خوف أو ضيق معيشي أو ازدياد مستوى العنصرية أو أسباب عديدة، يبدو أنها تمنع العديد من العائلات السورية في تركيا عن إرسال أبنائها لمواصلة التعليم في المدارس التركي بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، اليوم الاثنين.

وليست هذه السنة الأولى التي لم يلتحق فيها مئات آلاف الأطفال السوريين بالمدارس التركية، بل بينهم أطفال لم يلتحقوا بالمدارس منذ سنتين أو أكثر أو لم يتم تسجيلهم بالأصل.

يؤكد ما سبق، الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة التعليم الوطني والتي تفيد بوجود قرابة ثلث الأطفال السوريين ممن هم في سن الدراسة خارج المدارس التركية.

ورصد مراسل “الحل نت” في تركيا، انقطاع العديد من الأطفال السوريين عن متابعة التعليم، الآن هم في المنزل أو في العمل برفقة آبائهم أو إخوانهم في الوقت الذي بدأ فيه العام الدراسي الجديد في تركيا، فما الأسباب وما الحلول؟

أزمة كبيرة

إحصائيات وزارة التعليم الوطني التركي، تشير لوجود ما يقارب مليون و124 ألف طفل سوري، أعمارهم بين خمس سنوات إلى 17 سنة، هم في سن الدراسة، بينما يظل منهم 35 بالمئة خارج مقاعد الدراسة.

وحسب المعطيات أعلاه، يبدو أن هناك ما يقارب 393 ألفا و400 طفلا خارج مقاعد الدراسة، فيما تؤكد وسائل إعلام تركية، أن عدد الطلاب السوريين خارج المدارس التركية يزيد عن 400 ألف طفل سوري.

ومن بين العائلات التي تواصلنا معها، عائلة الشاب وليد الأحمد وهي تقيم في ولاية قيصري وسط البلاد، يقول لـ “الحل نت”: إن “ابنه الكبير لو دخل المدرسة كان لابد أن يكون اليوم في الصف الثاني، لكنه يخشى من التعرض لأي موقف عنصري من قبل زملائه في الصف إضافة لعجزه عن سد مصاريف ابنه الدراسية”.

الأحمد يضيف، بأنه “سمع بعدة حالات لعائلات أخرى قريبة منه كان أبنائهم قد تعرضوا لتمييز عنصري، إضافة لتكاليف تجهيز ابنه للمدرسة التي تغطي له إيجار شهرين للمنزل”.

وتؤكد العديد من التقارير والحوادث التي حصلت خلال أوقات سابقة، أن الطلبة السوريين في المدارس التركية معرضين لسوء المعاملة أو التمييز او العنصرية، إضافة لذلك فإن الأهالي يواجهون صعوبات أثناء تسجيل أبنائهم في المدارس.

حلول للأزمة

أزمات ومشاكل كثيرة تواجه ذوي الأطفال السوريين الذين هم في سن الدراسة وخارج المدارس فيما تمضي سنة أخرى ولا حلول مجدية تلوح في الأفق لدرء هذه الأزمة.

طه الغازي، المهتم بقضايا اللاجئين السوريين في تركيا، يقول لـ “الحل نت”: “من أجل إيجاد بيئة تعليمية لهؤلاء الأطفال، يجب البحث عن أسباب عدم تواجدهم في المراكز التعليمية الحكومية، والأسباب عديدة، على رأسها تنامي خطاب الكراهية والتمييز العنصري إضافة للحالة الاقتصادية والتعقيدات الإدارية عند تسجيل الطلاب السوريين في المدارس”.

الغازي يضيف، بأن “إسطنبول على سبيل المثال، كان هناك عدد كبير من الطلاب السوريين لم يتمكنوا من التسجيل في المدارس بسبب مشاكل متعلقة بوثائق الكيملك الخاصة بهم، فبعد انتخابات عام 2019، أصدر والي إسطنبول قرار يمنع فيه أي طالب سوري لديه كيملك غير ولاية أن يسجل في مدارس إسطنبول”.

وبالنسبة للحلول التي يمكن أن تعالج هذه الأزمة، يجيب الغازي، بأن “الحلول تكمن بالتنسيق بين رئاسة الهجرة ووزارة التعليم ومنظمات المجتمع المدني، ولابد في المرحلة الأولى أن يتم التخلص من التعقيدات الإدارية وخلق بيئة مساعدة لالتحاق الطلاب السوريين في المدارس التركية”.

يتابع، بأن “هناك حلول أخرى، مثل افتتاح مراكز تعليمية موازية للتعليم الحكومي، بهدف عدم إبقاء الطفل خارج الدراسة، أما الهدف من الموضوع فهو فقط للحفاظ على الطفل وعدم تركه فريسة لكل من يتواجد في بيئات مجتمعية سلبية في العمل أو الشارع”.

الجدير بالذكر أن العام الدراسي الجديد بدأ في تركيا بأولى أيامه، اليوم الاثنين، فيما وصل عدد الطلاب والطالبات في جميع المراسل الدراسية إلى 19 مليون مع وجود أكثر من مليون و600 ألف معلم ومعلمة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.