مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف في سوريا، لا ترتفع أسعار أجهزة التكييف أو قوالب الثلج فقط، بل تصل أيضا إلى أسعار الكراسي البلاستيكية التي يستخدمها الأهالي عموما للجلوس في السهرات على الشرفات وعلى أسطح المنازل، أو حتى في الشوارع وساحات البيوت العربية، وبحسب تقرير محلي، فإن سعر الكرسي الواحد يبلغ حوالي 45 ألف ليرة سورية.

نصف راتب الموظف

“تبديل كرسيين بكرسي جديد”، عبارة درجت مع بداية فصل الصيف لباعة جوالين في شوارع محافظة اللاذقية، معلنين بصوت عالٍ عبر مذياع السيارة عن عروض معامل البلاستيك لاستبدال الكراسي القديمة مشعورة كانت أم مكسورة بأخرى جديدة، وذلك في ظل ارتفاع أسعار المواد البلاستيكية بشكل عام، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الأربعاء.

ويردف أحد المواطنين للصحيفة المحلية، إن ثمن الكرسي البلاستيك اليوم بات يضاهي نصف راتب الموظف ليصل في بعض أنواعها إلى 45-40 ألف ليرة، ما جعل عملية التبديل مع الباعة الجوالين أمرا هينا، ومنقذا للجلسات الصيفية على الشرفات.

ووفق بائع جوّال، أن عملية التبديل تفيد الطرفين، “المعمل والمستهلك” بالوقت ذاته، فمن ناحية يتمكن الشاري من الحصول على كرسي جديد مقابل كرسي مكسور لا يمكنه الاستفادة منه مطلقا وربما يكون مصيره القمامة.

وأضاف البائع الجوّال “من جهة ثانية يقوم المعمل بإعادة تدوير وصناعة المواد البلاستيكية من جديد لتصنع بمواد جيدة ربما تكون من إنتاج معمله نفسه، فيقوم بتجميع القديمة وتصنيعها من جديد وفق آليات معينة ما يوفر المال على الطرفين، ونحن بدورنا نكسب نسبة معينة من هذه العملية”، على حد قوله للصحيفة المحلية.

قد يهمك: سعرها يقارب النصف مليون ليرة.. انتشار المراوح المزودة بالبطاريات في سوريا

أسعار الكراسي البلاستيكية

ضمن سياق أسعار الكراسي البلاستيكية، تبيّن أن أسعار الكراسي تبدأ من 23 ألف ليرة حتى 45 ألفا، حسب النوع والجودة والمواصفات، منها كراسي بلاستيكية مجدّلة “دون يدين” تباع بـ30 ألف ليرة وهي من شركات محلية معروفة، و”ذات اليدين” تباع ما بين 45-35 ألف ليرة حسب الحجم والنوعية، في حين توجد أنواع أخرى تتراوح بين 33-17 ألف ليرة منها صنف نخب ثان وثالث، علما أنها كانت لا تتجاوز سعر 1500 ليرة قبل سنوات، وفق صحيفة “الوطن”.

وأشارت الصحيفة المحلية، إلى أن الطاولات البلاستيكية تباع حسب القياس المتري، ويصل متوسط سعر المتر إلى 60 ألف ليرة للنوعيات الجيدة وفق ما ذكر أحد الباعة، قائلا إن الأسعار ارتفعت كثيرا مقارنة بالسابق إذ كانت سعر الطاولة لا يتجاوز 6 آلاف ليرة لتصبح اليوم بحوالي 60 ألف ليرة، صغيرة الحجم (متر)، و120 ألفا في حال كانت كبيرة الحجم (متران).

أسعار كراسي النزهات والمظلات

في المقابل، تتصدر كراسي النزهات والمظلات الشمسية، الأرصفة أمام عدد من المحال في المدينة، مع موسم الصيف والرحلات البحرية والجبلية للاصطياف، لتبدأ أسعار الكراسي المخصصة لتلك الرحلات وسهلة الحمل في السيارات لكونها “قابلة للطي” من سعر 25 ألف ليرة “كرسي أطفال” حتى 40 ألف ليرة لكرسي الكبار، في حين يباع طقم كنبايات الحديقة “ثلاثية وثنائية و2 مفردة وطاولة صغيرة” بحوالي مليون ونصف المليون ليرة، ويزيد السعر حسب عدد القطع المكونة للطقم.

وبحسب تقرير صحيفة “الوطن” المحلية، فإن المظلات الشمسية تباع بشكل لافت خلال هذا الصيف، وتبدأ أسعارها من 115 ألف ليرة حتى 175 ألفا، حسب الحجم وجودة القماش ونوع المعدن الداخل في تصنيع قاعدتها وقوائمها سواء كانت حديدية أم ألمنيوم، فيما تبدأ أسعار “الكراسي الحديدية الدوارة المفرغة” وهي تسمى “كراسي الرفاهية” بسعر 350 ألف ليرة حتى 750 ألفا للكرسي الواحد وفقا للحجم.

من جانبه، رئيس اتحاد الحرفيين في اللاذقية جهاد برو، أوضح إن ارتفاع تكاليف تصنيع هذه السلع أدى إلى زيادة أسعارها في السوق بشكل عام.

وأشار برو، إلى أن المواد الأولية لتصنيع الكراسي والطاولات البلاستيكية ارتفعت أسعارها حتى 70 بالمئة عما كانت عليه سابقا، إضافة لارتفاع أسعار استجرار الطاقة الكهربائية بشكل كبير، وارتفاع تكلفة مادة المحروقات لعدم توفرها، وارتفاع أجور النقل والأيدي العاملة ناهيك عن ارتفاع الضرائب.

وأردف رئيس اتحاد الحرفيين بالقول، إن غلاء هذه المواد مقارنة بسنوات سابقة أدى إلى عزوف المستهلك عن شرائها، بسبب ضعف القدرة الشرائية إلا في الحالات الضرورية، وفق تعبيره.

مراوح على البطاريات

مع ارتفاع درجات الحرارة وخاصة خلال شهر تموز/يوليو الشديد الحرارة في عموم المحافظات السورية، لتصل أحيانا خلال فترة الظهيرة إلى نحو 40 درجة مئوية، وفي ظل شحّ الكهرباء وساعات التقنين الطويلة، بات السوريون يشترون أدوات التكييف التي تعمل على البطاريات. وبحسب تقرير محلي يوم أمس الثلاثاء، فإن المراوح التي تعمل بالبطاريات، هي الأكثر مبيعا في هذه الأيام، حيث يقارب سعر المروحة الواحدة ذات البطارية الداخلية نحو 400 ألف ليرة سورية.

عدد من أصحاب محال الأجهزة الكهربائية المنزلية بمحافظة حماة، أفادوا سابقا أن المراوح التي تعمل بالبطاريات إضافة للكهرباء، هي الأكثر مبيعا في هذه الأيام.

في حين تراوحت الأسعار ما بين 150 ألف ليرة سورية للمروحة ذات البطارية الخارجية، و400 ألف ليرة لذات البطارية الخارجية، وأشاروا إلى أن المراوح ذات البطاريات الخارجية، هي المطلوبة أكثر من غيرها، لكونها رخيصة الثمن، وتتناسب إلى حد ما مع مستوى مداخيله.

ووفق تقرير صحيفة “الوطن” السابق، يوم أمس الثلاثاء، فإن الأسعار هذا العام زادت عن سابقه بنحو 40-30 بالمئة، بسبب زيادة تكاليف الاستيراد، أو الإنتاج وأجور الشحن بين المحافظات وفق التجار الكبار والمستوردين.

وبشكل عام تلجأ بعض العائلات إلى إصلاح وإعادة تأهيل الأدوات الكهربائية القديمة، لتشغيلها مجددا، إلى جانب استبدال الأغراض القديمة بالجديدة في حال توفره، مثل الكراسي البلاستيكية، بسبب عدم قدرتهم على شراء أدوات جديدة، كل ذلك أفضى إلى تنشيط سوق لبيع الأدوات القديمة والمستعملة في كل محافظة على حدا.

قد يهمك: طريقة جديدة في سوريا لإيقاف ارتفاع الأسعار.. هل تنجح؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.