مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد 2022/2023، في مناطق شمال غرب سوريا، تعود ظاهرة الاحتجاجات من قبل المعلمين على أوضاعهم وسوء تقديرهم من الحكومات المسيطرة على المنطقة، إن كان من قبل “الحكومة المؤقتة” العاملة تحت كنف “الجيش الوطني” المعارض والمدعوم من أنقرة، أو “حكومة الإنقاذ” التابعة لـ “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقا).

وقفات احتجاجية

ناشطون محليون، قالوا لموقع “الحل نت”، إن “عشرات المعلمين في مدينة الراعي شمال حلب، نظموا يوم الخميس الماضي، وقفات احتجاجية، بسبب تردي الواقع التعليمي في المنطقة”.

مهند اليوسف أحد المشاركين في الاحتجاجات قال لموقع “الحل نت”، إن “الوقفات الاحتجاجية التي حصلت نهاية الأسبوع الماضي، هو بداية لسلسة من الوقفات التي تندد بالواقع التعليمي وأوضاع المعلمين في مدينة الراعي وريف حلب بشكل كامل”.

وأضاف اليوسف، أن “الوقفات جاءت بعد مطالبات بتحسين واقع التعليم لأكثر من عام من دون أن يستجيب المعنيون لهذا الأمر”.

100 دولار راتب المعلم

من جانبه قال أحمد الناصر، مدرس مادة لغة عربية، لموقع “الحل نت”، إن “الأسباب التي دفعته للمشاركة في الاحتجاجات، هو قلة المدخول المخصص للمعلمين من قبل المجالس المحلية التي تتبع للولايات التركية، والحكومة المؤقتة، حيث لا يتجاوب راتبه الشهري 100 دولارا أمريكيا”.

وأوضح الناصر، أن “سوء تقدير المعلمين في مناطق ريف حلب الشمالي، ينذر بكارثة ضمن القطاع التعلمي، والأمر الذي سوف يجبر آلاف المعلمين على عدم الالتحاق بالمدارس هذا العام، مما يعني أن هناك آلاف الطلاب على باب التسرب المدرسي”.

بين “المؤقتة” و”الإنقاذ”

الناشط سليم الريا، المطلع على الملف التعليمي في “الحكومة المؤقتة” بريف حلب و “حكومة الإنقاذ”، قال بتصريح خاص لموقع “الحل نت”، إن “لا سياسة واضحة بما يخلص ملف التعليم، من قبل الحكومات الفارضة سيطرتها على المناطق الخارجة عن سيطرة القوات الحكومية السورية، شمال غرب سوريا”.

وأشار الريا إلى أنه “في محافظة إدلب، أكثر من 5555 معلم لا يتلقون أجور مادية حيال الخدمات التي يقدمونها، وعدد كبير منهم عزف عن مهنة التعليم خلال السنوات الماضية”.

وأضاف الريا، أن “أجور المعلمين التي تخصصها حكومة الإنقاذ في إدلب، لا تتجاوز 120 دولارا امريكيا، ويفرض على المعلم التدريس في عدة مدارس، كما يتم منع العمل المزدوج للمعلم، وهذه الأسباب التي تدفع المعلمين لترك التعليم”.

تعاني محافظة إدلب في شمال غربي سوريا، من ضعف شديد في القطاع التعليمي بسبب قلة الدعم المقدم من الجهات المانحة بعد سيطرة “حكومة الإنقاذ” على المنطقة.

ويبلغ عدد الطلاب في مناطق شمال غرب سوريا نحو388501 طالبا، فيما بلغ عدد المعلمين 16356 معلما معهم 5500 معلما لا يتلقوا أجور مادية، فيما بلغ عدد الطلاب المتسربين عن الدراسة بسبب عمليات التهجير والنزوح، إلى جانب المنخرطين في سوق العمل والزواج المبكر، 209581 طالبا وطالبة.

ويبلغ عدد المدارس العاملة في محافظة إدلب 966 مدرسة، منها 131 مدرسة متضررة ومهدمة بشكل كلي بسبب قصف القوات الحكومية للمدارس والمنشأة التعليمية في المنطقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة