حتى مع بدء اليوم الأول للمدارس الحكومية في سوريا، غدت بسطات القرطاسية مشهدا مألوفا، فبسبب النقص الحاد في المواد الأكاديمية، بما في ذلك دفاتر وأقلام الرصاص وحقائب الظهر وحتى الزي المدرسي، أصبحت بسطات القرطاسية المنتشرة في الأسواق الرئيسية في البلاد، واحدة من الأماكن التي يلجأ إليها الكثير من الناس. فبعد أن تضاعفت تكاليف القرطاسية في العام الماضي، اضطر العديد من الناس إلى إعادة ترتيب أولوياتهم بحيث تتناسب مع الزيادة في الأسعار ومع مداخيلهم.

“تفي بالغرض ما دام سعرها أرخص”

في الوقت الذي شهدت فيه الأسعار ارتفاعات غير مسبوقة، ما اضطر الكثيرون إلى شراء المستلزمات الضرورية فقط وعلى دفعات أولا بأول، تشهد أسواق القرطاسية في محافظة درعا، سباقا محموما من قبل الناس لإكمال شراء القرطاسية والزي المدرسي لأولادهم.

ومن دون الخوض في تفاصيل، وبحسب ما نقلته صحيفة “تشرين” المحلية”، اليوم الأحد، فإنه يمكن القول أن أسعار القرطاسية لهذا العام شهدت تضخما كبيرا، مما جعل من الصعب على الكثيرين أن يواكبوها. ونتيجة لذلك، لجأ جزء كبير من المواطنين إلى البسطات المنتشرة في جميع أنحاء الأسواق، وعلى الأرصفة لشراء مستلزمات أطفالهم، مما أدى إلى زيادة أسهم هذه الأخيرة.

ووفقا لربات البيوت، فإنه بسبب انخفاض سعر سلع البسطات نسبيا بالمقارنة بتسعير المحلات التجارية، فإن الفرق في بعض السلع يتجاوز 30 بالمئة، لذلك أصبحت مأوى للعديد من الأسر ذات الموارد المحدودة.

وطبقا لتقرير الصحيفة، فإن المعروض على هذه البسطات أقل جودة من المعروض في المكتبات والمحال المتخصصة، لكنه “يحقق الغرض ما دام سعره أقل، ويخفف أعباء العام الدراسي على الكثير من العائلات، خاصة تلك التي تملك أكثر من طالب واحد”.

غياب تام للحكومة

وعبّر أحد المتسوقين عن أمله في أن يقوم المسؤولون، والمدرسون في المدارس بالبحث في الظروف المادية لأسر الطلبة حتى لا يكون الطلب مفرطا في القرطاسية، والاكتفاء بالضروري فقط، وأن تقوم الكوادر بمتابعة التعميم الذي أصدرته وزارة التربية مؤخرا، والذي حددت فيه حاجة كل طالب من الدفاتر والأقلام وغيرها.

ويواصل الناس شراء اللوازم المدرسية من الأسواق والبسطات، حتى وإن كانت أقل جودة، بسبب ضعف التدخل الإيجابي من جانب المؤسسات المعنية في سوق القرطاسية. ويعود السبب في ذلك إلى أن معارض التّسوق التي أقامتها فروع “التجارة السورية”، كانت مقتصرة فقط على الكتب، وبعض القرطاسية.

ووفقا للمهندس عمر الساعدي، مدير فرع التجارة السوري في درعا، فإن ثلاث قاعات فقط (درعا، الصنمين، إزرع) لديها أقسام لبيع القرطاسية هذا العام. تحتوي هذه الأقسام على مواد قرطاسية متنوعة، لكن بكميات أصغر من المعتاد. وعزا السعدي، ذلك إلى قلة توفير المستلزمات من الإدارة العامة للمؤسسة.

الجدير ذكره، أن محافظة درعا لم تشهد هذا العام معارض ومهرجانات متخصصة بالقرطاسية، كالتي كانت الفعاليات الاقتصادية تقيمها في سنوات ماضية تحت مسميات مختلفة أبرزها “مهرجان العودة للمدارس”، باستثناء مبادرة أطلقها اتحاد عمال درعا، الذي نظّم معرضا للقرطاسية، واللوازم المدرسية في صالة الاتحاد استمر أسبوعا فقط.

الأسعار مضاعفة

الأسواق السورية شهدت هذا العام، مضاعفة أسعار المستلزمات المدرسية، إذ سيجد المتسوق في أسواق جميع المحافظات السورية المشهد نفسه؛ وهو تشكيلة واسعة من الملابس المدرسية التي حرص أصحاب المحلات على إبرازها، والتركيز على ما يسمى بالموديل الجديد لهذا العام؛ ما سيكون بلا شك تبريرا لرفع سعر القطعة بآلاف إضافية، والأمر ينطبق أيضا على الحقيبة المدرسية، حيث تبدأ الأسعار من 20 ألف ليرة سورية، وتصل إلى 30 ألفا، في المناطق الشعبية.

وبحسب ما رصده “الحل نت”، يتراوح سعر البنطال المدرسي، بين 25 إلى 60 ألف ليرة، وكذلك القميص، لتتجاوز أقل تكلفة للباس المدرسي مع الحذاء 150 ألفا، وتصل أحياناً إلى 300 ألف، وتختلف الأسعار بين الصعود والهبوط تبعا للأسواق، وتصنيفها إما شعبية أو غير شعبية، إضافة إلى المولات والماركات.

وبلغ سعر “دزينة” أقلام الرصاص 4500 ليرة، وأقلام الحبر تراوح سعرها بين 7-10 آلاف ليرة، أما أسعار المقلمة فتراوحت بين 2500-20000 ألف ليرة، وقد تراوح سعر الممحاة، والمبراة بين 500-800 ليرة، وسعر علبة الهندسة بين 5-15 ألف ليرة.

وعليه، يبدو أن تأمين مستلزمات المدارس، بات يشكّل عبئا ثقيلا على الأهالي، وجعلهم في حيرة من أمرهم تجاه تدبّر احتياجات أبنائهم منها، وخاصة أن الأسرة الواحدة لديها أكثر من فرد في المدرسة، حيث أوضح عدد من الأهالي، أن شراء المستلزمات المدرسية لن يكون دفعة واحدة بالنسبة للدفاتر والأقلام؛ بل “أولا بأول وللضروري فقط“، وفق تقارير محلية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.