يبدو أن مسلسل “النار بالنار” سيكون على رأس قائمة المسلسلات المثيرة للجدل هذا الموسم، فبعد عرض 10 حلقات من المسلسل، حظي العمل بالكثير من الإشادات، وتصدرت بعض مشاهده قائمة المواضيع الأكثر تداولا على مواقع التواصل الاجتماعي.

آخر المشاهد التي أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل، كان مشهد خلع مريم لحجابها، والتي تجسد شخصيتها الممثلة السورية كاريس بشار، وذلك بعد أن توجّهت مريم إلى “سمسار” بهدف الحصول على جواز سفر “مزوّر” بعدما خسرت جميع أوراقها الثبوتية عندما خرجت من سوريا متجهة نحو لبنان.

مشهد خلع الحجاب يتصدر التريند

المشهد تم عرضه في الحلقة التاسعة من المسلسل، حيث توجهت مريم برفقة عمران (عابد فهد)، إلى مكتب “سمسار” للحصول على جواز سفر بهدف تسهيل حركتها داخل لبنان، وهناك يطلب منها السمسار خلع حجابها عند التقاط الصورة الشخصية الخاصة بجواز السفر.

المصور برر طلبه، بأن ذلك سيساعدها أكثر عند تجوالها في لبنان، ولن يعرف أحد أنها تحمل الجنسية السورية، وبالتالي تصبح تحركاتها داخل لبنان أكثر سهولة. وما أن انتهى عرض الحلقة، حتى انهالت التعليقات المهاجمة لذلك المشهد على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

عشرات الأشخاص برّروا انتقادهم لهذا المشهد، بأن طريقة الحجاب التي تعتمدها مريم في المسلسل ليس بالضرورة حكرا على النساء السوريات، ومن الممكن أن يكون هناك نساء لبنانيات يلبسن الحجاب بنفس الطريقة، بالتالي طلب المصور من مريم خلع حجابها ليس مبررا إطلاقا، في حين برر آخرون طلب المصور بالعنصرية التي يتعرض لها السوريون في كثير من الأحيان عند تجولهم في لبنان.

شام عيون، هاجمت عبر حسابها في موقع “تويتر” مشهد خلع مريم لحجابها وقالت، “كل شي مسبات وقصص مو منيحة ليللي كان مسؤول عن مشهد كاريس بصورة جواز السفر، أنا بهولندا وصورة جواز سفري بحجاب، ولا حد تجرأ يقلي شيليه لأي سبب كان، وأنو كرمال تبين مو سورية على اساس المرأة اللبنانية مو محجبة!”.

في حين علق مجد الأحمد قائلا، “عادي وطبيعي كتير طلب المصور، نحنا مو عايشين بأوروبا، هنيك شو ما كانت لابسة البنت ما بيحكوا معها، للأسف العنصرية من البعض في لبنان، خلت كتير من النساء تلجأ لهالطريقة، لحتى تقلل من احتمالية تعرضها لأي موقف عنصري بهالبلد”.

أداء ملفت لكاريس بشار

رغم موجات الجدل الواسعة التي أثارتها العديد من مشاهد المسلسل، وتحديدا تلك التي كانت مريم جزءا منها، إلا أن كاريس بشار كان لها النصيب الأكبر من الإشادات بسبب أدائها الذي نال إعجاب متابعي المسلسل منذ بداية عرضه.

ومن المشاهد كذلك التي أثارت جدلا واسعا وفتح باب للنقاش الطويل على الإنترنت، المشهد الذي جمع عزيز ويؤدي دوره الممثل اللبناني جورج خباز مع مريم، حيث وصفه البعض بـ”العنصري الجريء”، فيما اعتبره كثيرون تعبيرا عن الحقيقة والواقع الذي يعيشه السوريون في لبنان، ويعبر عن طاقات سلبية راكمتها الحكومة السورية ضد العديد من اللبنانيين على خلفية الوجود القسري لقواتها كسلطة أمر واقع في لبنان والممتدة لثلاث عقود.

المشهد كان في الحلقة الخامسة، حيث ظهر كل من عزيز ومريم يتشاجران في الشارع بسبب لافتة وضعها الأول في قلب الحي، كُتب عليها “يمنع تجوال السوريون بعد الساعة الثامنة مساءً”، وهذا ما أغضبت مريم، وكان نص المواجهة بينهما وفق ما قاله عزيز لمريم “انتو جايين هيك وقحين ما عندكن جنس الحيا، الك عين تحكي انت.. ماضيكن معنا بشع وحاضركن على أبشع، أنا محلك بحطّ راسي عالأرض”.

قد يهمك: لحظة الحقيقة.. “ابتسم أيها الجنرال“ ضجيج لم يرقَ لمستوى التوقعات؟

 فما كان من مريم إلا أن ردت عليه بغضب “أول شي مو نحنا اللي جيناكم بكيفينا، انتو اللي بعتوا ورانا وثاني شي لولانا كنتو قبرتو بعض”، فقاطعها عزيز باستهزاء “نحن بعتنا وراكن على أساس قوات ردع عربية صار بدو مين يردعكن، قعدتو عنا 30 سنة عم تردعوا مدري مين ومدري شو، بعدين لما خلصت الحرب بقيتو ميأطين على قلبنا متل الكابوس، شو بتعرفي عن المدفون، شو بتعرفي عن ضهر البيدر، عن عنجر.. انت شي مرة قاعدة على ربطة الخبر لما يقشطك ياها أبو سن دهب تبع الحاجز، كنا إذا أخدنا نفس يشلحونا نصو، إلك عين تحكي كمان”.

لتعاود مريم بالرد “ما بدها كل هالموشحات، حمال حالك ونزال عالشام وورجينا المراجل”، فعاجلها على الفور “ما بدي أنزل عالشام، روحي انت عالشام”. وقبل مغادرة مريم من أمامه، استهزأت من كتابته بقولها “بتنكتب سوريين مو سوريون يا مثقف يا فينيقي”، فرّد عليها “آه عم تعطيني دروس إعراب عالصبح يعني عأساس إذا كتبتها بالفرنساوي رح تقروها ترغلة”.

قصة المسلسل

حتى الآن يتواجد مسلسل “النار بالنار” في قائمة الأعمال الأكثر مشاهدة ضمن موسم دراما رمضان لهذا العام، وهو الذي يروي  الحكاية والعلاقة التاريخية التي تجمع بين سوريا ولبنان، كما يتناول العلاقات التي تربط بين الشعبين أدبيا وفنيا، وثقافيا، وجغرافيا وتاريخيا. 

كما ويتمحور حول وجود اللاجئين السوريين في لبنان، وتسليط الضوء على أوضاعهم المعيشية، وطبيعة علاقتهم باللبنانيين وما طرأ عليها من تحوّلات على مدار أكثر من 11 سنة. هذا بالإضافة إلى كونه عملا يتطرق إلى الوجود السوري في لبنان، والتغير الديموغرافي الذي يفرضه على اللبنانيين في أحيائهم. 

المسلسل من إنتاج شركة الصباح إخوان، ومن إخراج محمد عبد العزيز، بطولة عابد فهد، كاريس بشار، جورج خباز، زينة مكي، طارق تميم، طوني عيسى، وغيرهم، ويناقش المحاور المذكورة من خلال قصة مُدرِّسة سورية هربت من وطنها الذي مزقته الحرب، لتجد نفسها عالقة في بيروت، وحيدة ومن دون أوراق ثبوتية، فيتوجب عليها مقاومة الواقع بهدف الاستمرار والعيش في مدينة لا تعرفها قط.

المسلسل احتل المرتبة الرابعة في لبنان على منصة “شاهد”، وتعزز حضور المسلسل بمشاركة فنانين آخرين مثل طوني عيسى وزينة مكي وطارق يتيم. ويحمل العمل الكثير بعد، وفق صنّاعه وقد يعيد المنافسة بين المسلسلات الدرامية المشتركة التي تجمع النجوم السوريين واللبنانيين عادة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات