عشية عيد الأضحى، ارتفعت أسعار الحلويات في سوريا بشكل غير مسبوق، وسط تدهور اقتصادي كبير، وانخفاض في مستوى الدخل، ما يحرم السوريين شرائها في أهم المناسبات.

ارتفاع أسعار غير مسبوق

صحيفة “تشرين” المحلية، وفي تقرير لها يوم أمس الأربعاء، أشارت إلى أن أسعار الحلويات شهدت ارتفاعا كبيرا، ما جعل الخيار الأوفر أمام الكثير من المواطنين لتجنب الأسعار العالية، صناعتها في المنزل ولو بكميات قليلة.

ونقلت الصحيفة عن أحد أصحاب محال الحلويات في الميدان، أن ارتفاع أسعار الحلويات في السوق يعود إلى غلاء المكونات الداخلة في صنعها مثل، السكر والسميد والزيت النباتي والسمن، إضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز، والانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

ولفتت الصحيفة، إلى أن موجة غلاء متسارعة وغير مسبوقة، طالت معظم المواد الغذائية منذ نحو أسبوع، مخلِّفة بذلك أزمة معيشية، لذلك يُلاحظ أن معظم المواطنين باتوا يصنعون المعمول، وغيره في منازلهم نظرا لانخفاض تكلفتها.

أما بالنسبة للأسعار، فقد بلغ سعر كيلو الحلويات المشكل النوع الممتاز والمصنوع بالسمن العربي 120 ألف ليرة، بينما النوع الأول المصنوع بالسمن الحيواني البقري 80 ألف ليرة، أما مشكل النواشف بالسمن العربي بـ60 ألفا، والنوع الأخف يتراوح بين 20-30 ألفا.

وأيضا بالنسبة للحلويات العربية، فقد بلغ سعر كيلو المبرومة 80 ألفا أما الآسية والبلورية فسعر الكيلو 70 ألفا، وسعرها يرتفع عندما يتم إدخال السمن العربي ليصبح سعر المبرومة 150 ألفا وسعر كيلو الآسية 90 ألف ليرة سورية، وهذه الأسعار تختلف بين محل وآخر حسب المواد المستخدمة لصناعة تلك الحلويات.

وفي نفس السياق، بلغ سعر كيلو معمول بالعجوة بين 15 إلى 30 ألف ليرة في حال كان مصنوعا بالسمن النباتي، وبـ35 ألفا بالسمن الحيواني، كما بلغ سعر كيلو معمول الفستق الحلبي بـ80 ألف ليرة، وبـ100 ألف ليرة في حال استخدام السمن العربي، أما معمول الجوز بـ60 ألفا، ومعمول الجوز بالسمن العربي بـ75 ألفا بينما سعر كيلو البرازق والغريبة 30 ألفا، ويرتفع السعر في حال تم استخدام السمن العربي إلى 60 ألف ليرة.

إقرأ:الحلويات على صفيح ساخن في سوريا قبل عيد الأضحى

شراء خفيف وأسعار المكونات السبب

الصحيفة أوضحت أن الكميات المصنّعة من الحلويات خفيفة نظرا لعدم وجود إقبال على الشراء، ونقلت عن أحد مصنعي المعمول، أن صنع المعمول حاليا يختلف عليه عما كان سابقا، والسبب في ذلك التقليل من كمية المواد الرئيسة، فالأسعار ارتفعت بنحو خمسة أضعاف عن العام الماضي، حيث كان سعر كيلوغرام من المعمول بعجوة النوع المتوسط 15 ألف ليرة، بينما اليوم النوعية المتوسطة والعجوة المدعومة تصل لـ 75 ألف ليرة.

كما نقلت عن مواطنين، أن الحلويات متوافرة في السوق بكميات كبيرة، في المقابل باتت حلما لأغلبية السوريين أمام الارتفاع الملحوظ في الأسعار، مبيّنين أنهم استغنوا عن كل أصناف الحلويات الجاهزة، نتيجة ضيق الحال، حيث تكلف الكمية نحو 200 ألف ليرة تقريبا وهو مبلغ يفوق قدرتهم الشرائية.

من جهته، أوضح رئيس جمعية الحلويات بسام قلعجي، أن ارتفاع سعر المواد الأولية الداخلة بصناعة الحلويات من سكر وطحين وسمون وزيوت هو السبب الرئيس لرفع الأسعار، أسوة ببقية المواد الغذائية الأخرى، إضافة إلى شراء المصنع أسطوانة الغاز بسعر 225 ألف ليرة، وليتر المازوت إلى 4 آلاف ليرة وكلها تكاليف تنعكس على المنتج النهائي، بحسب الصحيفة.

وأشار قلعجي، إلى أن المواطنين غير قادرين على تأمين مستلزماتهم الأساسية ليقوموا بشراء الحلويات، وبالتالي فإن نسبة كبيرة من الناس عزفت عن الشراء، حيث وصلت نسبة مبيعات المحال في اليوم الواحد إلى 20بالمئة فقط مقارنة مع المواسم السابقة، ما أدى إلى توقف عدد من مطابخ الحلويات عن العمل في هذا القطاع، وهجرة الحرفيين من جهة، وخسارة رأس المال من جهة ثانية.

قد يهمك:مليون ليرة نفقات عيد الأضحى.. الحوالات المالية تنعش ثلث السوريين

الحلويات الشعبية في ارتفاع

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فقد بلغ سعر كيلوغرام النوع الأول من حلويات “البرازق- الغريبة- معمول العجوة” ما بين 18 – 25 ألف ليرة، أما النوع الوسط من تلك الحلويات فتتراوح أسعاره ما بين 18 – 20 ألف ليرة، في حين يتراوح سعر النوع الشعبي من هذه الحلويات ما بين 15 – 17 ألف ليرة.

أما بالنسبة لأسعار السكاكر، فإن النوع العادي تراوح ما بين 13-17 ألف ليرة، وتراوحتْ أسعار الشوكولا نوع عادي ما بين 20- 24 ألف ليرة.

وأشار التقرير إلى اقتصار إقبال المواطنين على شراء الحلويات الشعبية، وبكميات قليلة جدا، ومعظم من يقدمون على الشراء، يستقبلون حوالات خارجية من ذويهم في دول الاغتراب.

وبيّن التقرير أن معظم العائلات السورية اليوم، وخاصة من لديهم أبناء وأقرباء في الدول الخليجية وأوروبا. لو لا الحوالات المالية التي تُرسل لهم في كل مناسبة تقريبا، لما تمكنوا من شراء أي شيء من مستلزمات العيد، وبالطبع ليس كل السوريين يأتيهم حوالات.

إقرأ:أكثر من نصف السوريين يهجرون الأسواق قبل عيد الأضحى

الحلويات التي تعتبر أحد أهم طقوس العيد في سوريا، باتت رفاهية وحكرا على فئة معينة، في الوقت الذي يسيطر الفقر على غالبية السوريين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.