلبية عناصرها من أبناء المنطقة، كما تعتبر من المجموعات الأكثر نشاطًا في المدينة، ويبلغ عدد عناصرها 250 عنصرا، وتتبع بشكل مباشر لـ “الحرس الثوري”.

كما تنتشر في البوكمال العديد من المجموعات والقوات العسكرية المدعومة من “الحرس الثوري”، والتي تضم بأغلبيتها مقاتلين أجانب، مثل ميليشيات “فاطميون” و”زينبيون” و”الحشد الشعبي” العراقي.

هذا وتعددت السرقات التي تقوم بها مليشيا “الحرس الثوري” ضمن مناطق سيطرتها في مدينة الميادين أيضا خلال الأشهر القليلة الماضية، متحدية بذلك الجهات الحكومية والأجهزة الأمنية التابعة لها، من خلال تكرار تجاوزاتها وانتهاكاتها بحق المدنيين، حيث أقدمت في شباط/فبراير الفائت، على مصادرة أكثر من 17 مضخة مياه، تعود ملكيتها لمزارعين في المنطقة.

وبحسب مصادر أهلية من ريف الميادين، أفادت لـ “الحل نت” حينها، بأن دوريات تتبع لميليشيا “الثوري”، استولت على سبعة مضخات مياه، تستخدم لري الأراضي الزراعية بالقرب من بساتين حج قبين في مدخل المدينة، بحجة وقوعها في مناطق أمنية تابعة لهم.

والجدير ذكره تعدّ محافظة دير الزور عموما ومدينة البوكمال خصوصا، ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كونها صلة الوصل بين ميليشياتها المنتشرة في العراق وسوريا، وذلك لضمان وصول الإمدادات العسكرية عن طريق معبر “البوكمال – القائم”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.