على الرغم من مرور يومين على الهدوء الحذر في مدينة طفس في ريف درعا الغربي، بعد الاشتباكات الأخيرة التي جرت بين معارضين في المدينة وقوات حكومية، إلا أن الأخيرة استمرت بمنع المزارعين من الوصول لأراضيهم في مخالفة للتفاهم، الذي جرى بين الطرفين قبل يومين، وهذا ما دفع الروس للتدخل بينهما.

وفد روسي في درعا

اجتماع جرى ظهر اليوم الأحد في مدينة درعا، ضم ممثلين عن لجنة التفاوض في مدينة طفس، مع وفد روسي، بحضور كل من رئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي، ومحافظ درعا لؤي خريطة.

وبحسب مصدر محلي لـ”الحل نت”، فقد طالب ممثل لجنة التفاوض نقلا عن أهالي مدينة طفس، بسحب القوات الحكومية التي قامت بحصار المدينة قبل عدة أيام، وإعادتها إلى ثكناتها العسكرية، والسماح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم للتمكن من جني محاصيلهم، التي تسبب منعهم بالوصول إليها بخسارتهم بمئات الملايين.

وأشار المصدر، إلى أن الضباط الروس في الاجتماع، أكدوا للجنة التفاوض أنهم سيقومون بتلبية مطالب الأهالي، في حين أن رئيس فرع الأمن العسكري يصر على تثبيت حاجز عسكري على طريق طفس درعا، وهو ما رفضه الأهالي بشكل قاطع.

إقرأ:تطورات في درعا والسويداء فما الجديد فيها؟

هدوء نسبي

بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، فإن مصدرا محليا في طفس، نقل لـ”الحل نت” قبل أيام، تصريح المتحدث باسم لجنة التفاوض في مدينة طفس، حسين الزعبي، الذي أكد أنه تم التوصل يوم الخميس الماضي، إلى صيغة توافقية مع ضباط الجيش السوري، حول مدينة طفس، يقضي بوقف فوري لإطلاق النار في المدينة، مبينا أن الاتفاق يقضي بإخراج بعض الشخصيات المطلوبة للنظام من مدينة طفس، شريطة انسحاب قوات النظام من محيط طفس خلال الساعات القادمة، وقد صدر بيان رسمي بالاتفاق.

وكان الجيش السوري، بدأ يوم الأربعاء الماضي بفرض حصار على مدينة طفس، بحجة اعتقال مطلوبَين داخل المدينة، وهما إياد جعارة وعبيدة الديري، حيث نشر الجيش عناصره يوم الأربعاء الماضي، على الطريق الواصل بين درعا وطفس، بعد إغلاق الطريق بالكامل، وإنشاء ثلاث نقاط عسكرية، مدعومة بالدبابات والأسلحة المتوسطة.

كما أرسل تعزيزات إلى تل السمن القريب من مدينة طفس، وتل أم حوران بين نوى وجاسم، بالإضافة لتعزيزات مشابهة تمركزت في الملعب البلدي بدرعا، وعلى الطريق الواصل بين درعا واليادودة، بحسب مصادر لـ”الحل نت”.

قام عناصر الجيش السوري، يوم الأربعاء الماضي، باستهداف محيط مدينة طفس وبلدة اليادودة بريف درعا الغربي، بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة، ما أدى لسقوط قتيل (عصام ناصر الشعابين)، وإصابة عدد من المدنيين بجروح.

وجاءت عمليات القصف، بعد اجتماع جرى في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، بين اللجنة الأمنية في درعا، ووجهاء من عدة مدن وبلدات، طلبت فيه اللجنة تسليم مطلوبين للأجهزة الأمنية، أو سيكون في مقابل الرفض عملية عسكرية واسعة، مع إعطاء مهلة للأهالي لـ48 ساعة للالتزام بطلب اللجنة.

وكان تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى حالة من التوتر تسود في ريف درعا الشمالي المعروف بـ”الجيدور” والذي يضم مدن جاسم وإنخل والحارة، بعد وصول حشود عسكرية تابعة لحكومة دمشق إلى محيط مدينة جاسم خلال الأيام الماضية.

وأوضحت مصادر محلية لـ”الحل نت”، أن القوات الحكومية قامت مؤخرا، بإغلاق الطرقات الزراعية في منطقة المزيرعة غربي مدينة جاسم بسواتر ترابية، كما قام عناصر أمن الدولة والأمن العسكري المتمركزين في مبنى المركز الثقافي داخل مدينة جاسم، بتحصين المبنى تحسبا لأي هجوم محتمل من المعارضة.

كما قامت القوات الحكومية قبل أيام، بتحصين مواقعها في منطقة “تل المطوق” بالقرب من جاسم، وسط معلومات تشير إلى نية اقتحام المدينة، خاصة بعد تهديد ضباط الأمن العسكري على رأسهم رئيس الفرع في درعا، العميد لؤي العلي، باقتحام المدينة في حال لم يتعاون سكانها وعناصر المعارضة فيها مع الجيش في محاربة خلايا “داعش” في المنطقة.

قد يهمك:درعا: تهديد بعملية عسكرية.. ماذا جرى في اجتماع اللجنة الأمنية؟

ومن الجدير بالذكر أنه وبحسب مراقبين لـ”الحل نت”، فإن أي هدوء في درعا هو هدوء مؤقت وحذر، إذ أن تدخل الروس اليوم في المفاوضات دليل على توتر الأوضاع لدرجة كبيرة مع تسريبات بنية دمشق والميليشيات الإيرانية شن حملة عسكرية كبيرة مستغلين الانحسار في التواجد الروسي في المحافظة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.