في حركة استفزت الأهالي بريف محافظة الرقة الشرقي الواقع تحت سيطرة الحكومة السورية، أقدمت الأخيرة على منح ثلاث سيارات إسعاف لـ “الحرس الثوري” الإيراني و”الحشد الشعبي” العراقي، خلال اليومين الماضيين، بهدف مرافقة الزوار (الحجاج) القادمين من العراق إلى سوريا، في وقت تعاني فيه المنطقة من نقص حاد بسيارات الإسعاف، وتدني في الخدمات الطبية على العموم.

لا مبالاة 

الصحفي كرم الهويدي، تحدث لـ “الحل نت” قائلا، إن سيارات الإسعاف التي منحتها الجهات المسؤولة لـ “الحرس الثوري” و”الحشد الشعبي”، لِوضعها في حالة طوارئ خلال مرافقتها “الحجاج” العراقيين المتوجهين إلى المزارات في سوريا، هي بالأصل مقدمة من “الأمم المتحدة” لـ “الهلال الأحمر”.

موضحا أن “الهلال الأحمر” كان يستخدم السيارات في جولاته الطبية على المخيمات العشوائية المنتشرة غرب الفرات، لإجراء فحوصات وإسعافات للنازحين.

وأشار المصدر إلى أن كافة المناطق بريف الرقة الشرقي الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية وبقية الميليشيات الموالية لها، باتت تعتمد الآن على سيارتين اثنتين فقط، واحدة في مدينة معدان، والثانية موجودة في بلدة السبخة، وهما بحالة فنية سيئة، بسبب رداءة المحروقات المستخدمة لها.

وضع صحي متدهور

أحد الكوادر الطبية في مركز معدان الصحي، قال لـ “الحل نت” إن الوضع الصحي في المنطقة متردي لأبعد الحدود، ففي الوقت الذي نطالب فيه نحن العاملين في مجال الصحة بتوفير أبسط المستلزمات والمعدات للمراكز والنقاط الطبية وخاصة المتواجدة في الأرياف البعيدة عن مركز المدينة، تتجاهل الجهات الحكومية طلبنا وتقوم بمنح سيارات الإسعاف للميليشيات الإيرانية والعراقية، لترافق حافلات “الحجاج” القادمة من العراق، والتدخل في حال حدث طارئ مع أحدهم، ولتأمين المواد الطبية اللازمة لهم، دون أي اهتمام لأمر المدنيين.

تجاوزات متواصلة

من جهته يقول عواد المخلف، من معدان، نازح في الرقة، في حديثه لـ “الحل نت”، بإن تسلط الميليشيات الإيرانية في الريف الشرقي للرقة، لا حدود له، فهي تعد صاحبة القرار ولا منازع لها، متجاهلة وجود القوات الحكومية والأفرع الأمنية التابعة لها، وذكر المخلف مثالا على ذلك، قيام ميليشيا “فاطميون” بالاستيلاء على سيارة البلدية المعدة لنقل القمامة من مدينة معدان إلى مكب النفايات خارج المدينة، منذ قرابة الأربعة أشهر، حيث باتت تستخدمها لصالحها وبقية الميليشيات الأخرى في المنطقة، دون الاكتراث لمناظر القمامة المكدسة في زوايا الأحياء، وانبثاق روائح كريهة منها إلى جانب الحشرات والقوارض التي باتت تقتحم المنازل.

مضيفا أن الأهالي تقدموا بشكاوى عدة للبلدية، مطالبين بتوفير سيارة بديلة لنقل القمامة المكدسة من داخل المدينة، بينما قام بعضهم الآخر بنقلها بسياراتهم الخاصة، بعد أن فقدوا الأمل بإيجاد حلول لهذه المشكلة، في الوقت الذي اكتفت فيه البلدية بتقديم وعود بتأمين سيارة بديلة، دون تحديد الوقت اللازم لذلك، 

والجدير ذكره تسيطر القوات الحكومية والميليشيات الموالية لها، على مناطق عدة في أرياف محافظة الرقة، مثل بلدة الرصافة جنوب مدينة المنصورة، التي تبعد 30 كيلومترا غرب مدينة الرقة، ومدن معدان والسبخة والقرى التابعة لها في الريف الجنوبي الشرقي، وتشهد هذه المناطق جرائم وانتهاكات إضافة إلى حملات اعتقالات متواصلة بحجة البحث عن منتمين لتنظيم “داعش” الإرهابي أو متعاونين مع جهات خارجية، أو البحث عن مطلوبين للخدمة الإلزامية والاحتياطية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.