رغم التحذيرات العديدة التي صدرت من جهات طبية وصحية في مناطق شمال غرب سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، أعلن “برنامج الإنذار المبكر والاستجابة EWARN”، عن تسجيل أول إصابة بوباء “الكوليرا” في ريف حلب الشمالي، فما هي المخاطر المترتبة على المنطقة في الأيام المقبلة؟

أول إصابة

مصدر طبي خاص، قال لموقع “الحل نت”، إن “الفرق الطبية في منطقة جرابلس شرق حلب، سجلت أول إصابة بجرثومة “الكوليرا”، ونقلت إلى مشفى جرابلس العام”.

وأضافت المصادر، أن “المصاب يبلغ من العمر 40 عام، ظهرت عليه أعراض الوباء، في حين عملت فرق طبية على إجراء فحوصات لمنطقة المصاب، ليتبين وجود بئر مياه ملوث جرثوميا”.

إصابة واحد فقط مؤكدة

الدكتور محمد الصالح منسق “برنامج الإنذار المبكر” في ريف حلب الشمالي، أكد خلال حديث مع “الحل نت”، تسجيل إصابة واحدة فقط بمناطق شمال غرب سوريا وفق المختبر الوبائي في شبكة الانذار المبكر.

وقال الصالح: “مرض الكوليرا مرض جرثومي ينتقل بالطريق البرازي الفموي، أي عن طريق مياه الشرب والخضار والفواكه الملوثة بمياه الصرف الصحي، ومنطقتنا تعرضت لدمار البنى التحتية بشكل كبير وتخربت شبكات الصرف الصحي، بالاضافة لشح المياه النظيفة الصالحة للشرب، وغلاء ثمنها إن توفرت، واعتماد الكثير من المزارعين على ري المحاصيل بمياه الصرف الصحي، والمرافق الصحية المشتركة بالمخيمات وضعف الخدمات المتوفرة الخاصة بالتعقيم والنظافة، كلها عوامل تجعل الوضع سيء في حال انتشار الكوليرا في شمال غرب سوريا”.

وأضاف الصالح، أن “الكوليرا من الأمراض التي يصعب منع انتشارها في البلدان والمناطق غير المستقرة، لكن يمكن تخفيف وطأتها عبر اتباع وسائل الوقاية والتي تتضمن غسل اليدين بشكل صحيح، وتنقية وكلورة مياه الشرب، وغسيل الخضار بطريقة صحيحة وكذلك طهي الطعام بشكل جيد، وعدم الاعتماد على الأطعمة من مصادر غير معروفة أو الغير موثوقة المصدر”.

وأشار الصالح إلى أنه “لا يوجد ما يمنع انتشار الوباء، كون المنطقة مفتوحة، وهناك أكثر من مليون شخص يعيشون في المخيمات، وتفتقر لمياه الشرب الصالحة إضافة لوجود مساحات مزروعة بالخضار والفواكه والتي تعتمد في سقايتها على الصرف الصحي”.

القطاع الطبي مهدد بالانهيار

محمد حلاج قائد فريق “منسقو استجابة سوريا”، قال لموقع “الحل نت”، إن “تفشي المرض في المنطقة، ينذر بكارثة إنسانية داخل المخيمات، وداخل القطاع الطبي”.

وأضاف الحلاج، أن “القطاع الطبي يعاني من هشاشة كبيرة، ومن المتوقع أن ينهار كما حصل في وقت تفشي فايروس كورونا قبل عام من الأن، وخاصة في ظل عدم وجود استجابة من المنظمات العاملة بالمنقطة”.

وسبق أن قال الحلاج، إن “تفشي المرض سيكون كاسحا لدى آلاف الأشخاص في حال انتشاره، وخاصة القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة التي تعاني منها مئات المخيمات ،إضافة إلى مخاطر الصرف الصحي المكشوف والذي يعتبر عاملاً لتفشي الأمراض”.

ويبلغ عدد مخيّمات النازحين في شمال غربي سوريا 1489مخيما، يسكنها نحو مليون ونصف مليون نازحا، من بينها 496 مخيما عشوائيا.

ويفتقر النازحون في مناطق شمال غرب سوريا لمقومات الحياة، وتعيش المخيمات الواقعة قرب الحدود السورية التركية، أزمة إنسانية هي الأسوأ منذ سنيين، بسبب قلة الدعم المقدم من قبل المنظمات العاملة في المنطقة، إضافة لسوء الأوضاع الاقتصادية الناتجة عن التضخم العالمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة