تحركات عسكرية تركية، وتصعيد من الطائرات الروسية، وحشد بري لقوات من فصائل المعارضة السورية المتمثلة بـ “هيئة تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقا)، و”الجيش الوطني” المدعوم من أنقرة، تلك هي الأجواء المسيطرة على محافظة إدلب، منذ انطلاق الاجتماع الثلاثي بين الدول الضامنة للملف السوري، إيران وتركيا وروسيا، فهل اقتربت المعركة بإدلب؟ 

مقتل وجرح 20 مدني

دريد الحمود مدير المكتب الإعلامي في “الدفاع المدني”(الخوذ البيضاء) قطاع جسر الشغور، قال لموقع “الحل نت”، إن سبعة مدنيين بينهم خمسة أطفال قتلوا، وأصيب 13 آخرين جلهم من الأطفال، إثر قصف لطائرات روسية على محيط قرية الجديدة بريف إدلب الغربي.

وأضاف الحمود، أن الطائرات الروسية استهدفت منزلا يقطنه نازحون من ريف حماة الغربي، بغارتين مما تسبب بمقتل وجرح جميع سكانه، وتدميره بشكل كامل.

وفي السياق نفسه، قال حسن الأحمد أحد المتطوعين في “الدفاع المدني” بمنطقة جبل الزاوية، لـ “الحل نت”، إن مدنيان أصيبوا بقصف مدفعي للقوات الحكومية السورية على محيط قرية الموزرة وكنصفرة جنوب إدلب.

تعزيزات تركية 

مصدر عسكري من “الجيش الوطني” قال لموقع “الحل نت”، إن تركيا دفعت بأكثر من 140 آلية عسكرية إلى نقاطها المتمركزة في جبل الزاوية جنوب إدلب، خلال الثلاثة أيام الماضية. 

وأوضح المصدر، أن تلك التعزيزات توزعت على ثلاثة مواقع تركية في بلدة كنصفرة، وقوقفين، والبارة، الواقعات بالقسم الجنوبي الغربي من منطقة الجبل، والتي تعد من المواقع القريبة من نقاط التماس مع القوات الحكومية السورية. 

المصدر ذاته، أشار إلى أن “التعزيزات العسكرية لم تكن فقط من قبل الجانب التركي، بل عملت فصائل المعارضة السورية على استقدام أكثر من 600 عنصر معظمهم يتبعون لتحرير الشام، إلى نقاط التماس مع الجيش السوري، جنوب وشرق إدلب”.

لا معركة مرتقبة 

العميد مصطفى فرحات المحلل العسكري قال في حديث مع “الحل نت”، إنه “لا يتوقع معركة عسكرية مرتقبة في محافظة إدلب، وكل التحركات العسكرية والقصف من قبل الروس والقوات الحكومية السورية، هو تصفية حسابات بين الأطراف الضامنة”. 

وأوضح فرحات، أن “الاجتماعات التي ضمت تركيا وروسيا وإيران، وإن خرجت بخطابات سياسية منمقة، بل بالحقيقة هناك فجوة بين الأطراف، وكل طرف يريد أن يحقق مصلحته فقط، على حساب الشعب السوري”. 

واعتبر فرحات أن التصعيد الروسي الأخير، عبارة عن ضغط على تركيا، وضغط على فصائل المعارضة السورية، لتحصل روسيا على المزيد من التنازلات في الحلقات السياسية. 

وكانت أعمال القمة الثلاثية انتهت في طهران، يوم الثلاثاء الماضي، بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس رجب طيب أردوغان، ببيان ختامي أُعلن فيه عن بنود يصح وصفها بالبنود الروتينية المعتادة التي كانت تصدر عن رؤساء هذه الدول ضمن “مسار أستانا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.