لا يتوقف مسلسل الاقتتالات الداخلية بين أطراف القوى المتواجدة ضمن مناطق سيطرة الحكومة السورية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث يعيش الأهالي ضمن مدينة الميادين (الواقعة في الريف الشرقي) لليوم الثالث على التوالي، حالة من الذعر والقلق المرتقب، خشية تجدد الاشتباكات التي اندلعت الثلاثاء الفائت، بين ميليشيا “الدفاع الوطني” و”الفرقة الرابعة”.

ترهيب للأهالي

أحد أصحاب المحلات التجارية في المدينة، فضل عدم كشف اسمه، تحدث لـ “الحل نت” قائلا، بإن الاشتباكات بين عناصر “الدفاع الوطني” وعناصر من “الفرقة الرابعة”، وقعت ضمن مركز المدينة، حيث تسببت بإغلاق المحلات وانقطاع حركة البيع والشراء، والتزام السكان لمنازلهم خشية على أرواحهم من الرصاص الطائش.

مشيرا إلى أن الحالة باتت لا تطاق مع استمرار هذه الاشتباكات بداخل الأسواق أو الأحياء السكنية، والتي تهدد أمن وسلامة الأهالي، إلى جانب تعطيل أعمالهم، بدون أي تدخل جدي من قبل الحكومة لوضع حد لها.

ما السبب؟

مراسل “الحل نت” أوضح سبب الاشتباك، بقيام حاجز عسكري تابع للأخيرة في مدخل مدينة الميادين الشرقي، بمصادرة شحنة مواد غذائية وسلع تجارية تعود لأحد قادة ميليشيا “الدفاع الوطني” في المدينة، كما قامت باعتقال أفراد الحماية التابعة لها، والسائقين واحتجاز الشحنة بالكامل، بدعوى أنها قادمة بطريقة غير شرعية من مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية “قسد” على الضفة المقابلة لنهر الفرات.

معاناة مستمرة

من جهته أفاد الصحفي عبيدة عبد الرحمن لـ “الحل نت” بأن معاناة أهالي مدينة الميادين والقرى التابعة لها، لا تتوقف عند حد الاشتباكات الداخلية بين الأطراف آنفة الذكر، بل تصل إلى مرحلة التعدي عليهم وابتزازهم من قبل عناصر الطرفين، حيث وقع شجارا بين عنصرين من “الدفاع الوطني” وثلاثة شبان من أبناء المدينة، مساء أمس، بعد محاولة عنصر من الميليشيا سلب أحد الشبان مبلغ مالي أثناء مروره على حاجز لهم بالقرب من مشفى الطب الحديث سابقا. 

موضحا أن الحادثة بدأت بمشادات كلامية وتطورت إلى عراك بالأيدي، قبل أن تتدخل شرطة المنطقة، التي اكتفت بفض الشجار، دون أن تتخذ أي إجراءات أو حتى دعوة عناصر الحاجز للكف عن هذه التصرفات والمضايقات.

تجاوزات لا تنتهي

أحد أهالي المدينة تحدث لـ “الحل نت” مفضلا عدم الكشف عن هويته تجنبا للملاحقة الأمنية، قال إن المدنيين يعانون من انتهاكات كثيرة من قبل عناصر “الدفاع الوطني” و”الفرقة الرابعة” المنتشرين على الحواجز في المنطقة، كإطلاق النار في ساعات متأخرة من الليل بشكل عشوائي ودون أسباب، والاعتداء على الأهالي تحت تأثير الكحول.

لافتا إلى أن عناصر كلا الجانبين يقومون بنصب حواجز عسكرية مؤقتة أو ما تعرف بـ “الطيّارة” على أطراف المدينة ومداخلها ومخارجها بشكل مستمر، مهمتها اعتراض المارة، وسلب مبالغ مالية منهم، مقابل السماح لهم بالتحرك وعدم الاعتقال.

وأكد جميع الأهالي ممن التقاهم مراسل “الحل نت” بأنهم قدموا عدة شكاوى إلى فرع الأمن الجنائي التابع للحكومة، ولقيادة شرطة المنطقة، لإيقاف هذه التجاوزات، خاصة بعد الاشتباكات الأخيرة، إلا أن مطالبهم لم تلق تجاوبا أو أذانا صاغية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.