يبدو أن ربيع العلاقات الروسية الإسرائيلية أصبح مهددا، منذ بدء فصل الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، فبعد أن تلاقت مصالح الجانبين بملفات عدة، لا سيما في سوريا، جاءت الحرب الأوكرانية لتهدد علاقاتهما.

روسيا تتوعّد

في مؤشر على تصاعد التوتر، أعلنت قناة التلفزة الإسرائيلية “كان“، أن روسيا توعدت إسرائيل بالرد على سماحها للمئات من الإسرائيليين، القتال إلى جانب أوكرانيا، فضلا عن مواصلتها تقديم الدعم لها.

وقال المراسل السياسي للقناة عميحاي شتاين، في تقرير ليلة الأربعاء، نقلا عن مصدر روسي مقرب من الكرملين، إن السلطة الحاكمة في روسيا تشعر بغضب شديد من التقارير، التي تتحدث عن انخراط المئات من الإسرائيليين إلى جانب أوكرانيا في الحرب الدائرة مع روسيا.

وبحسب تقرير القناة الإسرائيلية، فإن المسؤول الروسي شدد على أنه: “من الطبيعي أن يكون هناك رد روسي على كل هذا الدعم الذي تقدمه إسرائيل لأوكرانيا”.

مرحلة جديدة

الباحث في الشأن الروسي طه عبد الواحد، يرى أن توتر العلاقات بين موسكو وتل أبيب، دخل مرحلة تفاعل حادة خلال الفترة الماضية، لكنه يشير إلى أنه لن يتعدى مرحلة التصعيد السياسي، لأن الجانبين حريصين على عدم تدهور العلاقات بشكل كامل.

ويقول عبد الواحد في حديث خاص لـ“الحل نت“: “أغلب الظن أن حدة التوتر ماضية نحو التصاعد بين الجانبين، لكن يُستبعد أن تتجاوز مستوى التصعيد السياسي، واتخاذ كل طرف خطوات أو قرارات سياسية تزعج الآخر وتضر بمصالحه، دون الذهاب إلى خطوات قد تؤدي إلى أي شكل من المواجهة على المستوى العسكري“.

قد يهمك: مشروع عربي غير عسكري لمواجهة إيران.. ما تفاصيله؟

ويعتقد عبد الواحد، من خلال متابعته لتصريحات المسؤولين الروس، أن روسيا مهتمة باحتواء التوتر ضمن المستوى السياسي، ويضيف: “المعطيات ترجح أن تتعامل موسكو مع أي تطور بأعلى درجات ضبط النفس، لأنها غير معنية بتخريب العلاقات مع تل أبيب، لأسباب عدة، لعل أهمها أن موسكو تنطلق من أن علاقاتها مع تل أبيب تشكل أساساً لا بديل عنه لتوسيع النفوذ الروسي في المنطقة“.

التوتر في سوريا

توتر العلاقات بين الجانبين، وصل لدرجة تعكير أجواء التنسيق بين الجانبين في سوريا، حيث أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، الثلاثاء، أن بطارية روسية أطلقت النار على طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا في شهر أيار/مايو الماضي.

وفي تصريحات خلال مقابلة في اللجنة القومية بالتعاون مع القناة 13 الإسرائيلية، قال غانتس: “بطارية روسية مضادة للطائرات أطلقت صاروخا تجاه مقاتلات إسرائيلية خلال تنفيذها هجوم في سوريا قبل شهرين“، مضيفا: “كان هذا حدث لمرة واحدة، مقاتلاتنا لم تكن في المنطقة، الوضع مستقر، لكننا ندرس هذا الحدث كأننا فقط اليوم بدأنا ومن الجيد أننا نقوم بذلك وهكذا نحن نتصرف“.

وحول تأثير تصاعد التوتر بين موسكو وتل أبيب على الملف السوري، يرى عبد الواحد أنه: “طبيعي أن هذا الوضع قد يؤثر على التنسيق بين العسكريين الروس والإسرائيليين خلال العمليات في سوريا. لكن يُستبعد أن تذهب الأمور نحو توقف التنسيق، لأن هذا ينطوي على مخاطر وقوع حوادث وتصادم بين العسكريين من الطرفين، وربما تخرج الأمور عن السيطرة ويتحول الأمر إلى نزاع واسع مفتوح.. واضح أنه لا روسيا ولا إسرائيل لا مصلحة لأي منهما في مثل هذا التطور، لذلك التنسيق في سوريا سيستمر“.

ويختم عبد الواحد حديثه بالقول: “في الوقت ذاته ربما تعمد روسيا سرا إلى تعزيز قدرات قوات النظام السوري، وتزويده بتقنيات أكثر كفاءة في التصدي للغارات الإسرائيلية على المواقع الإيرانية ومواقع الميليشيات الطائفية، ومواقع قوات النظام التي يستخدمها الإيرانيون في سوريا“.

وكانت العلاقات بين الجانبين شهدت توترا، بعد بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، وعقب مساندة تل أبيب لأوروبا في مواجهة روسيا، التي أزعجت على ما يبدو موسكو بشدة.

ويراقب محللون عن كسب مستقبل العلاقات الروسية الإسرائيلية، ومدى تأثير الغزو الروسي على العلاقات بين الجانبين، لا سيما بعد أن جمعتهما علاقات جيدة خلال الفترة الأخيرة، لا سيما فيما يتعلق بالملف السوري، والاتفاق غير المباشر ربما بشأن تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا.

وكان الخطاب الروسي، اتخذ منعطفا جديدا إزاء هجمات إسرائيل، منذ لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينت، أواخر شهر تشرين الأول /أكتوبر الماضي، إذ كانت روسيا قبل ذلك اللقاء دائما ما تعلن عن التصدي للصواريخ الإسرائيلية، مع ذكر تفاصيل الأسلحة المستخدمة، إلا أن موسكو غيّرت من استراتيجيتها مع بدء قصف إيران في مناطق الساحل السوري.

اقرأ أيضا: ماذا تريد “حماس” من دمشق وما دور “حزب الله”؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة